لحج تبكي ملكها المتوج (بيليه)

> محمود المداوي

>
بمناسبة مرور "40" يوماً على وفاة المغفور له الكابتن عبد الله عوض شاذي ، الملقب بـ"بيليه لحج" حتى اللحظة ، وبعد وفاته التي مضى عليها 40 يوماً لازلت أتذكر جلساتي مع هذا الملك المتوج من قبل جماهير لعبة كرة القدم في بلادي ، وبالذات في (لحج وعدن وأبين) ، وذلك منذ أن لمع نجمه وهو في ريعان شبابه ، وبشهادة ليس من مدربيه من الإخوة العرب من مصر والسودان وحسب ، بل هذا هو شاعر الشعب (المرحوم مسرور مبروك) يؤكد لنا هذه الحقيقة ويقول عنه في واحدة من أجمل قصائده عن "كرة القدم" :

 أول هدف سجله بيليه فارسنا
 وبعد لول ثنا
 وزاد ثلث بطلنا
 رابع هدف سجله البأه لصالحنا
 تمت مباراتنا
 بجول بأه ختمنا"1".

أتحدث هنا عن فقيدنا جميعا .. فقيد الابداع الإنساني الثقافي كموهوب فني في بدء حياته ، ولاعب كرة قدم له ثقله في الوسط الرياضي .. أتحدث هنا عن المغفور له عبد الله عوض شاذي الفارس الذي لم أره يوماً بعيداً عن محيطه الاجتماعي المتواضع جداً ، بل أجده يخوض معه تطلعاته وأحلامه التي سادت في زمنه، كذلك كان أيضاً مع جمهوره الكروي العريض ، الذي أحبه فبادله حبه بإخلاصه المشهود له لمعشوقته المستديرة حد (الوله) وهو أعلى درجات الحب.

  ومن المحطات التي لايمكن لي أن أنساها تلك القفزة الصبيانية التي كنت أقفزها لما يقع ناظري على محيا فارسنا الملك المتوج"بيليه لحج"عبد الله عوض شاذي" وهو في موكب فريقه (فريق نادي اتحاد الريف اللحجي) ، وتراني أهرول نحوه بحب طفولي ، وأنضم إلى الموكب وأهتف بإسم الفريق وبإسمه حتى نصل إلى الملعب الترابي آنذاك ، وهو ملعب الشهيد معاوية حالياً ، وأقولها بصدق أنه قد بقيت هذه الصورة راسخة في ذاكرتي حتى كبرت، وهذا ما عزز علاقتي ليس به ومعه وحسب ، وإنما بلعبة كرة القدم وعشقي لها الغير محدود إذ دفعني هذا العشق لأن أكون مراسلاً رياضياً لعدد من وسائل الاعلام في بلادنا ، كالصحف والإذاعة والتلفزيون ، حتى غدوت فيما بعد السكرتير الثقافي والإعلامي لمكتب الشباب والرياضة في لحج ، وعضو هيئة تحرير مجلة "الرياضي" لسان حال اللجنة الأولمبية في عدن وأقولها بكل أمانة أني قد استفدت كثيراً أثناء ذلك من جلوسي مع المرحوم عبد الله عوض شاذي ، والإستماع إليه ، وكنت أدرج تعليقاته وأراءه ضمن مقالاتي وكتاباتي الرياضية.

بالتأكيد هذا (غيض من فيض اللحظة الحزينة) في فقدان هذا الفارس الكروي المغوار ، وددت أن تكون شهادة ونحن نستذكر ذلك الزمن البهي الجميل الذي نتوق جميعاً أن يعود بأجيالنا ، وقد استلهمنا (تجربة بيليه لحج) وغيره من عمالقة كرة القدم في بلادنا.

(١) الأبيات الشعرية للشاعر مسرور مبروك مأخوذة من قصيدة بعنوان : "ونتوثري - فورجبنا"من ديوانه "الدهل والقيد" ص 116.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى