انتشار مُخيف للجريمة في عدن.. مواطنون: نريد حلًا نهائيًا لظاهرة حمل السلاح

> وئام الزميلي

> المواطنة نائلة عبده: كيف لمواطن أن يقتل أخاه دون ذنب يستحق ذلك؟ ألا يخافون من الله!
المواطن معاذ خالد: أصبح القتل عادة يقترفها كل من صادف مشكلة تؤدي إلى غضبه


> روح تلو الأخرى تزهق دون رادع، ولعل ما شهدته مدينة عدن في الآونة الأخيرة خير شاهد، حيث انتشر الذعر والخوف فيها، بسبب الجرائم التي ارتكبت دون عقل ولا ضمير، واستحوذت الجريمة وطغت على ابتسامة هذه المدينة، وساد الحزن والسواد وألوان الدماء عليها، وتعتبر ظاهرة حمل السلاح الخاطئة وأثرها المشين والهالك أبرز الأسباب لانتشار الجريمة في عدن.

الشعب قد هاج للحد من هذه الظاهرة الدخيلة والمميتة في آنٍ واحد، وأقام وقفة احتجاجية تمنع حمل السلاح بين أفراد المجتمع، إلا لمن هو أحق بذلك وتحت عمله، والتي أقيمت يوم الأحد بتاريخ الثاني من يوليو الماضي.

"الأيام" أخذت عددًا من آراء المواطنين ووجهة نظرهم تجاه ظاهرة حمل السلاح القاتلة.


قال المواطن معاذ خالد محـمد من أبناء مديرية المعلا: "هذه الظاهرة من أكثر الظواهر انتشارًا وتأثيرًا على المجتمع في اليمن وخاصة في مدينة عدن، مدينة السلام والأمان، لكنها أصبحت مدينة الموتى والوحوش البشرية إلا من رحم الله، فانتشر الجهل أكثر في زمننا هذا بسبب ما يحصل من تخريب ونهب، وأصبح الأمن بأيدي بعض مِمَن لا يهتمون بما يجري".

وأضاف المواطن معاذ : "نريد حلًا نهائيًا لكل مشكلة في مدينة عدن، وخصوصًا مشكلة حمل السلاح المتداول حاليًا في كل مديرية في عدن الجميلة.

وتمنى معاذ الانضباط من القيادات التي تصرف الأسلحة لجنودها، وتمنعهم من حمل السلاح إلا في المعركة والمكان المخصص، وبتصريح أمني، ويفرض الحكم الحازم على جميع الأطراف والجهات المعنية.

لقد أصبح القتل عادة يقترفها كل من صادف مشكلة تؤدي إلى غضبه، وأصبح الغضب يعمي القلوب والأبصار.

إننا ندين كل من يعبث مع الآمنين جراء هذه الأفعال السيئة، ونستنكر فقد الأمان في هذه المدينة الجميلة، ونستغرب من الأهالي عدم تربيتهم لأبنائهم، ونطالب المجتمع للقيام بواجبه كل في مجاله، ولا ندري لماذا ساءت أحوالنا إلى هذا المستوى المتردي؟

ما حصل في زماننا من قصص يوحي بأن الرعب مستوطن لعدن بشكل كبير، أصبحت أخاف على نفسي من أن أمر في مكان فيه عرس فيقومون برمي الرصاص وبقدر الله يكون هناك رصاص راجع علينا، ووقتها نلوم من؟ ونبحث عن من؟ ولا يوجد من نشتكي له؟


مضيفًا وفي بعض الأوقات تحصل مشكلة بسيطة فيلجؤوا إلى حلها بالرصاص، وليخسر من يخسر أهم شيء أنه أشبع غريزته البربرية بالرصاص، وقتل من قتل فلا يهم ، هذا بالذات ما يحدث، قصص القتل في عدن أرض الطيبة واحتماء الناس ببعضها قديما.

وأشار أن ما حصل في مديريتي (المنصورة والمعلا) أمر سيء جدًا ونرجو الاهتمام بالأمن، والتقيد بالأوامر والتوجيهات، لتكون مدينة عدن مدينة السلام والأمان.

وأضاف الأخ نزار عثمان قائد مسعود المحلوي من مديرية دار سعد :"ظاهرة حمل السلاح في عدن غير حضارية وغير أخلاقية، تنبذها جميع الحضارات والأديان، ولا تنتشر إلا في مجتمعات يغيب فيها الأمن، وتنعدم فيها الأخلاق، لأنها ظاهرة لا أخلاقية، يتبجح بها عديمو الضمير البعيدون عن تعاليم الدين الإسلامي، ليثبتوا أنهم الأقوى، وهذا غير مقبول لا في المجتمعات المدنية ولا الحضارية ولا في ديننا الإسلامي، روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم [من لوح بحديدة في وجه أخيه أو رفع عليه سيفًا لعنته الملائكة حتى يعيده في غمده]، ونلاحظ في السنوات الأخيرة تفشي هذه الظاهرة في العاصمة عد،ن والعديد من المحافظات الأخرى بشكل كبير، مصاحبًا لذلك انتشار المخدرات والحبوب المذهبة للعقل، فإذا جمعنا هاتين الظاهرتين، فالنتيجة ستكون حتمًا انتشار القتل سواءً العمد أو غير العمد، وانعدام الأمان لدى ساكني المدن من الناس العزل، وارتفاع معدل الجريمة، وهذا ما هو حاصل للأسف في عدن وما جاورها من المحافظات، وذلك يعود لعدة أسباب أهمها:

1- غياب الوعي.

2- عدم قيام الجانب الأمني بواجبه كما ينبغي.

3- محاولة البعض التماشي مع هذه الظاهرة للأسف الشديد،


فالجهل هو أحد المسببات لظهور مثل هذه الآفات في مجتمعنا المدني.

وأردف أن الجهل هو آفة الشعوب والجهل عندما يقترن بالقوة ينتج عنه فوضى، بينما الجهل مع السلطة يؤدي إلى الظلم، والجهل بصحبة المال يقود إلى الفساد، والجهل زائدًا الحرية يساوي انحلال أخلاقي، والجهل بالدين والاندفاع يصنع الإرهاب، ولذلك وجب على من بيدهم الأمر والنهي ما يلي:-

أولًا: مكافحة ظاهرة حمل السلاح وانتشار المخدرات والحبوب والضرب بيد من حديد كل من يساهم في انتشار هذه الآفات في مجتمعنا.

ثانيًا: نشر الوعي بين الناس ليعرف الجميع ما تؤدي إليه تلك الآفات.

وضع تلك المبادئ في المناهج التعليمية، ليضمن المجتمع أجيالًا قادمة لا تقبل بمثل تلك الآفات والظواهر القبيحة، وفي الأخير نسأل الله العظيم أن يوفق كل من عمل على الحد من انتشار تلك الظواهر وعمل على اجتثاثها من مجتمعنا.

ومن مديرية المنصورة تكلمت الأخت نعمات حسن عوض بحرقة وحزن قائلة "إنني عاجزة عن الكلام لما شهدناه موخرًا في مدينتنا التي كانت بمثابة العروس الجميلة، فباتت عجوزًا لا ملامح لها.


وجود الأسلحة وتداولها بين أفراد مدينة عدن يعتبر خطأً فادحًا، لم تردعه الحكومة من قبل إلى أن وقع الفأس وقطع الرأس، أصبحنا نعيش في رعب والخوف ينتهك أماننا واطمئناننا، فصار السلاح لغة نتداولها هنا، وعلى تفاهات الأمور.

أوجه رسالتي إلى الحكومة وكل من له سلطة في إدارة العاصمة عدن، سواء أكان الانتقالي أم الشرعية، أوقفوا حمل السلاح، أرواح ذهبت دون ضمير، نريد السلام والأمان، نريد العيش في اطمئنان.

وفي أحد شوارع العاصمة عدن التقينا المواطن عمر عبد الحافظ محمد عوض من محافظة حضرموت، والذي قال "تعتبر ظاهرة حمل السلاح من أخطر الظواهر لما لها من حوادث، وعليها قضايا كثيرة، وهذا لا يناسب مجتمعنا وشعبنا ووطننا، فنحن الذين وصفنا الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام بأرق أفئدة، لكننا أصبحنا عكس ذلك، أمور كادت أن تُـحل بالكلام، لكن السلاح تدخل وساد على التفاهم وأزهق الأرواح.

وأضاف : "نريد حملة جادة وحقيقية لمنع السلاح، نناشد الجهات الأمنية وجميع الأحزاب أن يمنعوا ذلك منعًا باتًا، أكان ذلك بترخيص أو بدون ترخيص، إلا في إطار العمل فقط، وكذلك على كل مسؤول في أي لواء عسكري أو كتيبة أمنية، أن يحكم جنوده بعدم حمل السلاح خارج العمل أيًا كان السبب.

المواطن ماجد علي حسن من مديرية دار سعد تحدث بقوله "نحن شعب نريد العيش ببساطة نحن نبحث عن لقمة عيشنا، نريد الاستقرار والأمان، وليس الجرائم والعنف والقتال والموت، لا ندري أنخاف على أنفسنا أم على أطفالنا وأهلنا، الخوف يحتوي كلاً منا، لا نستطيع أن نمارس حياتنا الطبيعة، نخاف أن نواجه أي أحد مسلح غير متفاهم على أبسط المواقف، نخشى أن تنتهك حقوقنا خوفًا على أرواحنا"

ومن هذا الوضع المزري صرخت باكية الأخت نائلة عبده سعيد وهي من سكان مديرية الشيخ عثمان قائلة "قلوبنا موجوعة ودموعنا لا تجف من صدى القصص التي تحدث أمامنا في بلادنا ، تزعزع الأمان والاستقرار.

"قلوبنا موجوعة ودموعنا لا تجف من قصص القتل في عدن".

كيف لمواطن أن يقتل أخاه دون رحمة ودون ذنب يستحق ذلك؟ ألا يخافون من الله، أين الضمير؟ وكأننا نعيش بفيلم (أكشن) كله دماء وقتل ورعب.


كل ما نريده هو ردع ذلك.

أيها العقلاء تدخلوا رجاءً وأوقفوا ذلك قبل سلب أرواحنا جميعًا.

خاص "الأيام".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى