الأيام سيدة الزمان و المكان..!

> أشعر أنني محظوظ من قمة رأسي حتى أخمص قدمي، و أنا أعايش عيد ميلاد صحيفة "الأيام" الخامس والستين.

أحس بنشوة عارمة تجتاح مشاعري، و أنا أشارك أسرة تحرير صحيفة "الأيام" و قراءها الاحتفاء بهذه المناسبة الغالية.

خمس وستون عاما و صحيفة "الأيام" كما هي، مرآة عاكسة للواقع، نرى فيها أفراحنا و أتراحنا، انتصاراتنا و انكساراتنا، لا تتحدث إلا بلسان الحقيقة مهما كانت مرارتها.

و في زمن التنوع الإعلامي الرقمي، ولدت الكثير من الصحف المتشبهات بصحيفة "الأيام"، لكن "الأيام" ظلت أصل الخبر و فصله، لسان الفقير المعدم و منبرا لحرية الرأي والرأي الآخر.

تكاثرت الصحف الورقية و الإلكترونية و المنصات الإعلامية على (السوشيال ميديا)،و رغم هذا الكم المهول من الاستلاب الإعلامي، بقيت "الأيام" الأولى، لا تنافس إلا نفسها، تسبق غيرها بسنوات ضوئية كثيرة.

و أبدا والله لا يحتفظ الأستاذ تمام باشراحيل بخلطة سحرية كتلك التي تحتفظ بها المشروبات الغازية، لكن لسيدة الإعلام اليمني و عروس الصحافة الاستقصائية العربية حكاية تبدأ و تنتهي عند مهنية محسوبة بأوقيات الزئبق.

احتفظت صحيفة "الأيام" بخط كبريائها المهني، انطلاقا من كونها صحيفة توجه الرأي العام، و ليست تابعة لطيف من أطياف السياسة، لذا تظل مدرسة تُعِد -عاما بعد عام- شعبا طيب الأعراق.

و طوال مسيرة نضالية سجلت "الأيام" شهادتها للتاريخ، و قطارها يسير على قضبان الحقيقة بثقة من يمشي ملكا، لكنها في مسرح النجاح أزالت الحدود مع قرائها، فأصبحت صوت المواطن و إحساسه و نبضه و لسانه.

و تبقى صحيفة "الأيام" هي نبع الخبر الصافي الخالي من الفبركات و الإثارة الرخيصة، و يبقى الحدث بمختلف ألوانه وأنواعه بلا قيمة إذا لم تتناوله صحيفة "الأيام"، و تسبر أغواره، و تضعه على مائدة القارئ كل صباح مطحون و ممضوغ يسهل بلعه.

و أجمل ما في "الأيام" دورها الريادي الوطني، و خطها النضالي الذي ينطلق من حقيقة أن صحيفة "الأيام" هي ضمير وطن و نبض بلد و أحلام أجيال.

و حتى عندما دفعت ثمن مهنيتها و انحيازها لحق الوطن، لم تأبه لحملات البوم و الغربان و الجراد، ظلت في عزلتها القهرية كعلمها الخالد الأستاذ هشام باشراحيل خنجرا معقوفا في خاصرة كل نظام فاسد بائد.

في "الأيام" تلتقي كل فنون الصحافة الواعية الهادفة غير المبتذلة، و"الأيام" طوال هذه التراكمية و ما شهدتها من انعطافات سياسية، لم تترك نقيصة إلا و أحصتها، ولا جديبة إلا وعرتها و فضحتها، ولا عويصة إلا وحللتها بمهارة من يخرج الشعرة من العجين.

و أروع ما في "الأيام" نسقها التصاعدي الجذاب، فمع كل عام تبدو شابة فتية قوية تمتهن لغة العقل و فلسفة المنطق، فشخنا نحن و هرم من سبقونا و "الأيام" كما هي بشرى لكل مظلوم، و دليل لكل عابر سبيل، و رغيف خبز لكل جائع.

الخواطر في داخلي كثيرة و متشعبة، باعتباري أدرى ببعض شؤون شعاب أهل مكة، لكنني أتوقف هنا عن الكلام المباح، لأنني أعلم أن أسرة (آل باشراحيل) العريقة تعمل كخلية نحل في صمت، لا تطلب جزاء و لا شكورا، و الطبع في هذه الأسرة العريقة لا يتغير.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى