صراع نفوذ للسيطرة على منطقة باب المندب.. الأسباب والتداعيات

> «الأيام» غرفة الأخبار:

> تعيش مناطق المخا المطلة على مضيق باب المندب، الممر الدولي الاستراتيجي في جنوب غربي اليمن، توترًا متصاعدًا بين القوات التي يقودها عضو مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح من جهة، وقوات وتشكيلات تابعة لحزب الإصلاح (جماعة الإخوان) بتعز، ضمن صراع على النفوذ في المنطقة المطلة على المضيق الحيوي للتجارة الدولية، وكذا إعلان القوات الجنوبية في الساحل الغربي رفضها المطلق، للاستيلاء على مناطق جنوبية استراتيجية والحاقها بقوى وقيادات شمالية.

وبحسب تقارير صحفية من منطقة الساحل الغربي في المخا فقد برز الصراع مؤخرا بين القوتين على شكل اجتماعات مسلحة وبيانات متبادلة وتراشقات بين أنصار الطرفين، خصوصًا على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك على إثر تحركات عسكرية لقوات صالح في مناطق يعدها حزب التجمع اليمني للإصلاح تابعة لمحافظة تعز الخاضعة لسيطرته.

كما عقد مشايخ ووجهاء "قبائل مديريات ذوباب المندب، وموزع، والوازعية، والمخا" اجتماعًا مسلحًا في منطقة ذوباب، الأحد الماضي أعلنوا فيه رفضهم القاطع لأي تجمعات مسلحة في أراضيهم.

وشهدت منطقة المخا وقفة مسلحة نفذتها قبائل الصبيحة، يوم السبت الماضي، رفضًا لتحركات قوات العميد طارق صالح في مناطقها، وأصدرت بيانا تضمن إمهال قوات طارق صالح 72 ساعة لمغادرة المنطقة، وتوعدت بإخراجها بالقوة إذا لم تستجب لذلك.

ونقل العربي الجديد عن مصادر محلية قولها إن خلفية القصة ترجع إلى قبل نحو عام حين افتتح طارق صالح مشروع تحلية مياه في منطقة العرضي، وأرسل مجموعات من قواته لحماية المشروع، وذلك بالتنسيق مع اللواء 17 عمالقة بقيادة ماجد عمر سيف الصبيحي، المتموضع في المنطقة.

وأضافت المصادر أن طارق صالح أرسل، مطلع شهر يونيو الماضي، معدات وآليات عسكرية إلى المنطقة ذاتها، قبل أن يصل عشرات الجنود قبل نحو عشرة أيام، كتعزيز لتلك القوات في خطوة اعتبرتها قوات العمالقة محاولة للسيطرة على المنطقة وإحلال قوات طارق صالح مكانها.

وقالت المصادر إن قائد اللواء السابع عشر عمالقة (الصبيحي) دعا يوم الجمعة الفائت، إلى وقفة مسلحة في منطقة النزاع، وتجمّع على إثر تلك الدعوة العشرات من أبناء قبائل الصبيحة وجنود ألوية العمالقة.

من جانبه، أشار مصدر عسكري إلى أن جهودًا يقودها رئيس اللجنة العسكرية والأمنية التابعة لمجلس القيادة الرئاسي اللواء هيثم قاسم طاهر، منذ أيام، برفقة قيادات عسكرية وقبلية وأخرى في السلطة المحلية بلحج وتعز، لوقف التوتر والوصول لحل ينهي الأزمة القائمة، مشيرًا إلى أن هذه الجهود فشلت في إحراز أي تقدم حتى الآن.

وتسيطر قوات طارق صالح على الشريط الساحلي الممتد من مدينة الخوخة بمحافظة الحديدة، غرب البلاد، مرورًا بالمخا بموقعها الاستراتيجي، وصولًا إلى منطقة ذوباب التابعة لمحافظة تعز، والتي تشهد تصارع عدة قوى عسكرية، للسيطرة على النفوذ في المناطق المطلة على المضيق الحيوي للتجارة الدولية.

ومنطقة العرضي تتبع إداريًا لمديرية ذوباب تعز، وقد ضمت إليها عقب توحيد شطري اليمن في العام 1990 بعد أن كانت تتبع الجنوب في دولة ما قبل الوحدة، وهو ما دفع القوى الجنوبية إلى الوقوف ضد تحركات طارق صالح، لمنع الاستيلاء على هذه المنطقة الجنوبية الاستراتيجية.

وخلال الأيام الماضية، تبادل الطرفان الاتهامات على مواقع التواصل الاجتماعي، حتى أمهل قائد اللواء التاسع عمالقة، فاروق الكعلولي الصبيحي، قوات طارق صالح 24 ساعة لمغادرة المنطقة.

وحاولت قوات طارق صالح تهدئة الأجواء عبر إصدار بيان في اليوم ذاته، نفت فيه قيام قواتها بأي تحركات، ونقلت مواقع مقربة منها عن مصدر مسؤول في تلك القوات قوله إن "نشر شائعات بتحركات عسكرية باتجاه رأس العارة (في محافظة لحج)، محاولة لتزييف الواقع وتأجيج الوضع وإثارة الفتنة بين الرفقاء وخدمة العدو الحوثي".

وأضاف المصدر: "تؤكد القوات المشتركة أن التحركات العسكرية الأخيرة تأتي وفق خطة عسكرية صادرة عن قيادة القوات المشتركة ضمن نطاق المسرح العملياتي لمحافظتي الحديدة وتعز، والتي تهدف بالأساس إلى تعزيز الأمن وتأمين طرق الملاحة الدولية والشريط الساحلي ضد أي تهديدات لأعمال المليشيات الحوثية وحماية المكتسبات".

وتابع: "لا صحة للأخبار المتداولة عن أي تحركات لأي قوات عسكرية خارج المسرح العملياتي للقوات المشتركة".

وبين الوقفات والبيانات والتصعيد المتبادل يتزايد القلق من أن يتصاعد منسوب الصراع بين القوات المتعددة المتواجدة في المنطقة الساحلية المطلة على واحد من أهم الممرات المائية الدولية والتأثيرات المحتملة له على طريق التجارة الدولية، لا سيما إذا لم تنجح جهود اللجنة العسكرية في نزع فتيل التوتر المتنامي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى