​اليمن والبحث عن السلام المفقود !

>
​إن استعادة جهود السلام بين الحين والآخر أمر يبعث على التفاؤل والأمل لدى الناس، لأن الشعوب هي المتضرر الأول من الحروب والنزاعات ..

ولكن السلام الحقيقي والواعد في اليمن سيظل المأزق وأبرز المعضلات ! وليس مسألة وقف الحرب أوالهدنة هي المعضلة الآن، بل السلام الإيجابي المطمئن هو أهم التحديات القادمة.

فبالرغم من تضافر وجهات النظر الإقليمية والأممية حول السلام المرجو والصور النمطية المبسطة لأهمية وقف الحرب، والدخول في هدنة طويلة تؤسس عليها العملية السلمية الموعودة مسارها الصحيح. فهناك سلام مهدد يظل خيار الحرب فيه قائمًا، وهو السلام السلبي الذي تظل مسبباته قائمة!

رغم انخراط الأطراف في أشكال مختلفة من المفاوضات والعمل الدبلوماسي، إلا أنها تفتقد لأدوات بناء سلام حقيقي، وبنية صلبة للذهاب إلى عملية سلمية ناجحة تؤدي إلى سلام مستدام.

السلام المطلوب لابد أن تنخرط فيه كل الأطراف المعنية والقوى المؤثرة بجدارة وقناعة وإرادة سياسية واضحة، والوقوف بصدق أمام عوامل الصراعات ومفجرات دورات العنف المتكررة.

إن معالجة الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى استخدام العنف والاقتتال، وإزالة الأسباب المباشرة المادية والمعنوية، هي الوسيلة الصحيحة لتحقيق سلام دائم وأكثر نجاحًا يعبر بحق عن مطالب الشعب، ويؤدي لاستعادة العلاقات الطبيعية بين الفرقاء في المجتمع. أساليب بناء السلام هي أيضًا مجموعة من الإجراءات الأمنية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية، لكسب التأييد الشعبي وحفاظ الدولة والمجتمع عليه منها لا الحصر:

- أولًا: لابد أن يسود اعتقاد بفوز جميع الأطراف والقوى الأخرى، أن لا أحد خاسر في هذه العملية السلمية بما فيها الفئات المهمشة.
ثانيًا: خلق حالة من الاستقرار والأمان وممارسة الناس حقوقهم وواجباتهم بعدالة.
- بناء ما دمرته الحرب، البنية التحتية والإعمار ومعالجة أوضاع النازحين.
- والتعويضات على مستوى المنشآت والأفراد وجبر الضرر.
- العدالة الانتقالية (المساءلة) يقابلها العفو أيضًا أو ما يسمى (بالعدالة التصالحية).
- وتظل التنمية أحد أهم ركائز الحفاظ على السلام والاستقرار في المجتمعات.
- وللإعلام أيضًا دور مهم في تسليط الضوء على مكاسب السلم، وتعزيز وعي وثقافة السلام وأهميته للاستقرار والحياة الكريمة.

لقد حان الوقت لأن يعيش الجميع في أمان واستقرار وعدالة وكرامة. وعلى الأطراف المعنية وكل القوى السياسية والمجتمعية، أن تعي جيدًا أنها أمام مشروع وطني عظيم ومصيري.
وعملية سلمية طويلة تتطلب أن يكون الجميع عند مستوى المسؤولية، للسير فيه ومن ثم الحفاظ عليه. وما على الأطراف الإقليمية والدولية إلا المساهمة في حمايته، باعتباره جزءًا من السلام والأمن الدوليين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى