المسافة .. صفر

> المسافة صفر .. مصطلح عسكري سمعناه وتابعناه عبر شاشات التلفزة ومنصات التواصل الاجتماعي. وتعني مدى قرب المقاوم الفلسطيني الصانع للحدث من الآليات العسكرية الإسرائيلية التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي. معركة صمود وثبات على الأرض. صناعة الأحداث هي القدرة على البحث عن الوسائل المتاحة التي تعمل على تطوير المواقع المتصلة بها دون إهدار الفرص ومواجهة التحديات. لذلك، وعطفًا على ما سبق ذكره، نرى مجريات الأحداث الأخيرة التي نتأثر بها، تجعلنا نفكر أو هكذا أزعم، إلى تحديد ما وصل إليه العديد من المكونات ومنها المجلس الانتقالي الجنوبي، وشراكته التي جعلت منه -أوهكذا يفترض- عنصرًا أساسيًا في العملية السياسية المزمع تبنيها من مجلس الأمن الدولي ورباعيته.

لكن، إلى مدى قد عمل تواجد المجلس الانتقالي الجنوبي على تغيير المشهد والحياة العامة في الجنوب، وإلى أي مدى سعى إلى حلحلة التعقيدات الخدمية والتنموية في عدن بالذات، وهو ما كان ينتظره أبناء عدن خاصة والجنوب عامة، فالمجلس عمل على هيكلة قوامه وإعادة تسمية بعض الشخصيات والمكونات في نظامه الأساسي وعقد في سبيل تحقيق هذا التغيير إلى لقاء الحوار الوطني الجنوبي-الجنوبي. ولكن لم يتحقق شيء على هذا الصعيد ولم تتغير الرؤية ولم نجد البديل المنشود، الذي نتطلع إليه في عدن خاصة والجنوب عامة.

وليس كل مقال أو رأي أوعنوان صحافي نسمعه أونقرأه، يجرنا إلى رد فعل قاتل لم يكن من داعٍ له حتى نثبت أننا أصحاب القضية. المسافة التي نبحث عنها في الجنوب لم تعد بينة وهي ليست صفرًا، بل هي غير موجودة. المسافة صفر في غزة تختلف عما نحن نريد تحقيقه وفعله والقيام به. دعونا نكمل الأعمال والأفعال الصحيحة والخطوات البديلة التي تحقق لشعب الجنوب عامة وعدن خاصة، ما كانوا يأملون في تحقيقه وهو (التمثيل السياسي)على أرض ثابتة تعطي لكل من عدن حقًا ونصيبًا في التمثيل ولأبنائها بالموازاة مع ذلك، نبحث عن تنمية وتطوير الريف بكل المجالات، ونحن نعلم جميعًا أن لأبناء الريف الإمكانيات نفسها التي تفسح المجال في بناء مجتمعاتها الداخلية دون الحاجة إلى النزوح إلى عدن وبناء المولات والأبراج وغيرها..

علينا أن نلجم انفعالاتنا غير المبررة، وأن نستمع للغير ونفتح مساحات أوسع في إعلامنا للرأي الآخر، لا أن نغلق الباب في مواجهته لأنه لا يوافقنا الرأي. المعوقات التي نواجهها في عدن خاصة والجنوب عامة، أصبحنا جزءًا منها أو نكاد نحن المتسببين بها لمجتمعنا المحلي ولمن يراقب أفعالنا، وما نقوم به لسبب أو لآخر.

المسافة صفر هي تطوير للعمل السياسي والأمني والعسكري ووعي للقادم المنشود.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى