وتلك الأيام لا تتشابه

> بين الواقع والمعقول ،نحن نقول للأسف لم نصنع شيئًا مفيدًا ولا أثبتنا أننا على قدر من البناء والصدق، نحن الجنوبيين حين نؤسس أي شيء سرعان ما نحوله إلى ظاهرة صوتية مفرغة من كل شيء، ونحشو باطنه وظاهره بالكلام الفارغ والبريق والزريق والخريق، ونتركه لا يضر ولا ينفع تحت الشمس يتعفن مثل جلد حيوان سلخ منه الجلد ورمي على قارعة حجر وأهمل، هذا نحن ومن عنده زايد أو ناقص يقول لي....

كنا في اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين الذي لي شرف تأسيسه، نحصل على معونات شهرية نحن المرضى، لدفع ثمن الأدوية الشهرية التي علينا، وتذاكر سفر أيضًا، وكنا في نقابة الصحفيين اليمنيين الذي لي شرف تأسيس العمل النقابي الصحفي في الجنوب. وكنت أول رئيس للنقابة بحضرموت، وعملنا ما بعد الوحدة، كنا إذا صاح منا عضو تداعت له باقي الأعضاء بالسهر والحمى، كنا إذا صحنا إننا مرضى سارعوا لمنحنا تذاكر ومصاريف علاج من اتحاد الأدباء اليمنيين، أو نقابة الصحفيين اليمنيين، وهات يا اتصالات وفنادق وسفر، أقول هذا لله أمانة في عنقي وزمن عشته بنفسي، وعاصرت زملاء ورجال جمعتنا صداقات وتقدير واحترام لنا، عن ماذا أتحدث كان عبدالوهاب الشيباني يرسل لي المخصص للعلاج كل ثلاثة أشهر، نعم وإذا نسيت وقد نسيت ذات مرة فوجدته مبلغًا كبيرًا محفوظًا في صرافة الكريمي.

وكان شبيطة في نقابة الصحفيين اليمنيين وغيره يتصلون إما لفيزا سفر، أوعلاج ونحن في المكلا مشكورين. وذات مرة صرفت لي تذاكر ومبلغ وأنا بالمكلا وأرسلوا كل ذلك مع زميل، هذا ما كان يحصل أيام الاستبداد والتفرقة، وما أدراك من مصطلحات مخترعة يروج لها المتمصلحون.

لا أزيد وإلا لملأت الشوارع بما كان يقدم لنا، اليوم وأنا مريض وخضعت لعلاج واستجديت المصاريف والتذاكر من أهل الإحسان وفاعلي الخير، أين الجنوب؟ أين من كان جنبنا يقف تحت الشمس؟ هربوا إلى أبوظبي والرياض ترعاهم هناك، يجرون القسطرة الفاخرة، والدعامات الأنيقة في مستشفيات المناضلين الجنوبيين المشمولين برعاية الإمارات أوغيرها. وتركوا كل الأدباء والكتاب والصحفيين أمثالنا عرضة للمرض والصدقات والإحسان والعرض حالات، بينما يتأففون مننا بعدما تضخمت رقابهم.

ألستُ واحدًا من مؤسسي اتحاد الأدباء ومؤسس أصيل للعمل النقابي الصحفي بالجنوب منذ 1977م ومابعده، ثم من أوائل مؤسسي الحراك الجنوبي، قبل أن يظهر كل هؤلاء.

أين ذهبت مؤسساتنا؟ ذهبنا إلى عدن وأسسنا اتحاد أدباء الجنوب، فأصبح اسمًا وشكلًا بلا محتوى أو سرقه نفر وتشدقوا به، ذهبوا وأسسوا وأنا لم أذهب، وأعلنوا نقابة صحفيي الجنوب، فلماذا صارت اسمًا هلاميًا لا حضور ولا تأثير يذكر.

هذا هو واقع الحال ولا داعٍ للمزايدة والكذب، فأنا أعرف بشعاب مكة، وأعرف من رمى بالحجر في مياه شرب منها، أليس من المخجل ألا ترعى هذه المؤسسات من مرض منا، تبًا لزمن رذيل يتبوؤه ضعاف النفوس وتجار تدعي حب الجنوب، ورعى الله زمنًا كنت فيه، فلما صرت في غيره بكيت عليه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى