قلوب يعقلون بها..!!

> قالوا: "ضع قليلًا من العقل على قلبك حتى يستقيم، وضع قليلًا من العاطفة على عقلك حتى يلين".

لكن كيف؟
إن العقل..!! هو آية الروح، وسيد الجسد، فهو المتحكم بأفعالنا وتصرفاتنا به نفكر ونقرر، ننجز ونبدع، نبني ونصنع، كما ندمر ونهدم، نكتب ونقرأ فهذا ما خلق من أجله، وهذا ما يجب أن يوظف له.

أما القلب ..!! هو سيد الإدراك، المشاعر والعواطف، مستشارنا المتخصص، به تستقر بذرة العمل وينمو ويتجذر، وبه أيضًا نحب ونكره، نفرح ونحزن، به نشعر وبه نحنو ونقسو، فهو المتحكم الأول في عالم أحاسيسنا، فهذا ما خلق من أجله، وهذا ما يجب أن يوظف له.

والآن كيف يتصالح العقل والقلب؟

فلا يصح أن تقودنا عقولنا بمعزل عن قلوبنا فنغدو جمادًا مجردين من الإدراك والإحساس، كما لا يصح أن تقودنا قلوبنا فنغدو كتلة من العاطفة تقذفنا مشاعرنا في كل وادٍ. فلا تستقيم حياتنا إلا بوضع كل منهما في مكانه الصحيح ليؤدي دوره الذي خلق من أجله، فيجب أن ندرب أنفسنا على التحكم بكليهما.

وبالاثنين معًا، بانصهارهما في بوتقة النفس، تنتج نفسًا متكاملة، نفسًا مطمئنة لأن قلبها مطمئن، وواثقة لأن عقلها يعمل بشكل صحيح. فمن الضروري أن يتكامل العقل والقلب معًا، هذه العملية قد اختصرها الله عز وجل في قرآنه العظيم: ((فتكون لهم قلوب يعقلون بها)).

والسر هنا هو أن نمتلك قلبًا نعقل به، وعقلًا ننبض به وهذا لن يتحقق إلا باستحكام الروح، وقوة البصيرة عند الإنسان عبر إدراك نور الحقيقة وإيمانه بالله وتواصله مع حضرة المحبوب.

إن هذا التصالح والتوافق يفتح على وجه الإنسان طريق البناء ويسد طريق الهدم والدمار.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى