صنعاء تطالب الرياض بخطوات تنفيذية لاتفاق التسوية اليمنية

> صنعاء «الأيام» القدس العربي:

>
​أعلن الحوثيون إن مفاوضاتهم مع الرياض قطعت شوطًا هامًا على طريق السلام، وطالبوا "قيادة التحالف" بالانخراط العملي فيما سمّوه "إجراءات بناء الثقة"، وذلك بالتزامن مع لقاء عقده وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان، بالمبعوث الأممي الخاص لليمن هانس جروندبرج، يوم الخميس، ويشير إلى عزم الرياض على طي صفحة الحرب هناك، والمضي صوب توقيع الأطراف اليمنية على اتفاق خارطة الحل.

يأتي هذا في ظل إصرار حركة "أنصار الله" الحوثيين على المضي فيما تسميه إجراءات بناء الثقة، وهي ترتيبات إنسانية واقتصادية تمثل معظم بنود المرحلة الأولى من الاتفاق، التي تتضمن وقف العمليات العسكرية بشكل كامل في الداخل اليمني والهجمات العابرة للحدود، وفتح كلي للمطارات دون تحديد وجهات معينة، ورفع كامل للقيود عن الموانئ أمام حركة الملاحة البحرية، وفتح كافة الطرقات والمعابر في عموم محافظات البلاد، وصرف مرتبات الموظفين في القطاع العام، على أن يتم تغطية ذلك من قبل السعودية كمرحلة أولى مزمنة، ومن ثم يتم تغطية المرتبات من صادرات النفط والغاز، وإطلاق سراح كافة الأسرى والمعتقلين، وتوحيد البنك المركزي اليمني.

ووفق مصادر سياسية يمنية، فإنه من المرجح أن الرياض وصلت إلى تفاهمات مع الحوثيين، فيما يتعلق بجوانب الخلاف ذات العلاقة بالمرحلة الأولى، بما فيها المرتبطة بمقر البنك المركزي، لكن يبقى الأمر يتطلب موافقة على ترتيبات المراحل الثلاث للاتفاق، بما فيه ذات العلاقة بالحوار اليمني - اليمني وغيرها ممن تصطدم بعراقيل عديدة.

والتقى وزير الدفاع السعودي، أمس، بالمبعوث الأممي الخاص لليمن الذي اختتم، الأربعاء، زيارة للعاصمة العمانية. ورجحت مصادر يمنية أن المبعوث قد تسلم من الجانب السعودي مسودة الاتفاق الذي تم التفاهم عليها مع الحوثيين والحكومة المعترف بها، ليتولى الجانب الأممي وضع الإجراءات العملية لتنفيذها، وترتيب موعد التوقيع على الآلية التنفيذية المزمنة للاتفاق.

وفي صفحته على منصة "إكس"، قال وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان، عن لقائه مع جروندبرج: "استعرضنا جهود السعودية لدعم السلام وخارطة الطريق بين الأطراف اليمنية للتوصل إلى حل سياسي شامل لإنهاء الأزمة اليمنية تحت إشراف الأمم المتحدة، يحقق السلام الشامل ويضمن استدامته". وقال بيان مكتب المبعوث الأممي عن اللقاء، إنه تمت مناقشة التقدم المحرز نحو اتفاق أطراف النزاع في اليمن على إجراءات من شأنها تحسين الظروف المعيشية لليمنيين، ووقف مستدام لإطلاق النار يشمل عموم اليمن، واستئناف عملية سياسية يمنية-يمنية جامعة تحت رعاية الأمم المتحدة".

وأكد الحوثيون أنهم أنهوا "شوطًا مهمًا" من مفاوضاتهم مع الرياض على طريق السلام، مطالبين بالانخراط العملي في "تنفيذ إجراءات بناء الثقة".

وقال رئيس المجلس السياسي بصنعاء، مهدي المشاط، في خطاب متلفز يوم أمس: "أذكِّر قيادةَ التحالف بأننا قد قطعنا مع بعض شوطًا مهمًا على طريق السلام، ولم يعد هناك أي مبرر لأيِّ تردد أو تمنعٍ عن الانخراطِ العمليِ في إجراءات بناءِ الثقةِ، وخاصةً فيما يتعلق بالجانبين الإنساني والاقتصادي"، حد تعبيره.

وطالب بجدولة "الخُطواتِ التنفيذيةِ والبدء الفعليِ في معالجةِ ملف الأسرى ورفع القيود عن الموانئ والمطارات اليمنية وكل القضايا بما في ذلك ترتيبات الانسحاب من الأراضي والمياه اليمنية في أقربِ وقت”، حد قوله.
وكان المبعوث الأممي الخاص لليمن قد أنهى، الأربعاء الماضي، زيارة للعاصمة العُمانية مسقط التقى خلالها بعدد من المسؤولين العمانيين ورئيس الوفد التفاوضي للحوثيين محمد عبد السلام.

وقال بيان صادر عن مكتب جروندبرج، إن هذه الجهود "تأتي في سياق تعزيز عملية السلام في اليمن". كما التقى جروندبرج ممثلين عن مختلف الأحزاب السياسية اليمنية. وركزت اللقاءات حسب البيان "على سبل التقدم نحو حل سياسي يعكس تطلعات وأولويات كافة مكونات المجتمع اليمني". وكان تقرير لجنة الخبراء الدوليين المعني باليمن (ديسمبر 2022- نوفمبر 2023) قد استبعد تحقيق السلام في اليمن في المدى القريب، لكنه أكد على أهمية المضي في اتفاقات تُعزز من بناء الثقة.

في السياق، جدد رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي وعضو مجلس القيادة الرئاسي عيدروس الزُبيدي، مطالبته بانفصال جنوب اليمن عن شماله. جاء ذلك في كلمة بمناسبة الذكرى السادسة والخمسين لاستقلال جنوب اليمن عن المستعمر البريطاني وقيام جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية في 30 نوفمبر 1967. ودعا "العالم الحر والمنظومة الدولية المؤمنة بحقوق الشعوب في تقرير مصيرها لدعم تطلعات شعبنا في استعادة وبناء دولته".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى