باغتيالها موسوي.. إسرائيل: سنفرض على إيران وأذرعها واقعاً جديداً

> «الأيام» القدس العربي:

>  لاقى الجنرال الإيراني رضى موسوي حتفه في قلب دمشق. لم تتحمل إسرائيل مسؤولية اغتياله، لكن الإيرانيين سارعوا إلى اتهامها بأنها تقف خلف عملية التصفية الدقيقة التي أصابت أحد العواميد الفقرية للقيادة الإيرانية العليا في سوريا. لقد كان الجنرال موسوي مسؤولاً مركزياً عن نقل السلاح والبنى العسكرية التي تشكل الأساس لتهديد “حزب الله” – كرأس حربة التهديد الإيراني في أراضي جيراننا. يجسد عمله عمق التدخل الإيراني، التي تقف على رأس محور الشر الذي يضع لنفسه إبادة إسرائيل هدفاً أعلى. هذه رؤياه المزعومة وفقاً للأمر الديني، وذلك من خلال جعل إيران دولة حافة نووية (يمكنها، بناء على قرارها، تطوير سلاح نووي)، من خلال تطوير قدرات باليستية (صواريخ، مقذوفات صاروخية، طائرات مسلحة بدون طيار وصواريخ جوالة لمدايات مختلفة) ومن خلال إقامة بيانات مرعية (وكيلة) تنمو كورم سرطاني على حساب الدول الشرعية التي توجد فيها. هكذا، أقامت في شمال إسرائيل حزب الله ستان” التي تحت تصرفها 150 ألف صاروخ، ومئات الصواريخ الدقيقة وغيرها من القدرات. لقد تحول “حزب الله” إلى كيان مستقل في لبنان الواهن والموشك على الانهيار، وزعيمه نصر الله هو الذي يقرر متى تتورط بلاده في مواجهة مع إسرائيل ومدى المواجهة، حتى بدون تشاور رسمي مع حكومة لبنان الشرعية.

في حربه ضد إسرائيل الآن، لا يزال “حزب الله” يتخذ جانب الحذر من مواجهة شاملة واسعة، وذلك بسبب الخوف من مدى رد فعل الجيش الإسرائيلي، وربما أيضاً بسبب الردع الأمريكي. رد فعل الجيش الإسرائيلي في الشمال مبهر جداً، ولعله يؤدي إلى خلق واقع جديد في جنوب لبنان، لكن تنوع قدرات “حزب الله” يتجسد كون التهديد الإيراني هو التحدي الأمني المركزي لإسرائيل.

ما الذي يمكن عمله حيال إيران و”حزب الله”؟ بداية، إن هزيمة حماس في غزة إلى جانب إعادة المخطوفين، سترفعان مستوى الردع الإسرائيلي حيال عناصر المحور الإيراني. في الجبهة الشمالية، أعمال الجيش الإسرائيلي ضرورية لخلق واقع آخر يتمكن سكان المنطقة في إطاره العودة إلى بيوتهم، إلى جانب ذلك يجب الاستعداد لمواجهة شاملة مع “حزب الله” حتى وإن كان بجداول زمنية مختلفة عما يعتقده البعض؛ وذلك لأن الاستعدادات يجب أن تشمل، إلى جانب بناء قوة عسكرية، تنسيقاً استراتيجياً عميقاً وواسعاً مع الولايات المتحدة أيضاً حيال التهديد الإيراني بكل عناصره.

بالتوازي، إسرائيل ملزمة بطرح كون إيران دولة حافة نووية في مقدمة جدول الأعمال العالمي. فمهاجمة ناقلة الكيماويات على مسافة 300 كيلومتر غربي الهند يجسد المخاطر الواسعة التي ينطوي عليها هذا النظام. إلى جانب ذلك، بالتوازي مع تقدم الحرب في غزة، باتت إسرائيل ملزمة بإقامة محور على أساس دول عربية مختلفة – مصر، الأردن، الإمارات، المغرب، ولاحقاً السعودية. أساس ذلك موجود؛ فالولايات المتحدة معنية برعاية هذا الأمر، لكن هذا يستوجب استراتيجية خروج في غزة لمنع وضع يصبح فيه الجيش قوة حاكمة في القطاع المدمر. فإعمار غزة في هذا الإطار سيمنح قوة للمحور السياسي.

هذا هو الوقت لقوة استراتيجية تستند إلى قوة عسكرية وإلى حكمة استراتيجية سياسية.

 عاموس جلعاد

 يديعوت أحرونوت

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى