> ​تزايدت مطالب المنظمات العالمية المعنية بالغذاء من أجل حث الحكومات على الإسراع في مراجعة النموذج القائم في دعم القطاع الزراعي بما يضمن حماية السكان، وخاصة في المنطقة العربية، من آفة انعدام الأمن الغذائي.

وانضمت منظمة الأغذية والزراعة (فاو) إلى قافلة طويلة من الجهات الدولية، التي ترى أن الضرورة تقتضي اليوم زيادة التمويلات لتمكين المزارعين وخاصة الصغار منهم مع استكشاف طرق جديدة لتوفير تكنولوجيات وابتكارات ميسورة التكلفة للجميع.

ولتجسيد أفكارها أطلقت منظمة فاو ورشة العمل الإقليمية في مجال تنفيذ مشاريع مبادرة "بلد واحد منتج واحد ذو أولوية" في الشرق الأدنى وشمال أفريقيا.

وتستمر الورشة التي بدأت بالقاهرة لمدة ثلاثة أيام وتنتهي الأربعاء بمشاركة 15 دولة عربية وعدد من الخبراء الدوليين لاستكشاف فرص تطوير النظام الزراعي في الدول العربية.

وقال ممثل الفاو في مصر نصرالدين حاج أمين إن “مبادرة بلد واحد منتج واحد ذو أولوية، تساعد الدول على الاستفادة من إمكانياتها وتحديد المنتجات الزراعية الخاصة التي تتكيف مع أنظمة الإنتاج الزراعي البيئي والتراث الوطني والثقافي".

وأوضح في كلمته أمام الحاضرين أن ذلك سيتم من خلال وضع نماذج للإنتاج والتوزيع والتسويق، مع التركيز على أصحاب الحيازات الصغيرة، مما يضمن تحسين الوصول إلى الأسواق المستقرة وفرص عمل.

ولفت حاج أمين إلى أن قطاع الزراعة والغذاء في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يواجه عددا من التحديات، من بينها تحسين الأمن الغذائي والتغذية، وزيادة نوعية وإنتاجية وتنوع المنتجات الزراعية الخاصة.

وتواجه المنطقة العربية أزمة أمن غذائي متفاقمة بسبب ارتفاع معدلات تضخم الأسعار مرفوقة بانهيار العملات المحلية أمام الدولار الأميركي مثلما هو الحال في مصر ولبنان والسودان واليمن.

ويقول خبراء إن هذا الوضع يؤثر على الملايين من الأشخاص في جميع أنحاء المنطقة، ولاسيما أولئك الذين يعيشون في البلدان التي تواجه بالفعل الصراع وعدم الاستقرار.

وأكد وزير الزراعة المصري السيد القصير في كلمته خلال الورشة، أهمية مبادرة الفاو في تحسين مكونات النظام الزراعي والغذائي للمنتج وتقليل الآثار السلبية في ظل التحديات القائمة على طول سلسلة القيمة الكاملة متضمنة الإنتاج الأخضر والتسويق الأخضر.

وخلال الأشهر الماضية برزت تحذيرات من أن استمرار ارتفاع أسعار الغذاء في الأسواق العربية سيؤدي إلى إضعاف نمو اقتصادات دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في ما تبقى من العام الجاري.

وقال البنك الدولي في تقرير بشأن المنطقة العربية الخميس إن “تضخما في خانة العشرات في أسعار الغذاء بالمنطقة هذا العام سيؤدي إلى تباطؤ النمو إلى ثلاثة في المئة مقابل 5.8 في المئة العام الماضي”. وخفض البنك بذلك توقعاته لنمو المنطقة بعد تقديرات سابقة نشرها في أكتوبر الماضي بنمو عند 3.5 في المئة في 2023.