رعايا أميركيون يستعدون لمغادرة إسرائيل الى قبرص عبر ميناء حيفا

> «الأيام» أ ف ب:

> تجمع نحو 250 من الرعايا الأميركيين الإثنين أمام رصيف ميناء مدينة حيفا، حاملين حقائبهم وأمتعتهم لمغادرة إسرائيل نحو قبرص، في ظل التصعيد بين الدولة العبرية وحركة حماس في قطاع غزة.

ومنذ السادسة صباحا، بدأ الأميركيون بالتجمع عند بوابة الميناء استعدادا للمغادرة الى مدينة ليماسول. ويتوقع أن يبحر هؤلاء على متن السفينة السياحية "رابسودي أوف ذا سيز" ما بين الثالثة (12,00 ت غ) والثالثة والنصف، وفق ما أبلغ متحدث باسم سلطة الميناء وكالة فرانس برس.

وضمّت هذه المجموعة أفرادا ينتمون الى مكونات دينية وعرقية مختلفة، منهم اليهود المتدينون بزيهم التقليدي الأسود، ويهود من غير المتشددين، إضافة الى مسيحيين وضعوا صلبانا على صدورهم، والعديد من السكان العرب، وفق مراسلة فرانس برس.

وقال ألان كوهين الذي عاد الى إسرائيل قبل زهاء أسبوع آتيا من زيارة سياحية للمالديف "كنت مدرّسا للغة الانكليزية في أميركا، لم أستطع التدريس هنا".

وأضاف الرجل الخمسيني أنه اتخذ قرارا بترك إسرائيل نهائيا، موضحا "لا أستطيع العيش في القدس أكثر من ذلك، عليّ الاهتمام بشؤوني".

وتقاطر الرعايا الأميركيون وبينهم أطفال الى ميناء المدينة الواقعة في شمال البلاد، وهم يدفعون حقائب مختلفة الأحجام ويحملون أخرى على ظهرهم أو أكتافهم.

وكان أفراد من طاقم السفارة الأميركية يرتدون سترات حمراء وبيضاء يعملون على تنظيم العملية. وصاحت إحدى موظفات السفارة بصوت مرتفع لتبلغ الرعايا بضرورة تسجيل أسمائهم عبر الانترنت وتلقي تأكيد بذلك للتمكن من الصعود.

وافترشت بعض النسوة مع أطفالهن الأرض في انتظار التحقق من ورود الأسماء، بينما قام بعض العاملين في الميناء بتسجيل الأسماء وتسلم الحقائب التي يسمح لكل مسافر بواحدة منها فقط.

وقالت موظفة في السفارة لوكالة فرانس برس إن "السفر ليس مجانا، هو بمثابة قرض يجب سداده في أميركا".

وأشارت الى أن السفارة تتولى حصرا "تأمين نقلهم خارج إسرائيل"، بينما سيكون على الرعايا تدبّر إقامتهم في فنادق قبرص على نفقتهم الخاصة، أو تذاكر سفر الى دول أخرى.

وسيتوجب على كل مسافر توقيع وثيقة يتعهد فيها إعادة دفع كلفة الرحلة. ولم تعلن واشنطن عدد من سيتم نقلهم بحرا.

- الطريق الوحيد للخروج -

وتنوعت قائمة المغادرين بين من كانوا مقيمين في الدولة العبرية، وآخرين جاؤوا لزيارتها لكن باغتتهم الحرب بين إسرائيل وحركة حماس التي شنت في السابع من تشرين الأول/أكتوبر عملية "طوفان الأقصى" التي توغّل خلالها مقاتلوها في مناطق إسرائيلية جنوبية بحرا وبرا وجوا، بالتزامن مع إطلاق آلاف الصواريخ في اتجاه مناطق عدة في إسرائيل.

ويرد الجيش الإسرائيلي منذ أسبوع بقصف جوي ومدفعي مكثف على غزة، بعدما شدّد الحصار على القطاع عبر قطع المياه والكهرباء وامدادات الغذاء.

وأعلنت إسرائيل مقتل أكثر من 1400 شخص، بينما أدّت سبعة أيام من القصف الجوي والمدفعي المتواصل على غزة إلى تسوية أحياء بكاملها بالأرض ومقتل نحو 2750 شخصاً، وفق وزارة الصحة في غزة.

وقالت إرئيلا، وهي أميركية يهودية متدينة غطت رأسها بوشاح برتقالي اللون "كان ابني يريد القدوم الى اسرائيل لكن تذكرته ألغيت. ما إن اتصلت بنا السفارة قررنا المغادرة للمّ شمل العائلة".

من جهته، أكد ديفيد غيبسون (55 عاما) أنه أتى الى اسرائيل لحضور حفل موسيقي وكان من المقرر أن يعود الى الولايات المتحدة في 10 تشرين الأول/أكتوبر. لكن اندلاع الحرب وتعليق غالبية شركات الطيران رحلاتها، حال دون قيامه بذلك.

وأوضح لفرانس برس "الرحلة على متن الخطوط الجوية البولندية ألغيت، وفي 15 من هذا الشهر حجزت عن طريق الخطوط الجوية الأردنية لكنها ألغيت أيضا". وتابع "ليس لدي من وسيلة أخرى للخروج سوى السفينة".

وكانت السفارة الأميركية في إسرائيل أعلنت الأحد أنها ستنقل رعاياها إلى قبرص بحرا الإثنين في ظل التصعيد.

وقالت إن الوضع الأمني واستعداد إسرائيل لشن عملية عسكرية كبيرة في القطاع استدعى نقل "مواطنين أميركيين وعائلاتهم الذين يحملون وثائق سفر صالحة" من حيفا إلى ليماسول في قبرص.

وقال مدرّس الكيمياء في جامعة أوهايو الأميركية صالح جبارين لفرانس برس "جئنا وأولاد أخي لزيارة العائلة (في حيفا)... وصلنا مساء الأربعاء وصباح السبت حصلت عملية حماس".

وأضاف "قرّرنا العودة بعد أن أخبرتنا السفارة الأميركية أن الوضع غير مستقر ولا يمكننا التنبؤ بالمستقبل".

يعيش في إسرائيل عشرات الآلاف من حملة الجنسية الأميركية. وتم تأكيد مقتل 30 منهم في الهجوم الذي شنته حركة حماس، وفق وزارة الخارجية في واشنطن التي أكدت أن 13 على الأقل ما زالوا مفقودين، ويعتقد أنهم محتجزين لدى الحركة.

وفي حين يؤكد بعض المغادرين عدم نيتهم العودة، يشدد آخرون على أن ابتعادهم عن اسرائيل سيكون موقتا.

وقال شيني، وهو في الأربعينات من العمر "سنذهب الى أميركا، وما إن تهدأ الأمور سنعود مرة أخرى، إنها مسألة وقت وقد تستغرق أسبوعين".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى