الأيام.. أكثر من صحيفة

> عمّ الخراب والفساد في كل أرجاء البلاد ومناحي حياة العباد. تلوّثت الأنفس قبل الأيادي بالمال الأسود الفاسق.. ضاعت الأحلام في أسواق النخاسةِ، وأصبح بائعو المبادئ من أعلى إلى أسفل يجاهرون بسمسراتهم وبيعهم لكل القيم الوطنية السامية أمام الخليقة، بل ويشهرون اسعارهم التي باعوا ذممهم بها على صفحات الصحف و تتناقلها وكالة الأنباء. غدا الوطنُ مكسورًا بفعل فاعلين معروفين للجميع. أصبحت فرق الكتبة المُجيّرين لصالح قوى سياسية داخلية وخارجية تنشط بأقلامها المأجورة في الصحف، و على منابر وسائل التواصل الاجتماعي، لصالح من يدفع أكثر. في زمن وصلت فيه الظروف الاقتصادية والمعيشية والأمنية للمواطن إلى أدنى درجاتها، انحدارًا بل سقوطًا وبالأرقام، التي تنبئ أن أكثر من 80 % من سكان البلاد قد تجاوزت خطوط الفقر ووصلت(بل تم إيصالها) إلى درجة الإملاق. في هكذا بيئة و في هذا الزمن الأغبر، وحدها صحيفة "الأيام" بقيت و ظلّت منبرًا وطنيًا، حرًا، شريفًا، مفتوحًا لكل أهل الكلمة الوطنية الحرّة الصادقة، التي لا تبتغي غير وجه الله ورضا الوطن وأهله، منافحةً عن القيم الإعلامية الأصيلة و الرصينة و الصادقة كصحيفة ملتزمة، وطنيًا وأخلاقيًا لمصداقية الكلمة ووفية لمبادئ وضعها مؤسسها الراحل، عميد الصحافة وصاحب الرؤى الثاقبة التي لصدقها لا تزال خير من تعبِّر عن واقع حالنا الذي نعيشه، المغفور له الأستاذ محـمد علي باشراحيل و من بعده نجله صاحب الكلمة الشجاعة المغفور له الأستاذ هشام باشراحيل ومن بعدهم وعلى نفس منوال سابقيهم أستاذنا القدير تمام با شراحيل وأشباله أمد الله في أعمارهم.

خمسة وستون عاما من عمر هذه الصحيفة الغراء مرّت فيها بمنعطفات كثيرة ما فُتّ في عَضُدها، بل ترسخت خلالها كل القيم التي ذكرناها وازدادت فيها حكمتها ونضجت فيها تجاربها، برغم كل المعوقات المتنوعة و التي ندركها و نعلم عنها، وتلك التي لم تنكشف بعد. بهذه المناسبة العزيزة و الغالية على قلوبنا دعونا نبتهل إلى الله العلي القدير أن يوفق الجميع، وأن تبقى "الأيام" كما نتمنى لها أن تكون وأن تواصل مشوارها الصعب في هذا الزمن الأصعب، وأن يُحقق بها ومن خلالها أهداف هذا الشعب المناضل، من أجل غدٍ سعيدٍ و كريمٍ للجميع. كما لا يفوتنا أن نهنئ كل الأطقم الفنية والإدارية في الصحيفة، وأن نتمنى لهم كل التقدم والتطور في بلاط صاحبة الجلالة، كي تبقى "الأيام" النبراس المضيئ في حياتنا، والرائدة في التنوير على مستوى الوطن والجزيرة. كل عام وأنتم بخير.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى