باحث أمريكي: الوجود العسكري الأمريكي بالشرق الأوسط يضر دول المنطقة

> لندن "الأيام" القدس العربي:

>
  • نيوزويك: أسطورة “المهمة الحضارية” لأمريكا في الشرق الأوسط انتهت وحروبها كلفت 6 ترليونات دولار
تحت عنوان "إعادة ضبط الولايات المتحدة لسياستها في الشرق الأوسط تؤتي ثمارها"، نشرت مجلة "نيوزويك" الأمريكية مقالا لديفيد فارس الأكاديمي المتخصص في الشؤون السياسية بجامعة روزفلت، اعتبر فيه أن عملية إعادة ضبط الولايات المتحدة الأمريكية لدورها في الشرق الأوسط، بعد مرور عامين على إكمال سحب قواتها من أفغانستان، باتت تؤتي ثمارها.

وقال الباحث إنه بالرغم من الانتقادات الواسعة لعملية إجلاء القوات الأمريكية من أفغانستان، فقد استمر الرئيس الأمريكي جو بايدن في مهمته رغم الصراخ العالي لآلاف المتحمسين للحرب إلى الأبد.

ويرى فارس أن عملية سحب القوات أثبتت في نهاية المطاف أن الأمن القومي الأمريكي لا يتطلب حامية مفتوحة أو مواقع عسكرية تشمل دولا متعددة في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى.
وذكر بأن الولايات المتحدة وفي عام 2008، كانت غارقة في أتون حربين مرهقتين في منطقة الشرق الأوسط، وهما العراق وأفغانستان.

وأكد أن ذلك كان في ظل وجود عشرات الآلاف من القوات الأمريكية على الأرض، وإهدار مليارات الدولارات يوميًا في مسعى غير مثمر لإعادة تشكيل مجتمعين بالكاد نفهمهما.

وأشار إلى أن إدارة جورج بوش الابن كانت تعتقد بأن التحول الديمقراطي وحده هو القادر على منع موجات جديدة من الإرهاب ضد الولايات المتحدة الأمريكية.

وبدلاً من ذلك، فعندما تم إخلاء آخر جندي من كابول، تضمنت قوائم الرحلة رجالًا ونساء لم يولدوا حتى قبل 11 سبتمبر 2001.

وأوضح الباحث أن القصة غير المعلنة للسياسة الخارجية الأمريكية اليوم هي أن الأساطير المدمرة حول ما سميت بالمهمة الحضارية في الشرق الأوسط وحتمية وجود القوة العسكرية الأمريكية لتحقيق الاستقرار الإقليمي تم التخلص منها بشكل شامل.

وذكر أن الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما بدأ عملية إعادة ضبط الدور الأمريكي في الشرق الأوسط بالانسحاب من العراق ورفض الانجرار بشكل عميق إلى الحرب الأهلية السورية.

وأكد الكاتب أنه على الرغم من افتتانه الواضح بالطغاة وانفتاحه المتعجرف على إثارة حرب مع إيران، إلا أن الرئيس السابق دونالد ترامب ظل على هذا المسار إلى حد كبير.

وقال فارس إن الرئيس بايدن، الذي كان ذات يوم الصوت الوحيد الذي عارض زيادة القوات في أفغانستان عندما كان نائباً للرئيس أوباما، قد أنهى مهمة ابتعاد أمريكا عن الشرق الأوسط.

وبحسب الباحث فقد أثبت العامان الماضيان بشكل قاطع أن الوجود العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط ليس غير ضروري فحسب، بل إنه يضر بشدة بشعوب وبلدان المنطقة.

وذكر أنه منذ أن بدأت الولايات المتحدة في تقليص وجودها العسكري، تم التوقيع على العديد من اتفاقيات السلام الجديدة بين إسرائيل ودول إقليمية أخرى.

وأضاف “كما اتخذ الخصمان اللدودان إيران والسعودية الخطوات الأولى نحو مستقبل السلام والتعايش بدلاً من التدخل والتحريض الذي لا نهاية له”.

وبرأيه فقد أصبح العراق اليوم أفضل حالاً مما كان عليه قبل عقد من الزمان، وأصبحت الحروب الأهلية في اليمن وسوريا أقرب إلى النهاية مما بدا ممكناً قبل بضع سنوات فقط.

وبحسبه فلم تكن هناك أعمال إرهابية كبيرة أو حتى مؤامرات محبطة ضد الولايات المتحدة.

وأضاف أنه “صحيح أن أفغانستان قد تُركت لطالبان، ومما لا شك فيه أن الحياة أصبحت أسوأ بالنسبة للنساء هناك”.. ولكنه أشار إلى ما قاله الصحافي فضل الله قزيزاي وقت سابق من هذا الشهر، كان هناك جانب إيجابي غير متوقع.

وأضاف أن قزيزاي أوضح في تصريحات إعلامية أن “التغييرات الجيدة التي يمكنني رؤيتها هي توقف القصف، ولا مزيد من غارات الطائرات بدون طيار، فقد تم إرساء السلام والأمن”.

وبحسب فارس فإنه ربما يكون منح أفغانستان استراحة طويلة من الصراع الذي لا نهاية له أفضل على المدى الطويل بالنسبة للإصلاحيين المحتملين في البلاد من عقد آخر من القتال غير المثمر بقيادة الولايات المتحدة.

وأشار إلى أن الصراع في أفغانستان كلف دافعي الضرائب الأمريكيين أكثر من 2.3 تريليون دولار، ناهيك عن مقتل ما يزيد على 243 ألف شخص كنتيجة مباشرة للقتال والملايين من الجرحى.

كما اشار إلى أن التكلفة الإجمالية لحروب ما بعد 11 سبتمبر تتجاوز في نهاية المطاف 6 تريليون دولار مع عدم وجود عائد ملحوظ على هذا الاستثمار المذهل.

وخلص الباحث للقول إن الأمر المهم بالنسبة لبلاده يتمثل في أنه ليست هناك عودة إلى سياسات التدخل الثقيلة في الشرق الأوسط التي كانت متبعة خلال فترة الحرب الطويلة على الإرهاب.. فأخيرا تم إنجاز المهمة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى