المعتقلون اليمنيون بسجون الحوثي.. 9 أعياد على تقويم الألم

> «الأيام» العين الإخبارية:

> يقضي معتقلون يمنيون عيدهم الـ9 خلف قضبان مليشيات الحوثي تاركين خلفهم قصص موجعة.

ومع قدوم عيد الأضحى، تعيش عائلات في اليمن على وقع مأساة نتيجة غياب المئات في سجون مليشيات الحوثي الإرهابية لأكثر من 9 أعوام.

يأتي العيد هذا العام بالتزامن مع احتفال العالم باليوم العالمي لمساندة ضحايا التعذيب وغيره من ضروب المعاملة القاسية أو غير الإنسانية أو المهينة والذي يصادف 26 يونيو/ حزيران من كل عام.

وبحسب منظمة أمهات المختطفين في اليمن فإن عدد الذين تعرضوا للتعذيب بلغ 1332 مختطفا ومعتقلا لدى مليشيات الحوثي بينهم أكثر من 86 مختطفا ومعتقلا لقوا حتفهم تحت التعذيب.

عيد تلو آخر


وحولت مليشيات الحوثي حياة عائلات في اليمن إلى جحيم، بينهم عائلة المختطف اليمني محمد عبدالله الذي خلف وراءه زوجة تندب الحظ و8 أطفال يترقبون بلهفة رؤية أبيهم.

واختطف عبدالله كما تروي زوجته لـ"العين الإخبارية"، أواخر العام 2015 من أحد حواجز التفتيش شرقي مدينة تعز جنوبي اليمن من قبل مليشيات الحوثي الإرهابية.

وتقول زوجة محمد عبدالله إنه "اختطف قبل عيد الأضحى بأيام قليلة، وكنا ننتظر أن يعود مع العيد، مرت الأيام ثقال كأنها سنوات، أتى العيد ولم يأت محمد، وإلى الآن لم يعد".

عيد يتلوه عيد ووجع فوق وجع، كبر الصغار وأصبح منهم شباب، وعائلة محمد في انتظار والدهم المختطف.

وتقول الزوجة باكية "لمن أشكو وجعي، تمر الأيام والمناسبات والأعياد، ولم يعد محمد، أناشد المنظمات الحقوقية والأمم المتحدة، والحكومة اليمنية، للبحث عن زوجي لنطمئن عليه هل ما زال على قيد الحياة".

مأساة زوجة المختطف عبدالله تتطابق مع معاناة نجلاء زوجة المعتقل محمد الصنوي، والتي تتساءل منذ 9 أعوام عن مصير زوجها الذي غاب عنها في دهاليز سجون المليشيات ولم يعد حتى اليوم.

وتقول نجلاء في حديث لـ"العين الإخبارية"، إنها أم لـ8 أطفال.. أين زوجي؟، لقد غاب قبل 9 أعوام وما زلت حائرة كيف أخبر أطفالي عن سبب غياب والدهم".

وتضيف والكلمات تخنق أنفاسها "لقد كذبت على أطفالي وأخبرتهم أنه مغترب خارج اليمن وأعطيتهم هدايا موقعة باسمه وجعلت أخي يتصل بأولادي وينتحل شخصية والدهم ولكنهم لم يقتنعوا".

تبكي نجلاء بحرقة وهي تتساءل، عدت إلى بيتي لأبحث عن محمد ولم أجده، لم أر حتى طيفه.

وتناشد الزوجة والأم المكلومة الضمائر الحية أن تساعدها في البحث عن زوجها والكشف عن مكانه بعد أن بذلت كل ما استطاعته للعثور عليه أم عن خبر عنه.


قصة عائلة المختطف اليمني عبده سعيد لا تختلف عن عائلة الصنوي وعبدالله، حيث تصف المعاناة ذاتها لفقدان عائلها الوحيد، بسبب اختطافه من قبل المليشيات.

وتقول عائلة سعيد لـ"العين الإخبارية" إنه "مع أخبار كل صفقة لتبادل الأسرى والمعتقلين، تتحول كل طرقة على الباب إلى جحيم.. نتوقع ظهوره على الباب.. أمل مؤلم نعانيه منذ غيابه".

جريمة مركبة

رئيس مركز العدالة اليمني المحامي مختار الوافي، يقول إنه مع دخل العيد تواجه أسر المعتقلين والمختطفين وضعاً معيشياً صعباً للغاية لا يمكن إيجاد العبارات والألفاظ التي تصف تلك الأوضاع الصعبة، وبعيدا عن الألم المصاحب للفراق هناك متطلبات لتلك الأسر.

ويضيف في تصريحات لـ"العين الإخبارية" بعد 9 أعوام على قيام المليشيات باختطاف واعتقال وإخفاء آلاف المدنيين في سجونها دون أدنى مراعاة لأي قوانين أو أعراف نواجه الآثار النفسية والاقتصادية والاجتماعية لتلك الجرائم.

ويشير الخبير القانوني اليمني إلى أن المليشيات الحوثية تسببت بفقدان العديد من عائلي الأسر اليمنية، وجعلتها تعيش أوضاع مأساوية، تتضاعف هذه المعاناة مع كل مناسبة أو أعياد.

وأكد أن أعمال المليشيات الحوثية تجاه المعتقلين والمختطفين والأسرى، جميعها أعمال مخالفة للقوانين اليمنية، وقوانين حقوق الإنسان الدولية وتعد جريمة مركبة.

ودعا الوافي منظمات المجتمع المدني الدولية والأمم المتحدة إلى القيام بواجبها باعتبار أن حقوق الإنسان هو من صميم أهدافها.

وشدد على ممارسة كافة وسائل الضغط للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين والمختطفين والمخفيين، قائلا إن هناك الكثير من الوسائل أمام المجتمع الدولي لتحقيق ذلك.

وكان ناشطون يمنيون أطلقوا حملة واسعة لفضح جرائم مليشيات الحوثي بحق المعتقلين في سجونها وذلك بالتزامن مع اليوم العالمي لمساندة ضحايا التعذيب مطالبين‏ بالتوقف عن ممارسة التعذيب للمحتجزين، والحفاظ على كرامتهم وتمكينهم من جميع الحقوق الطبيعية التي كفلها لهم الدستور والقوانين الوطنية والدولية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى