لصوص تحت الشمس ووطن جريح

> لم يعد السكوت مبررًا لكل صامت عما يحدث في الوطن الجريح.. وبدون جلد الذات التي تعود عليها البعض وتقديم الوطن قربانًا لهرطقاتهم بعدم التحرير، بسبب مجموعة من اللصوص كانوا ذات يوم يرفعون الراية الجنوبية زورًا، فأصبحوا قيادات أباحوا لأنفسهم مالم تبح لهم الشريعة والقانون، ورموا بكل المبادئ خلف ظهورهم.

إذا كان النضال هدف للوصول إلى الغاية الدنيئة، فتذكر من كنت وكيف كنت.. ألم تكن ذات يوم حافي القدمين في الساحة، فصرت اليوم من ذوي الأملاك؟

تقطّع حذاؤك، وبعت غنمك، وذهب زوجتك، لتذهب تنادي بالتحرير وترفع علم الجنوب، واليوم تعوض خسارتك بملايين الأضعاف التي خسرتها بصورة تشمئز منها النفوس السوية.

لن نجلد أنفسنا كما يفعل البعض، ويساوم بعدم عودة الجنوب بسبب مجموعة لصوص على عدد أصابع اليد، بل سنجلد جميع اللصوص والبلاطجة ولا نخاف في الله لومة لائم..

الجنوب قادم رغمًا عن أنف اللصوص ومناضلي نص كم، الذين كانوا يرتدون حذاءً صينيًا ممزقًا، فأصبحت لديهم أبراج عالية، ورغمًا عن أنف من يجلدون أنفسهم ويمجدون عصابات الحوثيين والإخوان، وما يدور في مناطقهم أشد وأفضع مما يدور في الجنوب، ولكن هناك شعبًا خانعًا ذليلًا، وهنا شعب حر يأبى أن تدنس كرامته وكرامة وطنه.

سلام على يوم مضى كانت فيه الشرطة في خدمة الشعب. أما اليوم فالشرطة أصبحت في خدمة اللصوص والمجرمين، ويتهافت من يرون أنفسهم مؤثرين ومشايخ، ليس لتطهير المجتمع من شرور البلاطجة، إنما للدفاع عنهم وإخراجهم من السجون، والأمن يقدم الخدمات والتسهيلات في كل مناطق الجنوب الجريح، خدمات فيها شك هات ثم اخرج وراسك مرفوع، والبريء يدفع الثمن عند من لا ثمن لهم، ولو كان مريضًا أو جريحًا فلن تجد أحدًا من أصحاب الوجاهات والمشايخ يتابع وراءه.

هذه هي الحقيقة وتستمر عملية الإجهاض للوطن المحرر، لإعادته إلى بيت الطاعة بواسطة أرذل الخلق المتاجرين بقضيته، في سوق نخاسة هدم المجتمعات وبيع المبادئ السامية والقيم الدينية الرفيعة.

أجزم يقينًا أني لو تعرضت للاعتقال بسبب منشوراتي، فلن أجد أحدًا من سفلة القوم يتابع علي، ويناصرني، بينما يهرعون بكل قواهم وأموالهم للمتابعة ومناصرة لص وضيع وحقير.

والأمن مع من يدفع أكثر.

أيها الجلادون لا تجلدوا أنفسكم، قسمًا بمن رفع السماء، بأننا لن نسكت على وطن حرره عشرات الآلاف من الشهداء بدمائهم الطاهرة، ليأتي أحقر اللصوص في مكان مسئولياتهم سخروها لمصلحتهم، ويشوهون الوطن الجنوبي والدماء الغزيرة التي أريقت من أجله، بغية تسليمه مرة أخرى لعصابات الاحتلال.

بلاطجة ولصوص في القمة، وشهداء في المقابر، وجرحى جيفت جروحهم في المنازل.

ومرضى مناصرين للجنوب أفنوا حياتهم من أجل الدفاع عن الجنوب، كتابًا ونشطاء، ينتظرون الموت في بيوتهم، تصم القيادة أذنيها عن سماع أنينهم، وتفتح أذنيها للمطبلين والمنافقين وحملة المباخر.

ولو أن أحدًا ناشدهم للعلاج لهرعوا إليه في يومين، إلى أي دولة، وليمُت الشرفاء في منازلهم. أكتب هذا وسأنزل في كل مركز ومديرية، فمن كان متضررًا من منشوري هذا فليأتِ لاعتقالي.

المناصب والامتيازات والحوافز والأموال للمجرمين والبلاطجة واللصوص.

والوطن الجنوبي الحر لكل الشرفاء المقهورين، الذين يسكبون دموع الحزن على ما وصل إليه وضع القيادة العامة، بالصمت المريب عن أعمال كل اللصوص والبلاطجة دون محاسبة.

وإن غدًا لن يكون مثل اليوم، سنطهر هذا اليوم وهذه اللحظة من زبالة ونجاسة، علقت بها، بثورة الغضب في الغد.

سآتي على عكازي رغم ألمي ومرضي، فاحجزوا لي بينكم مقعدًا أيها الشرفاء. بلغوها سيادة الرئيس عيدروس الزبيدي، وأنا على ثقة أنها لن تصله، لأن من يحجب بابه، هي الأذن الصماء والفم الأخرس والقلب الأجوف.

شياطين خرساء على أبوابك يا عيدروس..

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى