​مجلس حضرموت الوطني مشروع سياسي للبقاء أم ورقة ضغط للانتهاء؟!

> عبدالله جاحب:

>
​قرابة شهر ونيف من اللقاءات والاجتماعات والتشاورات بين عدد من القوى والمكونات والشخصيات السياسية والاجتماعية والعسكرية والقبلية من أبناء حضرموت في عاصمة قرار التحالف العربي الرياض.

وعقب مشاورات بين مكونات محافظة حضرموت (جنوب شرقي اليمن) تم الإعلان عن "مجلس حضرموت الوطني" وصاحب ذلك الإعلان حضور السفير السعودي آل جابر إلى جانب محافظ محافظة حضرموت مبخوت بن ماضي.

مجلس حضرموت الوطني هو الحامل السياسي والاقتصادي والثقافي والعسكري والأمني الممثل لأبناء حضرموت في الداخل والخارج، تنضوي تحت إطار المجلس العديد من المكونات الحضرمية التي اجتمعت للتشاور في مدينة الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية في شهر مايو 2023م، وتم إشهار المجلس في 20 يونيو 2023م.

وقال المتحدث الرسمي للهيئة التأسيسية لمجلس حضرموت الوطني عبدالقادر بايزيد إن إعلان هذا المجلس جاء عقب مشاورات مستفيضة مع اللجان كافة التي شكلت من أبناء المحافظة وخرجت بجملة من الرؤى حول مستقبل محافظتهم، مؤكدًا أن أبرز مهمات الكيان الجديد تتمثل في كيفية إدارة المحافظة من أبنائها في الجوانب الاقتصادية والعسكرية والأمنية.

وترى وتدرك تلك المكونات والقوى الحضرمية المشاركة في مجلس حضرموت الوطني أنه مشروع سياسي للبقاء، وهو قارب النجاة لخطورة تحويل حضرموت إلى مسرح للصراع وتداعيات ذلك على السكينة العامة والسلم الاجتماعي في حضرموت ومصالح مواطنيها، وأمن المناطق المحررة واستقرارها ودول الجوار وخطوط الملاحة العالمية، ووفقًا للوثيقة الصادرة عن المشاورات.

ويرى مراقبون أن إعلان وتشكيل المكون الحضرمي الجديد جاء في سياق مؤشرات الصراع الداخلي اليمني إلى حضرموت وسعى العديد من القوى المحلية والإقليمية لتعزيز رؤيتها في هذا النطاق الجيوسياسي اليمني الذي ظل في منأى عن التداعيات المباشرة للحرب اليمنية.
فهل يمكن اعتبار تشكيل مجلس حضرموت الوطني بداية مرحلة جديدة ومشروع سياسي للبقاء في حضرموت أم ورقة ضغط يتم استخدامها لمواجهة جهات سياسية والانتهاء منها وقت انتهاء المدة المحددة والمهمة الموكلة لديها.

الانسحابات خطرها وأثرها على مجلس حضرموت الوطني
لم يمضي وقت طويل وفترة أطول على تشكيل وإعلان مجلس حضرموت الوطني، إلا وبدأت العراقيل والتحديات تحدق بهذا الكيان حديث النشأة والتطور والولادة السياسية.
الانسحابات من أكثر المعضلات والعراقيل والمعوقات والصعاب والمشكلات التي تواجه مجلس حضرموت الوطني.

حيث بدأت رسائل برفض مجلس حضرموت الوطني الذي أشهر في عاصمة التحالف العربي الرياض والذي يطمع من التمكين السياسي والعسكري والاقتصادي في المحافظة النفطية.
وشهدت مدينة المكلا اجتماع لكبرى قبائل حضرموت، قبائل نوح، برعاية من عيدروس الزبيدي، رئيس الانتقالي.

وأعلنت القبيلة في بيان لها رفضها تفريخ المكونات مؤكدة دعمها بقاء حضرموت تحت سلطة الانتقالي، وأيدت تنصيب مؤتمر حضرموت الجامع كممثل لحضرموت بدلا عن مجلس حضرموت الوطني.

وتزامن اللقاء القبلي مع لقاء مماثل عقده عمرو بن حبريش رئيس مؤتمر حضرموت الجامع برؤساء الهيئات التنفيذية للتكتل الحضرمي الأقوى على مستوى كافة المديريات، وأعلن بن حبريش الذي كان حتى وقت قريب مؤيد لتشكيل مجلس حضرموت الوطني انسحابه من المجلس رسميًا وتمسكه ببقاء مؤتمر حضرموت، متهما من وصفهم ببقايا العهد البائد خلال الثلاثين سنة الماضية بالاستحواذ على المجلس في إشارة واضحة إلى محافظ المؤتمر مبخوت بن ماضي.
واجتماع المؤتمر الجامع جاء عقب لقاء جمع قياداته بنائب رئيس الانتقالي وعضو الرئاسي الذي غادر إلى عدن تحت ضغوط سعودية فرج البحسني.

وتباينت ردود الأفعال السعودية على اعلان بن حبريش الذي يعد أبرز وكلاء السعودية في الهضبة النفطية بحضرموت بين من يحاول تبرير خطوته والتوقع بالعودة عنها.

تعرض مجلس حضرموت الوطني السبت، لصفعة جديدة في حضرموت، شرقي اليمن، مع إعلان كبرى القوى السياسية والاجتماعية بالمحافظة انسحابها من المجلس الوطني الحضرمي الذي تسوقه الرياض كممثل للمحافظة النفطية.
وشن عمرو بن حبريش، رئيس مؤتمر حضرموت الجامع، هجوم على مجلس حضرموت الوطني، واصفًا إياه بمجلس الاحزاب، في إشارة إلى الاتهام للإصلاح والمؤتمر بالسيطرة عليه.

وكان بن حبريش الذي يشكل ثقل اجتماعي وقبلي يتحدث لأعضاء هيئة رئاسة مؤتمر حضرموت الجامع في اجتماع استثنائي، ويعد موقف بن حبريش أول موقف رسمي من شخصية عدت من أبرز الداعين لاستقلال حضرموت.

ولم يتضح ما إذا كان موقف بن حبريش الذي يتولى منصب وكيل أول محافظة حضرموت ضمن الصراع مع المحافظ المؤتمر مبخوت بن ماضي أم يعد نجاح إماراتي باستقطابه، لكن توقيت إعلان بن حبريش الجديد عقب لقاء جمع قيادات من مؤتمر حضرموت الجامع بنائب رئيس الانتقالي فرج البحسني في وقت سابق.

وفي ذات السياق لوح حيدر العطاس، رئيس الوزراء السابق في اليمن، الثلاثاء، بالانسحاب من مجلس حضرموت الوطني ما يكشف خلافات تعصف بالمجلس الجديد الذي تموله السعودية.
وأبدى العطاس خلال مقابلة صحفية امتعاضه من سيطرة حزب الاصلاح على المجلس وكذا مساعي ما وصفها بإعادة حضرموت إلى "باب اليمن".

وعقب ظهور العطاس سارع المتحدث باسم مجلس حضرموت، عبدالقادر بايزيد، لنفي تلك الاتهامات واصفًا حديث العطاس بـ "الرأي الشخصي".
والعطاس يمثل ثقل في حضرموت وظل خلال الفترة الأخيرة يتنقل بين مجالس الانتقالي والمكونات الحضرمية، وحديثه الأخير يكشف خلافات داخل المكون الحضرمي الذي تسوقه السعودية كممثل للمحافظة النفطية الأهم والتي تشهد صراعات وتجاذبات إقليمية ومحلية ودولية.

هل أثرت تحركات البحسني على مجلس حضرموت الوطني؟
قد يكون لتحركات البحسني الأخيرة في عاصمة محافظة حضرموت الأثر السلبي على مجلس حضرموت الوطني المشروع والكيان الذي يرفضه البحسني رفضًا قاطعًا في حضرموت.
وقد كانت لفرج البحسني أحد أعضاء المجلس الرئاسي ونائب المجلس الانتقالي الجنوبي الدور الكبير والبارز في تفكيك وتشرذم مجلس حضرموت الوطني.

وقد التقى البحسني في الأيام الماضية بعدد من المكونات والقوى السياسية والقبيلة في محافظة حضرموت، فهل كانت لتلك التحركات والخطوات التي قام بها البحسني الأثر السلبي على مجلس حضرموت الوطني في تفكيك كيانه الداخلي؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى