إدارة الفشل بنجاح

> هل يمكن أن يكون للفشل صناعة، و صنّاع؟

الإجابة الصادمة هي، نعم هناك من لا يعرفون النجاح فيما يخططون ويديرون وأصبحوا هم والفشل كالمتلازمة.

يمكن للزعيم أو القائد أو الحاكم أو المدير أن يخدع جمهوره أو اتباعه أو موظفيه لكن من الصعب أن يخادع نفسه أو يكذب عليها، خاصة إذا استمر يحصد الفشل لأنه سيدرك أنه لم ينجح بالمطلق في كل خططه ومع ذلك سيكابر.

لقد أصبح للفشل صناعة متقنة وصنّاع مهرة، ومسوقين أيضًا، بسبب تراكم الأخطاء وعدم الوقوف عندها من البداية أما تعمدًا أو خوفًا من المحاسبة يبدع الفاشلون في صناعتهم مع طول بقاءهم في مواقعهم.

إن أهم عوامل الفشل يبدأ من سوء اختيار الفريق العامل على كل مشروع، وغياب محاسبة الفاشلين ثم يصبح الفشل مركبًا عندما يكون المال والفساد عاملين حاضرين في الوسط وعندها يصبح الفشل تميزًا وغولًا لا يقاوم.

أيضًا هناك بعض العوامل النفسية لدى الأشخاص وكذلك الثقافة العامة السائدة في المجتمع أو المؤسسة التي تمنع القادة من الاعتراف بارتكاب الخطأ والفشل منها.

النرجسية والإعجاب بالذات لدى هؤلاء القادة، المكابرة ورفض الاعتراف بالعجز وعدم القدرة على إدارة الأمور كما ينبغي، غياب المعايير الضامنة للسلوك القيادية والرقابة في الممارسة العملية مما يسمح بالتجاوز على أبسط قواعد العمل، الجوقة المحيطة بالقائد التي تقوم بتبييض صفحات الفشل والبحث عن تبريرات لإرضاء غرور قائدها.

غياب للشفافية والاستماع للنقد البنّاء وكذلك القدرة لدى المنافقين حول القائد على تحوير الحقائق وتقديم البيانات المزورة فأنها ستقود إلى مراكمة الفشل.

فكم من مدراء قادوا إلى فشل شركات كبرى حتى أفلست واختفت، وكم من جيوش هزمت بل سُحقت تمامًا بسبب غرور قادتها، وكم دول تمزقت واندلعت فيها الحروب بسبب لوبيات الفشل والفساد المحيطة بالقيادة؟

وكم من حركات تحرر وطنية تحول قادتها إلى سياح في مكاتب المخابرات الدولية وأضاعوا حقوق شعوبهم الوطنية؟

حتى لا نواجه فشلًا في أي مستوى في إدارة معركة الجنوب لا بد من النقد بل وكشف أي عجز في إدارة المشروع الوطني بعيدًا عن المبالغة والغلو، حتى لا نصطدم بالفشل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى