YES OR NO

> من الوهلة الأولى التي نسمع أو نقرأ أو نشاهد فيها مثل هذا التساؤل، يتبادر إلى أذهاننا أننا أمام جلسة استجواب أنت متهم فيها بارتكاب فعل يرتقي لمستوى خطير يتم نشره بين أوساط المجتمع ومحيطه .. المساءلة اليوم لم تعد تحكمها القوانين ولا الأحكام العدلية بل مفهوم واحد يسيطر على كافة مفاصل حياة هذه المجتمعات، و يرسي و للأسف ثقافة كان العالم يرغب في نسيانها وإيقاف النتائج الخطيرة التي تؤدي لها. سؤال بسيط، في نظر قائله الذي يتحكم في مصير الآخر وهو يتشدق بكونه صاحب المثل والقيم الحضارية، وهو يمارس خلاف ذلك فعلًا وقولًا، وعلى مرأى و مسمع كل العالم وهيئاته الدولية! سؤال بسيط في بنيته لكنه خطير في عمق الفكرة التي يرغب القائمين عليها، وهم يستحوذون أيضًا على نتائجها التي يرغبون في تحقيقها، حفاظًا على مصالحهم المتشابكة مع بعضهم البعض. فهل أنت معي أم ضدي؟

أجب .. بلا أو نعم؟ لا مجال للتأويل؟!

سؤال قد يعمل على إزاحتك من المشهد و يرسلك إلى الجحيم و المراحل الأولى من بدايات حياتك. فالاتهام جاهز والمساءلة تم وضع التجهيزات المتصلة بها، والإدانة أيضًا تم الأخذ بها وستكون في مواجهتها!! كيف لإنسان أن يتصور هذا البديل المشين في تقديرات حياته برمتها،

وأن تكون هي حاضره ومستقبله الذي كان يتأمله من سنوات، ويضع فيها لبناته الأولى لتحقيق أحلامه. فالحلم أضحى كابوسًا تزدريه الإنسانية والكون أجمع.

بسؤال تم فيه اختصار حياة الناس و كرامتهم وحقوقهم لمجرد قول الحقيقة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى