معاناة الناجين من زلزال المغرب مستمرة رغم زيادة المساعدات

> «الأيام» رويترز:

> تمكن بعض القرويين المغاربة، الذين فقدوا كل شيء في زلزال الأسبوع الماضي، من الصمود وسط أنقاض منازلهم يوم الأربعاء فيما لا تزال الطرق مغلقة بسبب الانهيارات الأرضية وندرة الإمدادات الأساسية مثل الخيام.

وأدى الزلزال الذي بلغت قوته 6.8 درجة وضرب جبال الأطلس الكبير في وقت متأخر من يوم الجمعة إلى مقتل ما لا يقل عن 2901 شخص وإصابة 5530 آخرين، وفقا لأحدث الأرقام الرسمية، مما يجعله الزلزال الأعلى من حيث عدد الضحايا في المغرب منذ عام 1960 والأقوى منذ عام 1900 على الأقل.

ومع إعراب بعض الناجين عن إحباطهم إزاء بطء وتيرة الاستجابة لحالة الطوارئ، ظهر الملك محمد السادس يوم الثلاثاء لأول مرة على شاشة التلفزيون منذ وقوع الزلزال، إذ زار مصابين في أحد مستشفيات مراكش.

ويقود الجيش المغربي جهود الإغاثة، بدعم من مجموعات وفرق إغاثة أرسلتها أربع دول أخرى، لكن التضاريس الوعرة والطرق المتضررة جعلت الاستجابة غير مكتملة، حيث كانت بعض القرى الأكثر تضررا هي آخر من يتلقى المساعدة.

وقال مراسلو رويترز في مواقع مختلفة بالمنطقة إن هناك زيادة ملحوظة يوم الأربعاء في عدد القوات المغربية والشرطة وعمال الإغاثة على الطرق القريبة من مركز الزلزال.

وفي ذات الوقت لم تكن هناك مؤشرات تذكر على المساعدة الخارجية في بعض المواقع النائية.

وفي قرية أوتاغري الصغيرة، التي سويت بالأرض بالكامل تقريبا وقُتل فيها أربعة أشخاص، أمضى ناجون مشردون خمس ليال منذ وقوع الزلزال نائمين في العراء في فناء مدرسة، وهو أحد المساحات القليلة التي لم تغطها الأنقاض.

وقال سعيد حسين (27 عاما)، الذي عاد إلى القرية من منزله الحالي في مراكش للمساعدة بعد الزلزال "الأمر صعب حقا. الجو بارد". وأضاف أن الناجين يخشون الهزات الارتدادية ويكافحون من أجل التأقلم مع الوفيات والدمار.

وأردف "نُبقي كل شيء في داخلنا. أنت تعلم أن الناس هنا يتسمون بالصلابة بعض الشيء ولا يمكنهم إظهار أنهم ضعفاء أو أن بمقدورهم البكاء، ولكن في داخلك تريد فقط الذهاب إلى مكان ما والبكاء".

* ’الثلوج تتساقط هنا’

المدرسة نفسها لا تزال قائمة على الرغم من الشقوق والفجوات الضخمة التي شوهت الجدران الملونة وجعلت المبنى غير آمن. ويستخدم القرويون إحدى الغرف كمكان لتخزين زجاجات المياه والمواد الغذائية التي تبرع بمعظمها مواطنون مغاربة.

وتلقت القرية للتو شحنة من الخيام قدمتها الحكومة، لكنها لم تكن مقاومة للماء، وهو ما يشكل مصدر قلق بالغ في منطقة جبلية تكثر فيها الأمطار والثلوج.

وقالت نعيمة وازو التي تبلغ من العمر 60 عاما وفقدت ثمانية من أقاربها بسبب الزلزال "سيأتي الشتاء قريبا وسيكون الوضع صعبا للغاية على الناس. كانت الحياة هنا صعبة حتى عندما كان الناس يعيشون في منازلهم. تتساقط الثلوج هنا والخيام لن تحل المشكلة".

وقررت نعيمة البقاء في منزلها المتضرر رغم الشقوق الكبيرة في جدرانه، لعدم وجود مكان آخر تذهب إليه. ولم يأت أحد لفحص المنزل أو تقييم خطر الانهيار.

ولم يكن من الممكن الوصول برا إلى قرية أدوز الجبلية، الواقعة على منحدر شاهق وتحول معظمها إلى أكوام من الأنقاض، وأقام القرويون مخيما بجوار نهر في الأسفل. واستخدموا الحمير لنقل الإمدادات إلى أعلى وأسفل الجبل.

وقالت فاطمة بلقاس، إحدى السكان، والتي كانت تبحث عن أي شيء لإنقاذه بين أنقاض منزلها، "الناس بحاجة إلى الضروريات الأساسية. يحصلون على الحليب على سبيل المثال، لكن يمكن أن يفسد بسرعة لأنه ليس لدينا مكان لتخزينه".

وأضافت "إنهم بحاجة إلى سلع مثل السكر والزيت التي لا تفسد بسهولة. نحن نفتقر إلى الطرق كما تعلمون، ولو كانت لدينا، لكان من الممكن حل الكثير من الأمور".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى