فقيد الصحافة الأستاذ هشام باشراحيل.. ستظل القدوة والمعلم الذي أخلص لعدن خاصة والجنوب عامة

>
شاءت أقدار الله عز وجل أن يكون يوم وفاة الرمز الخالد الجهبذ المرحوم هشام باشراحيل، هو نفس يوم مولده 16 يونيو 1944 - 16 يونيو 2012 .

إحدى عشرة سنة مرت على توقف قلب فقيد الصحافة، الأستاذ هشام -طيب الله ثراه- وفاضت روحه الطاهرة إلى بارئها، مخلفا وراءه تاريخا مشرفا، ومواقف إنسانية ستظل محفورة في وجداننا، جيلا بعد جيل.

تعلمنا منه الكثير، كيف يمكن للصحفي أن يحافظ على إنسانيته وعلى مبادئه، تعلمنا منه التعبير الحر عن الرأي وقول الحقيقة مهما كانت مرارتها، تعلمنا منه العطاء بلا مقابل، وإيمانه بالقضية الجنوبية العادلة، والدفاع عنها بكل صدق وأمانة بعيدا عن المصالح الذاتية وأهواء النفوس.

تعلمنا منه المعنى الحقيقي للقيادة والشجاعة والعمل الصحفي الشريف؛ الذي دفع حياته ثمنا غاليا له، من خلال رفضه كل أنواع المغريات، التي عرضت عليه من قبل النظام السياسي، وكان أحد هذه المغريات "شيك مفتوح" لشراء صحيفة "الأيام"، فكان جوابه المجلجل، الذي لا أستطيع أن أنساه ما حييت ("الأيام" ليست ملكي لكنها ملك السواد الأعظم). وكانت كل تلك المغريات تدعو إلى تخلي الأستاذ هشام باشراحيل عن القضية الجنوبية، لكن هيهات هيهات، لم يستطع أحد النيل منه أو التأثير عليه مهما كانت الإغراءات.

لقد كان أستاذنا جبلا شامخا، ومرجعا للصحافة والإعلام، وأحد رموزها الكبار، وسيظل كذلك.. أحب الناس، وضحى، وبذل لأجلهم من وقته وراحته وصحته ،فأحبه الناس بكل صدق، وخاصة أهالي عدن، والجنوب عامة.

الحبيب الأستاذ هشام باشراحيل أبا باشا، مازالت روحك الطاهرة ترفرف بين غرف تحرير الأخبار والإخراج الفني، ومكتبك المتواضع، مازال صوتك الجهوري يجلجل في أذني، كلما أتيت إلى صحيفة "الأيام"، وكلما تصفحتها أرى صورتك وإشراقتك، وأتذكر ذلك الزمان الجميل الذي عشناه معك.

لقد بنيتَ وشيدتَ صرحا رائعا، لايزال كما بنيته وشيدته، فرحمة الله عليك ورضوانه أيها العملاق الغائب الحاضر.

* المخرج الفني السابق لصحيفة "الأيام".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى