بعثرة الجنوب

> لا أجد مبررا لما يجري سواء على الصعيد السياسي أم الاقتصادي الجنوبي، الذي يعيش أوضاعا مبعثرة، والمؤسف أن ما يجري هو نمط من نهج فوضوي غير محسوبة عواقبه، ربما يشار إليه بعد فوات الأوان كنمط من الأخطاء في التقدير أو أخطاء سياسية بالغة التأثير، كل ذلك يمكن الاعتراف به بعد أن تفقد الكثير من مقومات الحلول المتاحة.

الجنوب يمتلك وحدة نسيج اجتماعي وديني، ناهيك عن كل تلك الحقائق التاريخية، التي يمكنك البناء عليها في الاتجاهات السياسية، أن تذهب إلى زوايا مخالفة، لا تعني أكثر من طرق بعثرة وتفكيك وخلق بوابات مشرعة للتدخلات، التي لاشك أن تنال وبصورة مؤثرة من نسيجنا الاجتماعي وعقيدتنا الدينية، بمعنى أدق عدم الواقعية في الحلول، وخلق مكونات سياسية متناقضة، لا يمكنها أن تسهم في خلق عوامل استقرار، ما بالنا بالقفز والتجاوز لكل حقائق التاريخ والجغرافيا،

والطبائع البشرية التي لا يمكن أن تحولها إلى النقيض مهما فعلت.

الجنوب يرتبط بإرادة شعبه، وكل محاولات تجاوز ذلك مغامرات سياسية، سوف تبين الأيام أنها لم تشكل أكثر من بعثرة لوضع، كان بالإمكان البناء عليه دون أن ينال من مصالح أي من الأطراف سواء الداخلية أو الإقليمية والدولية، البناء المتوازن بنمط الواقعية السياسية، هو ما يمكنه أن يعكس رؤية سياسية عادلة.

نهج وجد فيه الكثير من دهاة السياسة بعد الحرب العالمية الثانية، سبيلا للمعالجات ومازال الرجل المخضرم في السياسة الأمريكية هنري كيسنجر يشير اليه كحل للكثير من القضايا، للأسف في تجاربنا العربية لا توجد نجاحات في حل القضايا البينية، ما يجعلها مع مرور الوقت تبدو أكثر تعقيدا.

في واقعنا قضية الجنوب نموذجا، وكلما طال أمدها تخلقت كل أشكال التعقيد أمام حلها، ما يجعل الأمر بالنسبة للكثير من السياسيين مجالا خصبا لتحقيق مآرب كثيرة، بل هي فرص كسب ولكن على حساب البسطاء من الناس، فكرة بعثرة الجنوب بدت فرصة سانحة ربما لمن كانوا بضاعة كاسدة.

فهل من الحكمة المضي في طريق البحث عن بدائل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى