نازحون على شاطئ غزة.. ملوحة البحر تطهر جروح الحرب

> «الأيام» العين الإخبارية:

> رغم ملوحة مياهه، إلا أن شاطئ البحر المتوسط أصبح الملاذ الوحيد لتحلية حياة أهل غزة في أيام الهدنة الحالية.

أطفال غزة انتهزوا فرصة توقف القصف الإسرائيلي ليخرجوا من الملاجئ الضيقة إلى شواطئ البحر، لقنص لحظات استراحة عزيزة في زمن الهدنة القصيرة بين إسرائيل وحركة "حماس"، فيما جلس آباؤهم يفكرون فيما خلفته الحرب من مآسي في حياتهم.

وفي المياه الضحلة، قفز الأطفال مع الأمواج المتكسرة على الشاطئ، وراقبهم الكبار حفاة الأقدام على رمل البر.

وجلست أسماء السلطان، وهي امرأة نازحة من شمال غزة، جلست على الرمال تطوق بذراعيها والدتها التي انهمرت الدموع من عينيها في صمت.

ويعيش أكثر من 30 فردا من عائلة السلطان في مدرسة تابعة للأمم المتحدة في مدينة دير البلح كلاجئين مع مئات النازحين الآخرين.

وقالت أسماء إنهم جاءوا إلى الشاطئ ليروحوا ولو قليلا عن أنفسهم وهربا من تكدس المدرسة والأجواء الكئيبة والملوثة هناك.

لكنها أضافت أنهم حتى بعد أن جاءوا إلى الشاطئ مازالوا يحملون في صدورهم الاكتئاب الشديد ويغلبهم البكاء.

وأدت الحرب إلى نزوح مئات الآلاف من الأشخاص من ديارهم في شمال غزة الذي تركز عليه القصف الإسرائيلي والتوغل البري، وخاصة على شمال غزة، الذي هجره أغلب سكانه بحثا عن ملجأ في الخيام أو المدارس أو منازل الأصدقاء والأقارب في الجزء الجنوبي من القطاع.

وواجه النازحون من شمال غزة أوضاعا قاسية في الخيام والمدارس التي اكتظت باللاجئين في ظل ندرة المراحيض، ووقوفهم في طوابير طويلة يوميا للحصول على حصص صغيرة من الطعام والمياه ليتفاقم التأثير النفسي للقصف والنزوح.

وعلى شاطئ دير البلح، ظهر صف من أكواخ الصيادين في الخلف، باتجاه أسفل منحدر تتناثر فيه القمامة. وأقام بعض النازحين في أكواخ متداعية، وكانت هناك ملابس معلقة على حبال لتجف في الخارج.

وليد السلطان، أحد أقارب أسماء، كان يحاول إعداد شبكة للصيد بالقرب من الأكواخ قبل الخروج في قارب صغير للصيد، على أمل أن تسمح له الهدنة بالصيد في سلام.

وقال إنه لم يحمل معه شيئا حين أخرجه القصف الإسرائيلي من منزله وظن أن بوسعه العيش على صيد الأسماك، لكن الحراس الإسرائيليين منعوه من ذلك وأطلقوا النار عليه.

وانتهز بعض النازحين فرصة هدنة الأيام الأربعة التي بدأت يوم الجمعة الماضي لزيارة طلل منازلهم، لكن آخرين أقعدهم الخوف عن العودة إلى الشمال الذي تحول جزء كبير منه إلى خرائب.

وأعرب حازم السلطان زوج أسماء عن خوفه مما يخبئه المستقبل لهم بعد انتهاء هذه الأيام الأربعة.

وقال إنه وذويه لم يجرؤوا على التوجه شمالا مخافة أن يطلق الجنود الإسرائيليون النار عليهم وعلى أطفالهم.

وتنتهي اليوم الإثنين هدنة الأيام الأربعة، وسط جهود دولية حثيثة لتمديدها.

وبدأت الحرب بهجوم مسلح غير مسبوق شنته حركة حماس على جنوبي إسرائيل أسفر عن مقتل 1200 شخص غالبيتهم مدنيون قضى معظمهم في اليوم الأول للهجوم، وفق السلطات الإسرائيلية.

كما أسرت حماس خلال هجومها 240 رهينة واقتادتهم إلى قطاع غزة.

وردّت إسرائيل بقصف مكثف على قطاع غزة ترافق منذ 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي مع عمليات برية واسعة داخل القطاع، ما تسبّب بمقتل نحو 15 ألف شخص.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى