توجس جنوبي من التحركات الدبلوماسية الأخيرة بين الحوثيين والسعوديين

> "الأيام" غرفة الأخبار:

>
  • ​ما هو موقف القوى الجنوبية من نقاشات الحوثيين والسعوديين في الرياض؟
في الوقت الذي تجري فيه نقاشات تعد الأولى من نوعها بين وفد من جماعة "أنصار الله" اليمنية والسعوديين في الرياض حول الملفات العالقة، ‏لأجل التوصل إلى تمديد التهدئة وصولا إلى سلام شامل في اليمن، هناك معضلة كبيرة أمام تلك التحركات تتمثل في ‏المطالب التي يرفعها الجنوبيون منذ عام 2007، التي تتناول قضيتهم نحو استعادة دولة ما قبل الوحدة في عام 1991.

كيف ينظر الجنوبيون إلى الحوار بين الحوثيين والسعودية في الرياض وموقفهم من المخرجات التي يمكن أن تخالف طموحاتهم؟
بداية، يقول المحلل السياسي الجنوبي، أنور التميمي، إن "موقف القوى الجنوبية من مفاوضات جماعة "أنصار الله" في الرياض تحدده طبيعة القضايا التي يناقشها المفاوضون".
  • الثوابت الجنوبية
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك" أن "أكثر من مسؤول جنوبي أوضحوا في تصريحات إعلامية، أن الجنوبيون في حل من أي اتفاقات أو تفاهمات بين أي قوى محلية أو إقليمية تتجاوز الثوابت الجنوبية المعلنة".

وتابع التميمي: "المجلس الانتقالي الجنوبي أصدر في أكثر من مناسبة بيانات، أكد خلالها أن الثروات الجنوبية حق سيادي للشعب الجنوبي، ولا يحق لأي من كان التفريط فيها".

وأشار المحلل السياسي إلى أن "بيانات الانتقالي وتصريحات قادته يمكن فهمها على أنها كانت ردا على مطالبات واشتراطات حوثية للوسطاء الإقليميين، بتسليم 80% من عائدات النفط والغاز المستخرج من حقول النفط في الجنوب لحكومة "أنصار الله".
  • مخاوف مشروعة
واستطرد أنور التميمي: "هناك درجة من التوجس الشعبي الجنوبي من التحركات الدبلوماسية الأخيرة بين الحوثيين والسعوديين، والتي ستقود على ما يبدو إلى تفاهمات سعودية حوثية عالية جدا، إذ يخشى الجنوبيون أن تقود التفاهمات إلى التساهل مع متطلبات الحوثي، المتمثلة في حصوله على جزء كبير من عائدات نفط حضرموت وشبوة".

وأوضح التميمي: "الاستقلاليون الجنوبيون يتبنّون موقفا واضحا يرفض تسليم الحوثي أي نسبة من عائدات ثروات الجنوب، ويؤكدون أن ما لم يستطع الحوثي انتزاعه بالقوة والحرب، لن يستطيع انتزاعه بالتفاوض، هذه المحددات هى التي تحكم الموقف الجنوبي من لقاء الحوثيين مع السعوديين في الرياض".

وختم التميمي تصريحاته بقوله: "أما إذا كان الغرض من اللقاء يقتصر على ترتيبات السلام ومتطلباته، فإن هذا الأمر مرحب به من قبل الجنوبيين وقواه السياسية، أما الخوض في اتفاقات وترتيبات تتجاوز الحقوق السيادية للشعب الجنوبي فلن يقبل به الجنوبيون مطلقا".

من جانبه، يقول الخبير العسكري الجنوبي، العميد ثابت حسين، إن "القضية الجنوبية هي قضية شعب انطلقت عقب حرب 1994، وبشكل أكثر وضوحا وصراحة منذ 2007، حينما رفع الحراك الجنوبي مطلب استعادة الدولة الجنوبية، والآن ومنذ عام 2017 أصبح للشعب الجنوبي مٌمثلا معترفا به إقليميا ودوليا وهو المجلس الانتقالي الجنوبي".

وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك": "انطلاقا من ذلك، يمكن أن نفهم عدم تأثير مشاورات الرياض بين جماعة "أنصار الله" اليمنية والسعودية على قضية الجنوب، وكل المؤشرات تؤكد أن اللقاء ثنائيا هدفه تمديد الهدنة على الأقل لجهة هجمات الحوثيين على السعودية والعكس صحيح أيضا، وربما بحث مسائل إنسانية ستكون في النهاية مطروحة للتوافق مع سلطة الشرعية التي يعتبر الانتقالي أهم قوتها على الأرض".

وأشار حسين إلى أنه "في التوقيت الذي تجرى فيه المشاورات المباشرة بين جماعة "أنصار الله" اليمنية، نجد الرئيس، عيدروس الزبيدي، اليوم في الأمم المتحدة لحشد الدعم لقضية الجنوب من داخل المنظمة الدولية، بعد أن ظل الجنوبيون يحاولون إيصال صوتهم من خارج هذا المبنى لسنوات طويلة".

وأوضح الخبير العسكري أن "الجنوب يتحدث عن حق قانوني متأصل لشعب الجنوب في تقرير مصيره، بعد كفاح طويل لرفض الوحدة ومن أجل استعادة دولته المستقلة".

وختم حسين بقوله: "في هذه المرحلة الانتقالية نجد أن هناك اتفاق الرياض ومشاورات الرياض التي أرست مبدأ المناصفة في الدولة بمعنى انتهاء الوحدة".
  • السلام العادل
بدوره، يقول المحلل السياسي الجنوبي، ياسر العولقي: "الجنوبيون ليسوا ضد السلام الذي يجري الحديث عنه في نقاشات الرياض بين جماعة "أنصار الله" اليمنية والسعودية من حيث المبدأ، لكنهم مع سلام يراعي حقوق شعب الجنوب وتضحياته ولا يكون على حساب قضيتهم".

وأضاف العولقي في حديثه لـ"سبوتنيك" أن "الحرب التي اندلعت في العام 2015 بعد انقلاب "أنصار الله" على السلطة بصنعاء أوجدت في الجنوب واقع جديد، إذ بات لديهم قوات مسلحة وحامل سياسي، وهذا يؤكد أن الجنوب جزء مهم ورئيسي وفعال في أي مشاورات سلام قادمة".

وأكد العولقي أن "أي حلول تنتقص من قضيتهم وتقزم طموحهم في استعادة دولتهم، لن يُكتب لها النجاح، وتؤسس لاستدامة صراع طويل".

وأعلنت المملكة العربية السعودية، يوم الخميس الماضي، دعوتها وفدا من "أنصار الله" لزيارة المملكة، لاستكمال النقاشات بشأن التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار في اليمن، وحل سياسي للصراع فيه، وفقا للمبادرة التي أعلنتها الرياض في عام 2021.

وأبلغ مصدر في صنعاء وكالة "سبوتنيك"، السبت الماضي، بأن "وفدا برئاسة رئيس الوفد المفاوض في "أنصار الله" المتحدث باسم الجماعة، محمد عبد السلام، غادر مطار صنعاء الدولي، رفقة وفد من المكتب السلطاني العُماني، إلى الرياض، على متن طائرة تابعة لسلاح الجو العُماني، لإجراء مباحثات مباشرة مع الجانب السعودي حول تفاصيل الحل النهائي للصراع في اليمن، بدءًا بالاتفاق على وقف لإطلاق النار ومعالجة الملف الإنساني تمهيدًا لإطلاق عملية سياسية".

وفي أبريل الماضي، رعا وفد عُماني مباحثات في صنعاء، بين جماعة "أنصار الله" ووفد رسمي سعودي برئاسة سفير المملكة لدى اليمن، محمد آل جابر، استمرت 6 أيام، بحثت الملف الإنساني وإيقاف إطلاق النار في اليمنوبدء عملية سياسية يمنية شاملة.
وحينها أعلنت السعودية أن "فريقا من الخارجية عقد مجموعة من اللقاءات في صنعاء، شهدت نقاشات متعمقة بشأن الوضع الإنساني، وإطلاق جميع الأسرى، ووقف إطلاق النار، والحل السياسي الشامل في اليمن، اتسمت بالشفافية وسط أجواء تفاؤلية وإيجابية"، مضيفةً أن "تلك اللقاءات ستُستكمل في أقرب وقت، بما يؤدي إلى التوصل إلى حل سياسي شامل ومستدام ومقبول من جميع الأطراف اليمنية".

ووصفت جماعة "أنصار الله"، آنذاك، النقاشات مع الوفد السعودي في صنعاء بـ"الجدية والإيجابية"، مؤكدة "التقدم في بعض القضايا على أمل استكمال البحث في القضايا العالقة، في وقت لاحق".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى