المتهم بريء

> يقال إن: "المتهم بريء"..!! حتى تثبت إدانته في محاكمة قانونية عادلة تكفل له فيها ضمانات الدفاع عن نفسه.
نعم ..!!
فالمتهم أو حتى المجرم الثابت ارتكابه لجريمة معينة له حقوقه القانونية، فإذا ارتكب الإنسان جريمة فلا تسلبه الجريمة إنسانيته، لذلك فإن عمل المحامي لا يقتصر على الدفاع عن المجني عليهم من الأبرياء، بل يجب عليه أن يدافع عمن أجرم أيضًا لضمان حقوقه في عدم معاملته معاملة غير إنسانية وتوفير محاكمة عادلة له، وضمان سلامة الإجراءات، وسلامة تنفيذ العقوبات ضده، وعدم تنفيذ عقوبات مهينة أو عقوبات تحط من آدميته.

وبناء عليه ..!!
نرى في المجتمعات المتخلفة المعبئة بالكراهية كيف تتعامل مع المجرم بكراهية، ولا تتعامل معه كإنسان أخطأ ويحتاج للإصلاح وإعادة الإدماج في المجتمع.

والسبب أنها..!!
تجهل المغزى من العقاب والذي يقوم على الإصلاح لا الانتقام،

والأصل في الإنسان البراءة ويجب معاملته على أساسها، ومتى ما تمَّ تجاوز هذا المبدأ ضاعت معه العدالة برمتها، ولا يكون للمحاكمة أية معنى؛ كون أن تلك الجهات ستعامل المتهم كمجرم، وما إجراءات المحاكمة إلا شكل وتغطية قانونية للإدانة.

واليوم للأسف في مجتمعنا..!!
"المتهم مدان" حتى لو ثبتت براءته، لذلك تُبنى حقيقة العقاب فيها على الانتقام، وليس الإصلاح، مع أن المجرم بصفة عامة "مريض يستحق العلاج، قبل أن يكون متهمًا يستحق العقاب".

إن هدفي من طرح هذه المقدمة ..!!
هو توضيح حجم المأساة حينما يتم اعتقال مظلومين لم يرتكبوا أية جريمة، أبرياء قد سُلِبت حريتهم، ومنع المحامي من الدفاع عنهم، وحرمان أسرتهم من تتبع أخبارهم...

أليس الإنسان هو أغلى ما نملك؟
أليس من واجب العدالة حماية كرامة هذا الإنسان وحفظ حقه في العيش الكريم؟

يقال ..!!
إن أحد الولاة في عهد عمر بن عبدالعزيز كتب إليه أن "نفرًا من العمال اقتطعوا مالًا، ولستُ أقدر على استخراجه من أيديهم، إلا أن أمسهم بشيء من العذاب، فإن أذِنت لي أفعل"، فكتب عمر: "إني أعجب من استئذانك إياي في عذاب بشر، كأني لك حصن من عذاب الله، وكأنَّ رضائي عنك ينجيك من سخط الله، فانظر من قامت عليه بينة، فخذه بما قامت به عليه البينة، ومن أقر لك بشيء فخذه بما قامت به، ومن أنكر فاستحلفه وخلِّ سبيله، وأيم الله لأن يلقوا الله بخياناتهم أحب إليَّ من أن ألقى الله بدمائهم... والسلام".

ولكن ..!!
عن أيّ عدلٍ أتحدث في قضية مظلومية أحبائنا البهائيين، وعن أي قسط أناشد؟ والظالم هو نفسه القاضي والجلاد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى