هل يعطي لقاء القمة السعودي العماني دفعة للمفاوضات اليمنية؟

> الرياض «الأيام» ميدل ايست أونلاين:

> على الرغم من أن الإعلام الرسمي السعودي والعماني، لم يعلن بعد عن نتائج زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، إلى سلطنة عُمان وعقد مباحثات مع سلطان عُمان هيثم بن طارق، يوم الثلاثاء الفائت، إلا أن المؤشرات تؤكد أنها في صلب التحركات الدولية الجارية بشأن عملية السلام في اليمن، خصوصًا بعدما نشر وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان تغريدة أشار فيها إلى اتصاله برئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، ناقشا خلاله مستجدات الأوضاع في اليمن.

ورجّح مصدر سياسي رفيع أن يكون وراء الاتصال، تطورات مهمة تتعلق بتفاهمات مع الحوثيين. ويحمل إشارات واضحة بوجود تقدم بالمفاوضات الجارية بينهم مع الحوثيين بوساطة عُمانية، وهي رسالة واضحة للرئاسي بأن يبتعد عن الشطحات الإعلامية في الخطابات الإعلامية خلال هذه المرحلة.

وتابع المصدر أن السعودية تشرك المجلس الرئاسي والأطراف اليمنية المؤيدة لها بشكل عام، في المفاوضات التي تجريها مع الحوثيين عندما تكون هناك انتقالات وتحولات مهمة فيها.

وتقود السعودية وعُمان، جهودًا للوساطة ومحاولات الدفع بالحكومة الشرعية والحوثيين إلى طاولة المفاوضات، للاتفاق على صيغة سلام تصل باليمن إلى تسوية سياسية شاملة

ومن المتوقع أن تتم خلال الأيام القادمة، مفاوضات بشأن الملفات الإنسانية والاقتصادية العالقة، ومن بينها استئناف تصدير النفط، وصرف مرتبات الموظفين في مناطق سيطرة الحوثيين، والتي ترفض صرفها منذ قرابة ثماني سنوات لمعظم موظفي الدولة هناك.

ويدرك الحوثيون جيدًا أن الألوية للسعودية حاليًا هي تأمين المناطق الحدودية ووقف الهجمات الصاروخية والطائرات المسيّرة المفخخة التي استهدفت منشآتها النفطية المهمة.

وأشار مصدر مُطّلِع على المفاوضات أن هناك تركيز كبير في السعودية الآن على التنمية والسياحة والمشاريع الضخمة. وتخشى أي شيء ينطوي على صراع أن يضرّ بالاستثمار والاستقرار.

وانطلاقًا من هذه النقطة يمارس الحوثيون في المفاوضات سياسة النفس الطويل مرفقة بالتهديدات بضرب المصالح السعودية لإحراز أكبر مكاسب ممكنة، والضغط على السعودية في ملف الرواتب الذي يعتبر الخلاف الأبرز في المفاوضات، حيث وجه مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى التابع للحوثيين، رسالة إلى دول التحالف العربي بقيادة السعودية، قائلًا "إنهم بحاجة إلى أن يجربوا قوتنا الصاروخية".

وأضاف المشاط، أن "القوة الصاروخية اليمنية أصبحت قادرة على ضرب أي هدف في أي مدينة بدول العدوان من أي مكان في اليمن، وليس من منطقة بعينها".

وكان زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي هدد الشهر الماضي، التحالف العربي بقيادة السعودية، باستهداف مشروع "نيوم" السعودي، حال عدم حدوث تطورات إيجابية في جهود الوساطة التي تقودها سلطنة عُمان.

أما عضو وفد صنعاء المفاوض، عبد الملك العجري، فأكّد أنّ تعقيد الحلول "بشأن تسليم رواتب الموظفين" يعني أنّ "الأمور ستأخذ مسارًا تصعيديًا، وهو ما لا نتمناه"، مشددًا على أنّ "قضية المرتبات تهدّد جديًا وقف إطلاق النار الهشّ".

بدوره، صرّح رئيس حكومة صنعاء عبد العزيز بن حبتور، مؤخرًا أنّ الوساطة العمانية "صادقة مع كل الأطراف، لكنّ تأثيرها محدود"، موضحًا أنّ دول التحالف السعودي هي "المعنية بالمبادرة والخروج من الحرب".

وأضاف بن حبتور أنّ دول التحالف "تتعنّت وتعتقد أنّها تشكّل ضغطًا شعبيًا على اليمنيين في ملف الرواتب، لكننا في صنعاء نثق بوعي شعبنا وندرس الرد الملائم".

ومنذ سنوات، يواصل الحوثيون بدعم من إيران، عرقلة عمليات السلام والجهود المتصلة بذلك، سواء إقليمية أو أممية؛ إلا أنها مؤخرًا أبدت استعدادها للذهاب إلى العاصمة السعودية الرياض لإجراء مباحثات مباشرة، مع قيادات الشرعية اليمنية ومسؤولين سعوديين.

وجاء هذا الموقف الحوثي المتقدم نوعًا ما، بعد التطبيع الأخير للعلاقات بين الرياض وطهران.

ويشهد اليمن هدنة هشة منذ إعلان الأمم المتحدة، في 2 أكتوبر الماضي، عدم توصل الحكومة اليمنية وجماعة "الحوثيين" إلى اتفاق لتمديد وتوسيع الهدنة، التي استمرت ستة أشهر.

ومؤخرًا، عقدت الأمم المتحدة ومسؤولون غربيون وأوروبيون، مباحثات مع قيادة الشرعية اليمنية، ضمن مساعي الدفع بعملية السلام المتعثرة إلى الأمام، فيما قام وفد عُماني بزيارة إلى صنعاء الشهر الماضي لمدة أربعة أيام، للتباحث مع الحوثيين، دون الإعلان عن نتائج رسمية.

ويحاول الحوثيون التهرب من مسؤوليتهم في صرف رواتب الموظفين بمناطق سيطرتهم، وإلقاء اللوم على الحكومة الشرعية عبر نشر الإشاعات والوثائق المزورة، بعدما فشلوا في وقف الأصوات الناقدة بالتهديد وتخوين المطالبين بالرواتب، إضافة إلى تفاقم الغضب الشعبي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى