مسيرة الشموع والفوانيس في عدن.. "الأيام" تلتقي أكاديميين ومواطنين شاركوا فيها

> ريم رامي

> 8 سنوات وأزمة الكهرباء على حالها لم تُـحل والمعاناة مستمرة

> عندما انطلقت مسيرة الشموع والفوانيس في أحد أهم الشوارع التاريخية للعاصمة عدن، شارع الشهيد مدرم في مديرية المعلا، كانت رسالة واضحة، أن المسيرة هي باسم كل أبناء العاصمة المنكوبة بتردي الخدمات وتدهورها لا سيما منها الكهرباء، لم يخرج الشعب من فراغ، لقد طفح الكيل، أبسط حقوق المواطن أصبح محرومًا منها.

المواطن أحمد ناصر حميدان، -منتج ثقافي عدني- قال: "طبعًا نحن خرجنا مع مجموعة من المكونات، ومجموعة من الناشطين، لنعبر عن حاجاتنا إلى حكومة، ومسؤولين، ومحافظ، يهتمون بهذه المدينة، هؤلاء المديرون محسوبون علينا في الجهات المسؤولة، ولكن لم يستطيعوا تقديم أي شيء لهذه المدينة، وأنا كمواطن، ما لم يكن هذا المسؤول في خدمتي، ويلبي احتياجاتي، فما الفائدة من بقائه في منصبه.


ويضيف: "نحن نتحسر أن عدن التي أنيرت فيها الكهرباء قبل مئة عام، اليوم تنطفئ وهي كانت لؤلؤة الجزيرة العربية، ومنارة ثقافية، وإشعاع ثقافي لا له أول ولا آخر، واليوم حولوها إلى هذا الوضع المزري، والله نأسف على هذا الحال، ونشعر بالألم".

وطالب حميدان كل الأطراف وجميع القوى السياسية أن تقف إلى جانبهم، فهذا السكوت يعتبر خزيًا على كل السياسيين، وبصراحة هذا الصمت عار.

وأكمل : "لم نلقَ من يتجاوب معنا، وكنت أتوقع أن نجد القوى السياسية موجودة معنا بالساحة، لكن الموجودين كلهم، شبابًا وناشطين ومواطنين يعانون، أما المسؤولون عايشين، بنعيم عايشين برفاهية، لديهم كهرباء وديزل، لهذا نحن لن نسكت، سنخرج نعبر إلى أن نسقط هذه الحكومة، ونسقط كل مسؤول فاسد لم يقدم لهذه المدينة شيئا.


وتحدث العقيد مصطفى زيد -عضو مجموعة المواطن في عدن- قائلًا "لأجلك يا عدن أتينا، ومن أجل الكهرباء خرجنا، ولم نأتِ لأمور سياسية إطلاقًا، نحن أتينا لنطالب بحقوقنا فقط.

عدن التي كانت حاضرة العالم بأكمله، عدن كانت فيها الرحمة، نحن اليوم بجولة حجيف، أتيت أنا وأبنائي، ومعنا الشموع، من أجل الكهرباء فقط، لم نأتِ لندمر، ولم نشارك بشؤون سياسية، فليأتِ من يأتي، فنحن نريد ماءً، نريد كهرباء، نريد تعليمًا، نريد صحة، نريد رواتب، واليوم يحدث انهيار للعملة المحلية، ونعيش في غلاء، وارتفاع بأسعار المواد الغذائية، وأنتم تعلمون أن المعلمين سينفذون إضرابًا قريبًا، أي بمعنى أن الأجيال القادمة سيصبحون أُميين".

وتحدث خالد عبدالرحمن -إعلام ائتلاف أبناء عدن قائلًا "خرجنا هذا اليوم بوقفة الشموع إلى مدينة المعلا، تعبيرًا عما يعانيه أبناء عدن، التي عرفت الكهرباء منذ مئة عام، والآن نوجّه رسالة لمالكي القرار، نحن هنا خرجنا نطالب بمطلب شرعي حقوقي، عدن تموت من هذا الحر".

المواطن نايف عبدالله صالح الحريري أشار إلى أن سبب خروج المسيرة، لتردي خدمات الكهرباء، حيث أصبحنا نعاني نحن وأطفالنا والجميع من انقطاعها الطويل، لذلك فتوفير الكهرباء أقصى ما نتمناه.


وأضاف: نريد تشغيل التيار الكهربائي لمدة أربع ساعات فقط، لنتمكن من الحفاظ على المواد الموجودة في الثلاجة من التلف كل يوم، هذا المطلوب فقط أربع ساعات بدلًا عن برمجة الساعتين أو الساعة تشغيل مقابل توقف لمدة ست ساعات.

ويطالب خالد بتحسين الخدمات الأمنية والاقتصادية واستقرار العملة.

المهندس أحمد فوزي تحدث قائلًا "خرجنا اليوم لننبذ الوضع الكارثي، الذي تمر به عدن وأهلها من عدم وجود خدمات فيها نهائيًا".

المواطنة أشواق طه مديرة مدرسة الفقيدة نور حيدر للبنات في مديرية الشيخ عثمان قالت "خرجنا اليوم لنطالب بحقوقنا في وطننا المليء بالثروات، من حقنا أن ننعم بهذه الثروات، افتقدنا للكهرباء وهو الشيء المهم جدًا في الحياة، إن توفير خدمة الكهرباء للشعب شيء بديهي في أي مكان بالعالم، خرجنا لنطالب بضبط العملة، وتخفيض الأسعار، وإيجاد الخدمات الأساسية التي انعدمت في العاصمة عدن، والتي كانت رائدة في الجزيرة العربية والخليج، خرجنا اليوم بمسيرة سلميّة ليس لها أي علاقة بأي كيانات، أو أحزاب سياسية، لنطالب بحقنا في أن نعيش حياة كريمة في وطننا.


ولفت المواطن محمد هاشم وطني، إلى أن مدينة عدن كانت منذ العام 1967م هي (أم الكل) وجزاؤها أن الكهرباء منعدمة فيها، وللعلم أنه منذ عام 1921م من عُمر أبي والكهرباء موجودة في العاصمة عدن، واليوم بعد مئة سنة تنعدم الكهرباء.

فنحن مطالبنا مطالب حقوقية، يجب أن تكون الحكومة من أجل الشعب، وهذا ما نريده، وليس الشعب من أجل الحكومة، ونريد من المسؤولين الذين لم يستطيعوا فعل شيء أن يقوموا بتقديم استقالتهم ويذهبوا.

هذا شعب سيبقى غضبه عليكم إلى يوم الدين، انتبهوا لأنفسكم، إخواني المسؤولين لا يغرنكم الكرسي، الكرسي دوار، وفي نهاية المطاف ستعيشون معنا، مع هذا الشعب الكادح، اتقوا الله في هذا الشعب.

وأوضحت الصحفية أمل حزام أن الوقفة الاحتجاجية اليوم من أجل العاصمة عدن، جراء تردي الأوضاع، نحن اليوم نعلن وبكل قوة وصرامة وجديّة، ونقول لهذه القيادات التي لم تستطع أن تتحمل المسؤولية، بتوفير الخدمات الأساسية والتي من أهمها الماء والكهرباء، ولم يقفوا ضد ارتفاع الأسعار، وانهيار العملة، وتردي الحياة المعيشية، وغياب الأمن، نرجو من قياداتنا أن ينظروا إلى عدن، وأن يجدوا لهذا الملف الشائك، ملف الكهرباء، حلًا للخروج من هذه الأزمة الاقتصادية، التي تسبب الكثير من المعاناة للشعب.


الدكتورة أسماء أحمد تحدثت أن المسيرة خرجت احتجاجًا على الانطفاء المستمر أو المتعمد للكهرباء، لمحاولة تدمير البُنية التحتية لكهرباء عدن، نحن نريد أن نفصل الملف السياسي عن الملف الإنساني.

وأضافت هناك قوة سياسية معينة تمارس على مدينة عدن هذا الضغط لأهداف سياسية، نحن خرجنا اليوم كمواطنين بحاجة إلى كهرباء، وهي حاجة إنسانية مهمة جدًا وبديهية لكل المدن لكل إنسان، ونشير إلى أن عملية انقطاع الكهرباء لساعات طويلة بتعمد هذا طبعًا ضد الأخلاقيات، وإذا الدولة تتمتع بأخلاقيات لن تسمح لشعبها أن يعيش في هذه الحالة المزرية من الظلام.

من جهتها قالت الأستاذة زهرة صالح علي -سكرتارية المرأة في اللجان المجتمعية بمديرية الشيخ عثمان- "أنتم تعلمون بالوضع، إلى أين وصل، وهذه أمامكم وقفة شموع، نريد أن نقول للحكومة، وللمجلس الرئاسي: خلاص إلى هنا وكفى، وصل الأمر إلى نقطة الصفر، مثل ما يقولون، يجب أن يخجلوا من أنفسهم، الذي لا يستطيع أن يخدم هذا البلد، وغير قادر على أن يخدم العاصمة عدن وأبناء عدن، فليتنحَ عن المنصب، ويترك الفرصة لغيره، والرسالة لجميع المسؤولين العاجزين، ليتنحوا جميعًا، رُبما هناك كثير بالساحة قادرون أن يقودوا دفة البلاد، وإن شاء الله سيخرج من عدن، أناس قادرون على تحمل المسؤولية.

المعروف بالقانون أن المسؤول يبقى ستة أشهر تحت التجربة في منصبه، ونحن للآن لنا ثماني سنوات، فماذا عملوا لنا؟ والنتيجة أن وضعنا من سيء إلى أسوأ.

وأشارت الدكتورة سلوى بريك إلى أن مطالب مسيرة الشموع والفوانيس حقوقية، وأن الكهرباء أهلكت الشعب، وغلاء الأسعار أنهك المواطنين -ويومًا عن يوم- الأوضاع المزرية بعدن تزداد قتامة.


نريد الكل أن يقف يدًا واحدة، العاصمة عدن تستغيث، مدينة عدن في ظلام دامس، اليوم الكهرباء تنطفئ لمدة تصل إلى سبع ساعات، أما غدًا فقد لا يكون هناك كهرباء.


موجهة رسالتها إلى الناس: اخرجوا.. مطالبنا حقوقية وليس لدينا تدخل بأي جانب سياسي، حقوقنا مدنية لحياة كريمة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى