> "الأيام" العرب:
تشير كثافة الحراك الأممي على محور صنعاء – مسقط – الرياض إلى بلوغ جهود السلام في اليمن مرحلة متقدّمة تصفها مصادر يمنية متعدّدة بالمنعطف الحاسم نحو توقيع اتّفاق وشيك يرسي تهدئة دائمة تفتح الباب لعملية سلام جادّة.
وتدعم تلك الإشارةَ نبرةُ التفاؤل التي طبعت خطاب المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ في جولته الأخيرة بين العاصمتين العمانية والسعودية، حيث كانت له لقاءات بمسؤولين عمانيين وممثلين لحكومة الحوثيين، فضلا عن لقائه في الرياض بوزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان.
وكان الأمير خالد قد استقبل غروندبرغ إثر زيارة الأخير إلى سلطنة عمان التي تقود وساطة بين السعودية والحوثيين مكّنت من تحقيق قفزات في الملف اليمني أهمّهما جمع الطرفين في لقاءين مباشرين، جرى الأوّل في صنعاء خلال شهر أبريل من العام الجاري، وجرى الثاني في الرياض خلال شهر سبتمبر الماضي.
وعلّق وزير الدفاع السعودي على لقائه الأخير بالمبعوث الأممي بالقول عبر منصة إكس “التقيت غروندبرغ واستعرضنا جهود المملكة لدعم السلام وخارطة الطريق بين الأطراف اليمنية للتوصل إلى حل سياسي شامل لإنهاء الأزمة، تحت إشراف الأمم المتحدة، يحقق السلام الشامل ويضمن استدامته”.
ومن جهته قال غروندبرغ في بيان إنه ناقش في العاصمة الرياض “التقدم المحرز نحو اتفاق أطراف النزاع في اليمن على إجراءات من شأنها تحسين الظروف المعيشية لليمنيين، ووقف مستدام لإطلاق النار يشمل عموم البلاد، واستئناف عملية سياسية يمنية – يمنية جامعة تحت رعاية الأمم المتحدة”.
وتحّدث السياسي اليمني عبدالعزيز العقاب عن اتّفاق مكتمل بشأن السلام في اليمن ينتظر الإعلان عنه قريبا. وقال عبر حسابه في منصّة إكس “نبارك نجاح المفاوضات والوصول إلى الاتفاقيات النهائية، وندعو إلى سرعة إعلان ذلك والتوقيع النهائي وسرعة التنفيذ العملي والدخول في أجواء السلام الحقيقية بما يهيئ الأجواء الإيجابية للخطوات المقبلة”، معتبرا أن “المنطقة تحتاج إلى السلام والمرحلة تستدعي ذلك وعلى الجميع انتهاز الفرصة بكل ثقة ومصداقية”.
وأشار في تعليقه إلى أنّ “الاتفاق الذي اكتمل ويجري الترتيب لإعلانه بصورة نهائية هو نتيجة جهود ومحادثات منذ شهور سابقة بوساطة عمانية ومساندة من دول شقيقة وصديقة، وليس وليد اللحظة، وجرت محاولات كثيرة لعرقلته ولكن الجميع اليوم أصبح مدركا أن السلام أصبح ضرورة وأن إضاعة الفرصة ستكون خسارة كبيرة للمنطقة”.
وقامت سلطنة عمان، بفضل احتفاظها بعلاقات جيّدة مع جماعة الحوثي وكذلك مع إيران التي تقول جهات يمنية وإقليمية إنّها تدعم الجماعة وتؤثّر بشدّة في قراراتها، بدور كبير في إحداث تقدّم ملحوظ في جهود السلام باليمن.
والأربعاء الماضي اختتم غروندبرغ زيارة إلى السلطنة عقد خلالها مباحثات حول دفع عملية السلام في اليمن شملت مسؤولين عمانيين وكبير مفاوضي جماعة الحوثي محمد عبدالسلام.
وفي اليوم نفسه أعلنت جماعة الحوثي أنها قطعت مع التحالف الذي تقوده السعودية شوطا مهما في طريق السلام.
ومنذ أكثر من عام يشهد اليمن تهدئة للحرب التي بدأت قبل أكثر من تسع سنوات بين القوات الموالية للحكومة، مدعومة بالتحالف المذكور، وقوات الحوثيين المدعومين من إيران والمسيطرين على محافظات ومدن بينها العاصمة صنعاء منذ سنة 2014.
ولا تزال المعلومات عن الاتفاق بشأن السلام اليمني شحيحة. لكن المؤكّد، وفق بعض المصادر، أنّ مداره الأساسي إنساني واقتصادي بالدرجة الأولى وأنّه لا يشكّل اتفاق سلام مكتملا بقدر ما يمثّل تمهيدا للبدء لاحقا في عملية أوسع نطاقا تشمل المسائل السياسية وطريقة إدارة البلاد وتقاسم السلطة.
ورغم عدم حسم الاتفاق المرتقب للمسائل الجوهرية فقد رأت مصادر يمنية أنّ ما سيعلن عنه خلال الفترة القريبة القادمة يشكّل خطوة لا يستهان بها لجهة كونه يلغي عامل القوّة واستخدام السلاح لحسم الصراع في اليمن، بعد توصّل أهم الأطراف المتدخّلة فيه إلى قناعة بعدم إمكانية تحقيق انتصار ساحق من شأنه أن يشل حركة الطرف المقابل وينهي دوره بالكامل.
ومع ذلك لا يخلو المسار الذي سلكته جهود السلام في اليمن من نقاط ضعف، لعلّ من أبرزها عدم إشراك عدّة جهات يمنية فاعلة قد لا تكون موافقة بالضرورة على ما تمّ التوصّل إليه، ومن ثَمّ قد تشكّل حجر عثرة في طريق تنفيذه.
ولم تتأخر الاعتراضات على اقتصار محادثات السلام على جهات يمنية دون أخرى، في الظهور حيث أصدر التحالف الوطني للأحزاب والقوى السياسية اليمنية بيانا قال فيه إنّ “تغييب المكونات الوطنية عن المشاركة في صنع التوافقات لا يمكن أن يفضي إلى تحقيق سلام حقيقي ومستدام”.
وأضاف التحالف الذي يتشكّل من عدّة أحزاب مختلفة المشارب والتوجّهات في بيانه أنّ “أي جهود إقليمية أو دولية أو أممية لا ترتكز على مشاركة القوى الوطنية الحقيقية المعبرة عن الكتلة الشعبية لن تنجح وستهدر المزيد من الفرص التي يجب التنبيه بأن ضياعها سيجلب مزيدا من المآسي على اليمنيين وعلى الإقليم وعلى الأمن العالمي”.
وتدعم تلك الإشارةَ نبرةُ التفاؤل التي طبعت خطاب المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ في جولته الأخيرة بين العاصمتين العمانية والسعودية، حيث كانت له لقاءات بمسؤولين عمانيين وممثلين لحكومة الحوثيين، فضلا عن لقائه في الرياض بوزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان.
وتعليقا على الحراك الأممي المتسارع بشأن الملف اليمني، قال وزير الخارجية اليمني الأسبق أبوبكر القربي عبر حسابه في منصّة إكس إنّ لقاءات غروندبرغ في عُمان وحرصه على إنهاء ملف الأسرى واستعجال ذهابه إلى الرياض تشير إلى أن المملكة السعودية قد استكملت تفاهماتها مع صنعاء لتسلم التفاهمات إلى المبعوث الأممي من أجل وضع الآلية التنفيذية لها، مع احتمال الإعلان عنها أو التوقيع عليها في أوائل ديسمبر الجاري.
وعلّق وزير الدفاع السعودي على لقائه الأخير بالمبعوث الأممي بالقول عبر منصة إكس “التقيت غروندبرغ واستعرضنا جهود المملكة لدعم السلام وخارطة الطريق بين الأطراف اليمنية للتوصل إلى حل سياسي شامل لإنهاء الأزمة، تحت إشراف الأمم المتحدة، يحقق السلام الشامل ويضمن استدامته”.
ومن جهته قال غروندبرغ في بيان إنه ناقش في العاصمة الرياض “التقدم المحرز نحو اتفاق أطراف النزاع في اليمن على إجراءات من شأنها تحسين الظروف المعيشية لليمنيين، ووقف مستدام لإطلاق النار يشمل عموم البلاد، واستئناف عملية سياسية يمنية – يمنية جامعة تحت رعاية الأمم المتحدة”.
وتحّدث السياسي اليمني عبدالعزيز العقاب عن اتّفاق مكتمل بشأن السلام في اليمن ينتظر الإعلان عنه قريبا. وقال عبر حسابه في منصّة إكس “نبارك نجاح المفاوضات والوصول إلى الاتفاقيات النهائية، وندعو إلى سرعة إعلان ذلك والتوقيع النهائي وسرعة التنفيذ العملي والدخول في أجواء السلام الحقيقية بما يهيئ الأجواء الإيجابية للخطوات المقبلة”، معتبرا أن “المنطقة تحتاج إلى السلام والمرحلة تستدعي ذلك وعلى الجميع انتهاز الفرصة بكل ثقة ومصداقية”.
وأشار في تعليقه إلى أنّ “الاتفاق الذي اكتمل ويجري الترتيب لإعلانه بصورة نهائية هو نتيجة جهود ومحادثات منذ شهور سابقة بوساطة عمانية ومساندة من دول شقيقة وصديقة، وليس وليد اللحظة، وجرت محاولات كثيرة لعرقلته ولكن الجميع اليوم أصبح مدركا أن السلام أصبح ضرورة وأن إضاعة الفرصة ستكون خسارة كبيرة للمنطقة”.
وقامت سلطنة عمان، بفضل احتفاظها بعلاقات جيّدة مع جماعة الحوثي وكذلك مع إيران التي تقول جهات يمنية وإقليمية إنّها تدعم الجماعة وتؤثّر بشدّة في قراراتها، بدور كبير في إحداث تقدّم ملحوظ في جهود السلام باليمن.
والأربعاء الماضي اختتم غروندبرغ زيارة إلى السلطنة عقد خلالها مباحثات حول دفع عملية السلام في اليمن شملت مسؤولين عمانيين وكبير مفاوضي جماعة الحوثي محمد عبدالسلام.
وفي اليوم نفسه أعلنت جماعة الحوثي أنها قطعت مع التحالف الذي تقوده السعودية شوطا مهما في طريق السلام.
ومنذ أكثر من عام يشهد اليمن تهدئة للحرب التي بدأت قبل أكثر من تسع سنوات بين القوات الموالية للحكومة، مدعومة بالتحالف المذكور، وقوات الحوثيين المدعومين من إيران والمسيطرين على محافظات ومدن بينها العاصمة صنعاء منذ سنة 2014.
ولا تزال المعلومات عن الاتفاق بشأن السلام اليمني شحيحة. لكن المؤكّد، وفق بعض المصادر، أنّ مداره الأساسي إنساني واقتصادي بالدرجة الأولى وأنّه لا يشكّل اتفاق سلام مكتملا بقدر ما يمثّل تمهيدا للبدء لاحقا في عملية أوسع نطاقا تشمل المسائل السياسية وطريقة إدارة البلاد وتقاسم السلطة.
ورغم عدم حسم الاتفاق المرتقب للمسائل الجوهرية فقد رأت مصادر يمنية أنّ ما سيعلن عنه خلال الفترة القريبة القادمة يشكّل خطوة لا يستهان بها لجهة كونه يلغي عامل القوّة واستخدام السلاح لحسم الصراع في اليمن، بعد توصّل أهم الأطراف المتدخّلة فيه إلى قناعة بعدم إمكانية تحقيق انتصار ساحق من شأنه أن يشل حركة الطرف المقابل وينهي دوره بالكامل.
ومع ذلك لا يخلو المسار الذي سلكته جهود السلام في اليمن من نقاط ضعف، لعلّ من أبرزها عدم إشراك عدّة جهات يمنية فاعلة قد لا تكون موافقة بالضرورة على ما تمّ التوصّل إليه، ومن ثَمّ قد تشكّل حجر عثرة في طريق تنفيذه.
ولم تتأخر الاعتراضات على اقتصار محادثات السلام على جهات يمنية دون أخرى، في الظهور حيث أصدر التحالف الوطني للأحزاب والقوى السياسية اليمنية بيانا قال فيه إنّ “تغييب المكونات الوطنية عن المشاركة في صنع التوافقات لا يمكن أن يفضي إلى تحقيق سلام حقيقي ومستدام”.
وأضاف التحالف الذي يتشكّل من عدّة أحزاب مختلفة المشارب والتوجّهات في بيانه أنّ “أي جهود إقليمية أو دولية أو أممية لا ترتكز على مشاركة القوى الوطنية الحقيقية المعبرة عن الكتلة الشعبية لن تنجح وستهدر المزيد من الفرص التي يجب التنبيه بأن ضياعها سيجلب مزيدا من المآسي على اليمنيين وعلى الإقليم وعلى الأمن العالمي”.