اليمن.. المجتمع يفتقد لـ «التعاطف»

> التعاطف هو مهارة اجتماعية تسمح لنا بفهم مشاعر وعواطف الآخرين، ويختلف عن المفاهيم المشابهة مثل الرحمة والشفقة، فالتعاطف هو التعبير عن إحساسنا بالتضامن مع الآخرين، والقدرة على وضع أنفسنا في مكانهم، وفي ضوء الكارثة الإنسانية التي تعيشها البلاد، فإن التعاطف بين أفراد المجتمع أمر في غاية الأهمية، خاصة وأن الصراع مستمر ومدمر، وأدى إلى سقوط أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين والمجاعة والمرض والمعاناة.

وفقًا للأمم المتحدة يعد اليمن الآن أحد أفقر دول العالم وأكثرها معاناة، ويحتاج أكثر من 24 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية والحماية، ومن بين هؤلاء يحتاج ما يقرب من 20 مليون شخص إلى الحصول على الغذاء، وأكثر من 10 ملايين على حافة الجوع ويعتبر الأطفال والنساء من الفئات الضعيفة بشكل خاص.

عندما نتحدث عن أهمية التعاطف في اليمن، فإننا نتعامل مع قضية حساسة ومعقدة، لأن أوقات الحروب "الصدمة الجماعية" هي مرئية وغير مرئية، وبسبب ذلك هناك أشخاص وجدوا أنفسهم في طرق صعبة وعصية وفقر شديد، وفي نفس الوقت هناك أشخاص ولو قلة جدًا هم الذين يفتحون الطرق ويساعدون الأخرين قدر الإمكان، للتخلص من حالة الضياع والظلم.

في حالة الحرب التي تمر بها اليمن، فإن الكارثة تتجاوز قدرة النفس والعقل على تخيل أوفهم أجزاء من الحياة الحقيقية أوما يجري، لذلك لماذا التعاطف مهم؟ لأن هذا يسمح لنا ببناء علاقات صحية مع الآخرين، للمساعدة في حالات الطوارئ والصراعات والاضطرابات الاجتماعية، وتقديم الخير لمن حولنا، ولسوء الحظ فإن الخير اليوم ليس أولوية في حياة الناس في اليمن. إن حالة القتل بدم بارد والنهب والبسط والمآسي العديدة التي تحدث في بلادنا، تثبت لنا أننا بحاجة ماسة إلى التعاطف في مواجهة الأفعال الصادمة والجرائم البشعة، وأصبح من المهم أكثر من أي وقت مضى التفكير في كيفية تحقيق المزيد من التعاطف في حياتنا ومجتمعنا، والتذكير بمدى هشاشة وقصر الحياة، ومدى أهمية دعم بعضنا البعض.

يتيح لنا التعاطف أن ندرك أن الأزمة في اليمن ليست مجرد أخبار عادية بعيدة، بل هي كارثة إنسانية حقيقية تتطلب اهتمامنا واستجابتنا في الداخل، ومن ثم التعويل على الخارج، كما يمكننا أن نعرب عن تعاطفنا من خلال نشر الوعي حول الوضع في اليمن، ودعوة الحكومات والمنظمات الدولية لتقديم المساعدة والتبرع بالأموال للمنظمات الإنسانية العاملة في هذا المجال.

يعد تقديم المساعدة والتعاطف في مثل هذه الأوقات أمرًا ضروريًا للعائلات المتضررة والفقيرة، ويمكن لكل منا أن يساهم في تنمية هذه الصفات، من خلال طريقة تفاعله مع من حوله قدر الاستطاعة والإمكانيات.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى