في صباح هذا اليوم وعند فتح جوالي وجدت الموضوعات رقم (155) للمفكر السياسي د. محمد حيدرة مسدوس الذي صاغ الأساس النظري للثورة الجنوبية، لاستعادة سيادة الجنوب على أرضه، واستعادة دولته المنهوبة، وأنا حريص جدا على متابعة الموضوعات، وهي رائعة جدا، وتضع أسسًا نظرية متينة، لبرنامج عمل وتصحيح مسار الثورة، وبالمناسبة فإن علاقتي بالدكتور مسدوس تعود إلى بداية ثمانينيات القرن الماضي، حين كان سفيرا لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية لدى جمهورية بلغاريا، وأنا كنت طالبًا جامعيًا هناك، ثم في النصف الثاني من الثمانينيات، حين كان سكرتيرا لمنظمة الحزب الاشتراكي في محافظة أبين، وأنا مديرا عاما لمكتب التخطيط في تلك المحافظة، واستمرت العلاقة إلى الإرهاصات الأولى للثورة الجنوبية السلمية، وحتى اليوم، فتحية عاطرة للدكتور مسدوس.
وعودة إلى موضوعنا فقد وجدت في الفقرة 7 من هذه الموضوعات النص الآتي: (إن الغلطة التاريخية التي ارتكبها أبناء الجنوب هي في القتال مع مخلفات النظام السابق دون شروط تتعلق بحل قضية وطنهم، وهذه الغلطة هي من أضاعت نصر 2015م)، وقد توقفت كثيرا أمام هذا النص، والذي هو نابع من حرص شديد، للوصول إلى تحقيق تطلعات شعب الجنوب، وهو محق في أن التحالف بدون شروط كان إخفاقًا كبيرًا، لكن في تقديري أن هناك أسبابًا لاندفاع الشباب في هذا القتال، منها أولا غياب قيادة سياسية واحدة، توظف هذا العمل في إطار سياسي يوصل إلى الهدف المنشود. وثانيا هو تعطش شعب الجنوب للخلاص من الاحتلال اليمني، والاندفاع غير المخطط للانخراط في العمليات القتالية ضد احتلال الأمس وغزاة اليوم، لكن من المهم الإشارة إلى أن هذا القتال قد تم تحت علم دولة الجنوب، التي دمرها الاحتلال اليمني في حرب صيف 1994م والذي حمله الشباب على رؤوسهم، وعلى دباباتهم ومدرعاتهم، وكان هو المحفز الأساسي لتحقيق النصر الجنوبي في عام2015م، وظل خفاقًا في سماء الجنوب إلى يومنا هذا، وبه لفت جثث الشهداء الذين سقطوا في ساحات الشرف والبطولة.
لقد كاد أن يُسرق منا هذا النصر بالفعل، بسبب عدم وجود قيادة تستوعب النصر العسكري، وتحوله إلى نصر سياسي حقيقي، وقد كنا نشعر بالحسرة والألم لهذا الحال حتى العام 2015م، لكن الأمل لم بنقطع لدينا، وحاولنا محاولات جادة لإيجاد قيادة سياسية، وحامل سياسي لقضية شعب الجنوب، وتم إعداد الوثائق لذلك من خلال لجنة من مختلف محافظات الجنوب، وتحت إشراف محافظ عدن حينها اللواء أبو القاسم، وكانت إقالة المحافظ في عام 2017م التي كان يراد من خلالها سرقة النصر الجنوبي من قبل من سميت بالشرعية اليمنية، وتم إعلان عدن التاريخي، وتأسس المجلس الانتقالي الجنوبي، بأهداف واضحة لا لبس فيها، تحقق تطلعات شعب الجنوب، واستطاع المجلس الإمساك بالنصر الجنوبي، وتحويله إلى نصر سياسي، وتم تشييد أعمدة هذا النصر في ظل وجود سلطة ما تسمى بالشرعية اليمنية، رغما عنها وبفضل صلابة رجال وشباب المقاومة الجنوبية، وحكمة القيادة السياسية. وجاء اتفاق الرياض، وأثناء المفاوضات كتبت تغريدة، أهم ما تضمنته الآتي:
1 - إن دمج القوات الجنوبية والشمالية هو تكسير لمخالب الجنوب.
2 - إن الاشتراك في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا هو عودة اليمننة.
3 - إن المشاركة في الوفد التفاوضي المشترك هو ضياع لقضية شعب الجنوب.
وتعرضت حينها للمساءلة.
ولكن الأمور لم تمضِ كما توقعت، ولا كما كان يتطلع له أنصار ذلك من الجنوبيين، فالقوات حتى اليوم لم تندمج، بل تطورت القوات الجنوبية وتأهلت وتسلحت واكتسبت خبرات ممتازة، من ساحات المعارك.
كما إن المشاركة في الحكومة اليمنية قد كان 50 % لصالح الجنوب، وذلك من خلال محاولة الإمساك بالقرار السيادي، وهناك فرص كثيرة وكبيرة على هذه الصعيد، لم تستغل بعد للوصول إلى تحقيق السيادة الوطنية و50 % لصالح الطرف الشمالي، حيث حاول استغلال هذا الشراكة، لإعادة الترويج لمشروعه الوحدوي. وحرمان شعب الجنوب من الخدمات، بهدف ثنيه عن تحقيق تطلعاته، وثالثا فإن المشاركة في الوفد التفاوضي المشترك، قد تعزز بمخرجات المشاورات، التي تمت في مجلس تعاون دول الخليج العربي، بوضع إطار خاص لقضية شعب الجنوب، أثناء مفاوضات وقف الحرب، والذي مازال الأمر بين شد وجذب، والأمور تمضي بشكل متسارع، حيث تخوض السعودية والحوثيون مفاوضات كبيرة، أوشكت على الإعلان عن اتفاق. لكن الجنوبيين خارج هذه اللعبة، رغم أن أهم قضية تناقش بعد أن سحبها الحوثي إلى طاولة المفاوضات، وهي كانت في المراحل القادمة، وليس في مرحلة إجراءات بناء الثقة، تمثلت في التفاوض حول الملف الاقتصادي، من خلال التفاوض على ثروات الجنوب تحت مبرر المرتبات.
ونستخلص من كل ذلك أن النصر الجنوبي لم يضع، ولكن تم الإمساك به، والجنوبيون بقيادة أبي القاسم يخوضون عملًا سياسيًا ودبلوماسيًا شاقًا ومعقدًا، ليكتمل هذا النصر.
وعودة إلى موضوعنا فقد وجدت في الفقرة 7 من هذه الموضوعات النص الآتي: (إن الغلطة التاريخية التي ارتكبها أبناء الجنوب هي في القتال مع مخلفات النظام السابق دون شروط تتعلق بحل قضية وطنهم، وهذه الغلطة هي من أضاعت نصر 2015م)، وقد توقفت كثيرا أمام هذا النص، والذي هو نابع من حرص شديد، للوصول إلى تحقيق تطلعات شعب الجنوب، وهو محق في أن التحالف بدون شروط كان إخفاقًا كبيرًا، لكن في تقديري أن هناك أسبابًا لاندفاع الشباب في هذا القتال، منها أولا غياب قيادة سياسية واحدة، توظف هذا العمل في إطار سياسي يوصل إلى الهدف المنشود. وثانيا هو تعطش شعب الجنوب للخلاص من الاحتلال اليمني، والاندفاع غير المخطط للانخراط في العمليات القتالية ضد احتلال الأمس وغزاة اليوم، لكن من المهم الإشارة إلى أن هذا القتال قد تم تحت علم دولة الجنوب، التي دمرها الاحتلال اليمني في حرب صيف 1994م والذي حمله الشباب على رؤوسهم، وعلى دباباتهم ومدرعاتهم، وكان هو المحفز الأساسي لتحقيق النصر الجنوبي في عام2015م، وظل خفاقًا في سماء الجنوب إلى يومنا هذا، وبه لفت جثث الشهداء الذين سقطوا في ساحات الشرف والبطولة.
لقد كاد أن يُسرق منا هذا النصر بالفعل، بسبب عدم وجود قيادة تستوعب النصر العسكري، وتحوله إلى نصر سياسي حقيقي، وقد كنا نشعر بالحسرة والألم لهذا الحال حتى العام 2015م، لكن الأمل لم بنقطع لدينا، وحاولنا محاولات جادة لإيجاد قيادة سياسية، وحامل سياسي لقضية شعب الجنوب، وتم إعداد الوثائق لذلك من خلال لجنة من مختلف محافظات الجنوب، وتحت إشراف محافظ عدن حينها اللواء أبو القاسم، وكانت إقالة المحافظ في عام 2017م التي كان يراد من خلالها سرقة النصر الجنوبي من قبل من سميت بالشرعية اليمنية، وتم إعلان عدن التاريخي، وتأسس المجلس الانتقالي الجنوبي، بأهداف واضحة لا لبس فيها، تحقق تطلعات شعب الجنوب، واستطاع المجلس الإمساك بالنصر الجنوبي، وتحويله إلى نصر سياسي، وتم تشييد أعمدة هذا النصر في ظل وجود سلطة ما تسمى بالشرعية اليمنية، رغما عنها وبفضل صلابة رجال وشباب المقاومة الجنوبية، وحكمة القيادة السياسية. وجاء اتفاق الرياض، وأثناء المفاوضات كتبت تغريدة، أهم ما تضمنته الآتي:
1 - إن دمج القوات الجنوبية والشمالية هو تكسير لمخالب الجنوب.
2 - إن الاشتراك في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا هو عودة اليمننة.
3 - إن المشاركة في الوفد التفاوضي المشترك هو ضياع لقضية شعب الجنوب.
وتعرضت حينها للمساءلة.
ولكن الأمور لم تمضِ كما توقعت، ولا كما كان يتطلع له أنصار ذلك من الجنوبيين، فالقوات حتى اليوم لم تندمج، بل تطورت القوات الجنوبية وتأهلت وتسلحت واكتسبت خبرات ممتازة، من ساحات المعارك.
كما إن المشاركة في الحكومة اليمنية قد كان 50 % لصالح الجنوب، وذلك من خلال محاولة الإمساك بالقرار السيادي، وهناك فرص كثيرة وكبيرة على هذه الصعيد، لم تستغل بعد للوصول إلى تحقيق السيادة الوطنية و50 % لصالح الطرف الشمالي، حيث حاول استغلال هذا الشراكة، لإعادة الترويج لمشروعه الوحدوي. وحرمان شعب الجنوب من الخدمات، بهدف ثنيه عن تحقيق تطلعاته، وثالثا فإن المشاركة في الوفد التفاوضي المشترك، قد تعزز بمخرجات المشاورات، التي تمت في مجلس تعاون دول الخليج العربي، بوضع إطار خاص لقضية شعب الجنوب، أثناء مفاوضات وقف الحرب، والذي مازال الأمر بين شد وجذب، والأمور تمضي بشكل متسارع، حيث تخوض السعودية والحوثيون مفاوضات كبيرة، أوشكت على الإعلان عن اتفاق. لكن الجنوبيين خارج هذه اللعبة، رغم أن أهم قضية تناقش بعد أن سحبها الحوثي إلى طاولة المفاوضات، وهي كانت في المراحل القادمة، وليس في مرحلة إجراءات بناء الثقة، تمثلت في التفاوض حول الملف الاقتصادي، من خلال التفاوض على ثروات الجنوب تحت مبرر المرتبات.
ونستخلص من كل ذلك أن النصر الجنوبي لم يضع، ولكن تم الإمساك به، والجنوبيون بقيادة أبي القاسم يخوضون عملًا سياسيًا ودبلوماسيًا شاقًا ومعقدًا، ليكتمل هذا النصر.