أولويات المرحلة

> من الأولويات التي تقف أمام المجلس الانتقالي الجنوبي اليوم، هو إعداد الجنوب للاستقلال وتأهيل الكوادر المدنية بمختلف التخصصات لإدارة مؤسسات الدولة، وكذلك صقل قدرات قيادات الجيش والأمن عن طريق إرسالهم إلى الأكاديميات المتخصصة في الإمارات ومصر، كل ذلك مطلوب لأجل التهيئة لتسلم البلاد بشكل سلس، مع تجنب حالة الفراغ المتوقعة في حال تدافعت الأحداث باتجاه الاشتباك العسكري مع الاعداء، وما قد يرافق ذلك من محاولات معادية لزج مناطق الجنوب في صراعات بينية.

كل ذلك أصبح فعلًا ضرورة اليوم، لأنه يندرج بحسب اعتقادي في إطار التهيئة والإعداد لاستقلال الجنوب، وبالإمكان تحقيق ذلك من خلال الحوار والتعاون مع قيادات دول الجوار العربي والمجتمع الدولي، وهنا اجتهاد متواضع من جانبي سأرد فيه ببعض النقاط والأفكار التي قد تساعد في تعزيز التعاون والعمل مع دول الجوار من أجل استقلال الجنوب:

1 - تعزيز العلاقات السياسية للمجلس الانتقالي الجنوبي مع دول الجواروبالمقدمة المملكة العربية السعودية وباقي دول الخليج ومصر،وكذلك التواصل مع قيادات المنظمات والمؤسسات العربية والإسلامية المختلفة والفاعلة، ومنها جامعة الدول العربية، ومنظمة العالم الإسلامي، ويمكن القيام بذلك من خلال تبادل الزيارات الرسمية، وتنظيم الاجتماعات لبحث القضايا ذات الاهتمام المشترك، وتعزيز التعاون في المجالات السياسية والأمنية.

2 - وفي المجال الاقتصادي يمكن للمجلس الانتقالي الجنوبي العمل على تعزيز التعاون الاقتصادي مع دول الجوار، وذلك من خلال تبني بعض الأفكار والرؤى ذات الصلة بتطوير العلاقات التجارية والاستثمارية، وتبادل الخبرات في مجالات الطاقة والبنية التحتية والسياحة، وعملية بلورة هذا التوجه ينبغي أن تتم أولًا من خلال الاعتماد على التاجر الجنوبي (إنشاء مجلس اقتصادي جنوبي من رجال المال والأعمال)، يتبع ذلك تنظيم المؤتمرات والمعارض الاقتصادية لتعزيز التواصل وتبادل الفرص التجارية، وتقديم الصورة الحقيقية عن مناطق الجنوب، لا سيما الساحلية، وإيضاح ما لها من أهمية، وما تتوفر فيها من فرص استثمارية هامة وجاذبة لكل أصحاب رؤوس الأموال في المنطقة والعالم.

3 - ونحن ننشد المزيد من فتح نوافذ التواصل الدائم والفاعل مع دول الجوار، لتعزيز مكانة الجنوب، فقضية الأمن تلعب دورًا حاسمًا في استقلال الجنوب، انطلاقً من أهمية موقعه الجيوسياسي، حيث يمكن للمجلس الانتقالي الجنوبي التعاون مع دول الجوار في مجال مكافحة الإرهاب، وتعزيز الأمن الاستراتيجي الملاحي في منطقة باب المندب والبحر العربي، وكذلك الأمن الحدودي مع سلطنة عُمان والمملكة العربية السعودية، وبقدر أهمية هذا الجانب تأتي أهمية تبادل المعلومات الأمنية، وتقديم الدعم العسكري والتدريب لتعزيز القدرات الأمنية والعسكرية للقوات الجنوبية.

4 - وفي مجال الثقافة والتعاون في كافة المجالات الفنية والإبداعية، يمكن للمجلس الانتقالي الجنوبي التعاون مع دول الجوار في تعزيز التبادل الثقافي والتعليمي، ويمكن تنظيم برامج تبادل للطلاب والأكاديميين والفنانين، لتعزيز الفهم المتبادل، وتعزيز العلاقات الثقافية بين الجنوب ودول الجوار، طرق هذه النوافذ ولو بالحدود الدنيا من خلال السلطات التنفيذية القائمة في مدن ومحافظات الجنوب.

5 - وفي مجال العلاقات الدبلوماسية يمكن للمجلس الانتقالي الجنوبي العمل على تطوير الدبلوماسية الجنوبية، وتعزيز التمثيل الدبلوماسي مع دول الجوار، من خلال تفعيل بنود اتفاق الرياض ومشاورات الرياض، التي نصت مخرجاتهما على أهمية الشراكة بالمناصفة بين أبناء الجنوب واليمن مرحليًا، وهذا الأمر يتطلب جهدًا فاعلًا من جانب قادة الجنوب في إطار مجلس القيادة الرئاسي، لإيصال الدبلوماسي الجنوبي إلى مكاتب سفارات وقنصليات الجمهورية اليمنية بدول الجوار والعالم، مع تعزيز العلاقات الدبلوماسية مع المنظمات الإقليمية والدولية.

هذه بعض الأفكار التي يمكن أن تساعد في التهيئة الحقيقية لبناء دولة جنوبية مستقلة، والعمل ولو على بعض هذه الأفكار مطلوب حتى لا نمضي إلى مربع من الفراغ، ويفترض أن يتم التعاون والتنسيق بين المجلس الانتقالي الجنوبي ودول الجوار، لا سيما دولة الإمارات العربية المتحدة، لتحقيق هذه الأهداف.

أبو عهد الشعيبي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى