وصفتها بـ”المملكة المصطنعة المقامة على أراضينا”.. إسرائيل: بل ماذا بعد الأردن؟

> "الأيام" القدس العربي:

> الحرب الدفاعية التي انطلقت إليها إسرائيل تحظى بتأييد واسع من معظم زعماء العالم المتنور. ومع ذلك، أخرجت الحرب من جحورها رعاعاً ثائراً من مهاجرين من العالم العربي والإسلامي، ارتبط بهم نشطاء من اليسار المتطرف، وهؤلاء يغمرون شوارع المدن الأوروبية بمسيرات كراهية لليهود لم تشهدها القارة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

في ضوء العاصفة التي تلف العالم، تلتزم معظم الدول العربية الصمت الصاخب؛ فقد اجتمع الزعماء العرب في مؤتمر قمة في السعودية للبحث فيما يجري في غزة، لكن كالمعتاد، لم يخرج شيء عن المداولات باستثناء خطابات وتصريحات فارغة. رئيسا إيران وتركيا، وهما متزمتان إسلاميان مؤيدان للإرهاب فرضا النبرة هناك أيضاً. بالتوازي، لم تقطع أي دولة عربية علاقاتها مع إسرائيل، بل إن بعض الدول العربية تتمنى – في الخفاء غالباً – انتهاء معركة غزة بهزيمة حماس.

واضح للعالم العربي بأن كل إنجاز لحماس هو إنجاز لإيران، التي يراها العرب تهديداً على أمن واستقرار الدول العربية. كل إنجاز لحماس هو إنجاز لحركات الإخوان المسلمين التي تشكل تهديداً على استقرار ووجود معظم الأنظمة في العالم العربي.

دول عربية أعطت يداً لخطوة تطبيع وسلام مع إسرائيل، لأنها رأت فيها شريكاً مناسباً وحليفاً مصداقاً، وأساساً ذات قوة. وهي الآن تنظر إلينا ولسلوكنا تجاه حماس، تنتظر لأن ترى إذا كان ممكناً الثقة بنا أم أنها كانت مخطئة.

واضح أن الحديث يدور عن زعماء ونخب، لكن هؤلاء لا يسمحون للشارع العربي بإدارة شؤونهم. وكل واحد يعرف بأن أولئك الجهلة المحرضين والمتعطشين للدماء ممن يتظاهرون في الشوارع يحتاجون إلى الغذاء والسكن وأماكن العمل، ولن يضمن هذا إلا السلام مع إسرائيل.

في هذا الاستعراض لضبط النفس والاعتدال في العالم العربي، تبرز كل من قطر والأردن سلباً.

أما قطر، فهي كل كلمة زائدة، وهي الثانية بعد إيران التي تتحمل المسؤولية عن المذبحة التي ارتكبتها حماس بمواطني إسرائيل، وخسارة أنه لا يزال في حكومة إسرائيل من يؤمنون بالمفهوم الذي يقول إن قطر عنوان حوار بشأن مستقبل القطاع.

أما الأردن، فإن ازدواجية وجهه من طبيعة المملكة وحكامها، وتعود لعشرات السنين: فمن جهة، وجه بشع للأردن وزعمائه، وبينهم الملك وزوجته الفلسطينية الملكة رانيا؛ ووجه وسائل الإعلام والشارع المفعم بالكراهية، وكل هؤلاء يشربون من المياه التي تزودهم بها إسرائيل، ويستمدون الكهرباء التي تنير بيوتهم مما ينتجه غاز إسرائيل، وبعد ذلك يتحدثون وكأنهم آخر قتلة حماس.

ومن جهة أخرى، يقيم الأردن من تحت الطاولة علاقات أمنية وثيقة مع إسرائيل، وقواته الأمنية مجندة للحفاظ على حدودنا الشرقية من الإرهاب الفلسطيني أو الإيراني. يدور الحديث عن تعاون أمني مفيد للطرفين: لإسرائيل، لكن أيضاً للأردن الذي يقف أمام تحديات اقتصادية وتهديدات أمنية من الداخل والخارج.

قد نتجاهل ما يقوله الأردنيون، لكن الأدق هو وضع خطوط حمراء لما يمكن لإسرائيل أن تحتمله من الملك، ومن الملكة، ومن كل خدمهما. عندما تكتب صحيفة بارزة في الأردن بعنوانها الرئيس “ماذا بعد إسرائيل؟”، تلميح على أمل شطب إسرائيل من الخريطة (والأمور في دولة دكتاتورية كالأردن، لا تقال دون إذن من فوق) يمكن التساؤل إذا كان في عمان من قرر دفع إسرائيل أن تجيب عن سؤال: “وماذا بعد الأردن؟” – تذكير كيف أقيمت هذه الدولة التي اصطنعها البريطانيون على أرض خصصوها للسكان العرب من بلاد إسرائيل، بمثابة أن الأردن هو فلسطين.

في السطر الأخير: العالم العربي ينتظر اليوم التالي للحرب. إذا ما حققت إسرائيل حسماً وخرجت منتصرة من المعركة، فستستأنف الحملة للسلام مع العالم العربي، بما في ذلك السعودية.

إسرائيل اليوم

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى