​ما قام به (الأ ن ص ا ر) في 2014م هو استعادة لحقهم المشروع والمغتصب

>
المشكلة في اليمن ليست بجديدة، إنما هي (فكرية ثقافية) قامت عليها مئات الحروب خلال أكثر من ألف سنة، وسفكت عليها دماء أجيال متتالية، وصار معظم اليمن أوقافًا، بعضها لمقابر تلك الصراعات الدموية.

وما يقوم به البعض اليوم ليس إلا امتدادًا لتلك الصراعات القديمة، المبنية على أساس مبدأ (الحق الإلهي، والاختصاص)، فهم لا يؤمنون بالواقع ومتطلبات العصر، بل يعتبرون الواقع من حولهم كله خطأ؛ لأنه ليس مبنيًا على أساس هذا المبدأ، والتي تعني في نظرهم (القيادة العامة وحصرها في فئة).

ليس على مستوى اليمن فقط وإنما في كل الدول الإسلامية، وبالتالي فإن ما قاموا به في (2014م) من الاستيلاء على السلطة لا يعد انقلابًا في نظرهم وإنما استعادة لحقهم المشروع والمغتصب من قبل الغير وعلى هذا تدور المعارك وتسفك الدماء لإعادة هذ الحق لأصحابه، ومن ينازعهم هذ الحق فهو في نظرهم ينازع الله في مقتضى حكمته واختياره. ومن هذا المنطلق اعتبروا قتالهم على السلطة جهادًا في سبيل الله، ومن قُتل في سبيل استعادة هذا الحق فهو شهيد، وعلى هذا الأساس  دارت المعارك وشيدت المقابر وسيستمر التشييد لها؛ لأنها المشروع الوحيد؛ إذ لا يوجد لديهم قضية ثانية يقاتلون من أجلها.

فلا عدل أقاموه، ولا تحسين وضع المواطن حققوه، فما كان في عهد النظام السابق أفضل بكثير مما هو حاصل الآن!

وبناءً على ذلك فلا يمكن أن يقبلوا بتسوية سياسية ويتنازلون عن هذا الحق؛ حتى لو تنزلت عليهم ملائكة من السماء أو أسقطت السماء عليهم كسفًا، ومن يعتقد أنهم سيقبلون بتسوية سياسية عبر التفاوض فهو يجهل بالواقع ويحتاج لمراجعة خلفياته الثقافية والفكرية من جديد؛ إذ كيف سيقبلون بمشاركة سياسية عبر الحوار وهم فتحوا حرب (تسع سنوات) رفضًا لأي تسوية تفضي للشراكة.

لقد عملوا على تطويل الحرب تسع سنوات؛ ليثبتوا أنفسهم على صنعاء، ويثبتوا موظفيهم في أهم مفاصل الدولة.
وها هم يفتحون حربًا في البحر الأحمر لمناصرة "غ، ز، ة" كما يدعون؛ لكنهم يحشدون لاقتحام مأرب والجنوب.

وياليت أنهم سيكتفون بذلك ويبنون دولة، وإنما سيفتحون حربًا مع  دول أخرى إما مع المملكة لاستعادة مكة أرض الآباء والأجداد أو غيرها، وهكذا سيعيشون حروبًا لا تنتهي؛
لأن مشروعهم أساسًا إنما هو الحرب.. من أجل الحرب...

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى