ما حقيقة السفينة التي احتجزها الحوثيون قبالة السواحل اليمنية؟ وما انعكاس ذلك على مسار الصراع؟

> «الأيام» القدس العربي:

> بعد ساعات من توعدها باستهداف السفن التي تحمل العلم الاسرائيلي أو تشغلها أو تعود ملكيتها لشركات إسرائيلية جاء احتجاز القوات البحرية التابعة لجماعة “أنصار الله” (الحوثيون)، اليوم الأحد، لسفينة شحن بالبحر الأحمر ليدخل الصراع فصلا جديدًا على صعيد تداعياته التي يشهدها وسيشهدها الإقليم جراء استمرار العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة.

وأكدت جماعة الحوثيين، مساء الأحد، تنفيذها “عملية عسكرية في البحرِ الأحمرِ كان من نتائجِها الاستيلاءُ على سفينةٍ إسرائيلية”.

وأوضحت في بيان، “أن القوات البحرية في القواتِ المسلحةِ اليمنية نفذت بعونِ اللهِ تعالى عمليةً عسكريةً في البحرِ الأحمرِ كان من نتائجِها الاستيلاءُ على سفينةٍ إسرائيليةٍ واقتيادُها إلى الساحلِ اليمنيِّ”.

وقال البيان “إن القواتِ المسلحةَ اليمنيةَ تتعاملُ معَ طاقَمِ السفينةِ وفقاً لتعاليمِ وقيمِ الدين الإسلامي”. وجددت الجماعة “تحذيرَها لكافةِ السُّفُنِ التابعةِ للعدوِّ الإسرائيلي أو التي تتعاملُ مَعَهُ بأنها سوفَ تصبحُ هدفاً مشروعاً لها”. وأهابت “بكلِّ الدولِ التي يعملُ رعاياها في البحرِ الأحمرِ بالابتعادِ عن أيِّ عمل أو نشاط مع السفنِ الإسرائيليةِ أوِ السفن المملوكة لإسرائيليين”. وأكدت “استمرارَها في تنفيذِ العملياتِ العسكريةِ ضد العدو الإسرائيلي حتى يتوقفَ العدوانُ على قطاعِ غزةَ، وتتوقفَ الجرائمُ البشعةُ المستمرةُ حتى هذه اللحظةِ على إخوانِنا الفلسطينيينَ في غزةَ والضِّفةِ الغربية”.

 وكان زعيم الجماعة، عبد الملك الحوثي، سبق وتوعد في خطاب له قبل أيام “أنّ القوات المسلحة اليمنية ستظفر بسفن الاحتلال في البحر الأحمر، وقال: “لن نتردّد في استهدافها، وليعلمْ بهذا كل العالم”.

فما حقيقة هذه السفينة وما علاقة إسرائيل بها؟

 تسمى السفينة المحتجزة (غالاكسي ليدر)، وتم احتجازها في البحر الأحمر قبالة السواحل اليمنية، وكانت في طريقها إلى ميناء بيبافاف في الهند. وحسب موقع vesselfinder.com  المتخصص بحركة السفن كانت تبحر بسرعة 17.5 عقدة، وكان متوقعا أن تصل إلى الهند في 23 نوفمبر. وأشار إلى أن السفينة هي حاملة مركبات، وتم انشاؤها عام 2002.

وكانت قناة الميادين نقلت عن مصادر حوثية قولها “إنّه جرى احتجاز 52 شخصاً كانوا على متن السفينة الإسرائيلية، وإنّ طاقم السفينة، ومن كانوا عليها هم حالياً قيد التحقيق معهم، والتثبّت من جنسياتهم من قبل الأجهزة اليمنية المعنية”.

ووفق وسائل إعلام أمريكية فقد حلقت طائرة هيلوكوبتر فوق السفينة، ونزل منها مسلحون تولوا احتجاز السفينة.

تضاربت الأنباء حول ملكيتها وعلاقة إسرائيل بها، بما فيها التصريحات الصادرة عن مؤسسات إسرائيلية؛ ففيما أكد بعضها علاقتها بإسرائيل نفى البعض الآخر، إلا أن ما تم تأكيده من أكثر من مصدر، بما فيها موقع إسرائيل أوف تايمز “أن السفينة التي ترفع علم جزر البهاما مسجلة لدى شركة بريطانية مملوكة جزئيًا لرجل الأعمال الإسرائيلي أبراهام أونغار، الذي يلقب برامي، وقد تم تأجير السفينة لشركة يابانية وقت الاختطاف”.

تصريحات إسرائيلية رسمية بشأن الحادث حاولت التملص من علاقة لإسرائيل بالسفينة، فيما نقل موقع والا العبري عن مسؤول إسرائيلي: الحوثيون هاجموا سفينة شحن مملوكة جزئيا لشركة إسرائيلية، ولا يوجد بها أي إسرائيلي. كما قالت القناة 12 الإسرائيلية: تل أبيب تحقق في استيلاء الحوثيين على سفينة شحن إسرائيلية في البحر الأحمر.

وقال المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي، أفيخاي أدرعي، في منصة إكس، إن السفينة ليست إسرائيلية، وليس على متنها أي إسرائيلي، معتبرا اختطاف السفينة من قبل الحوثيين “حادثا خطيرا على المستوى العالمي”. وقال: “الحديث عن سفينة انطلقت من تركيا في طريقها للهند وعلى متنها طاقم دولي دوي أي إسرائيلي”.

فيما علق رئيس الوزراء الاسرائيلي، في تدوينة على منصة إكس معتبرًا “أن اختطاف الحوثيين لسفينة شحن بالقرب من اليمن في جنوب البحر الأحمر هو حادث خطير للغاية، وله عواقب عالمية. “غادرت السفينة تركيا في طريقها إلى الهند، وعلى متنها مدنيون من جنسيات مختلفة، وليس من بينهم الإسرائيليون. إنها ليست سفينة إسرائيلية.  ولا يوجد على متنها أي إسرائيلي. “ويوجد على متن السفينة 25 من أفراد الطاقم من جنسيات مختلفة، بما في ذلك الأوكرانية والبلغارية والفلبينية والمكسيكية”.

وهنا نسأل: ما تأثير وانعكاس هذا الحادث على مسار الصراع في الإقليم والعدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، وما هي ردة الفعل المتوقعة إزاء هذا؟

ما لا شك فيه أن هذا الحدث سيشكل منعطفًا في مسار الصراع في المنطقة، ويمثل بداية لتحولات استراتيجية سيشهدها هذا الصراع بمستوياته المختلفة؛ انطلاقًا من أن البحر الأحمر صار مغلقًا أمام السفن الإسرائيلية، وثانيًا: ما سينتج عن حادثة الاحتجاز هذه من تداعيات وردود فعل متوقعة؛ فطاقم ومَن كان على متن السفينة ينتمون لجنسيات مختلفة، وسيكون لدولهم، بما فيها الدولة التي سُجلت فيها السفينة، رد فعل، وربما يتم ترجمة الرد في مفاوضات للإفراج عنها وعن الطاقم، كما سيتكرر الحادث وسيتواصل احتجاز سفن أخرى.

وقبل ذلك لقد باتت اسرائيل أمام مشكلة حقيقية على صعيد حركة سفنها في البحر الأحمر، مما سيتسبب في نقل الصراع إلى مرحلة أخرى؛ متمثلة في احتمالية الرد العسكري، وقصف أهداف في اليمن سواءً من قبل إسرائيل أو أمريكا وربما من قبل تحالف دولي؛ وهنا سيكون رد الحوثيين المتوقع مزيداً من الصواريخ والطائرات المسيرة ضد أهداف إسرائيلية، وقد تمتد الحرب إلى اغلاق مضيق باب المندب… وحينئذ يكون الصراع قد دخل مرحلة أوسع.

في هذا اعتبر الباحث المصري، سامح عسكر، في تدوينة على منصة إكس، ما حصل “حدثا خطيرًا ومفصليًا (سينعكس) على خطوط التجارة ويهدد حركة الملاحة الدولية بالبحر الأحمر”.

وفيما يتعلق بردة الفعل؛ يرى أن “المجتمع الدولي صار أمام عدة خيارات:
  1. إما يعلن الحرب على اليمن وهذا صعب، فاليمن “حوت كبير ومستنقع لمن يدخله.
  2. وإما أن الغرب يضغط على إسرائيل بشكل عملي لوقف المجازر وهذا أسهل.
  3. وإما أن تعلن إسرائيل لوحدها الحرب على اليمن، وهذا الخيار سيؤدي لتدمير واحتجاز مزيد من سفنها.
  4. وإما أن أمريكا تتدخل عسكريا ووقتئذ الرد اليمني سيكون ضد السفن الأمريكية أيضًا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى