البحر الأحمر.. سرديات العام الجديد

> تنقضي الأيام بسرعة و نحن نترقب دخول الساعات الأولى للعام الجديد 2024 وهو يحمل تبعات عام 2023.

وهو يسرد لنا حروبًا و تغييرات تشهدها المنطقة العربية و ما وراء البحار، والشواهد على ذلك كثيرة، بل أكثر تحديدًا.. تتمثل في حرب روسيا وأوكرانيا ومآلات تلك الحرب على أوروبا تحديدًا والتحديات التي ترافق قوة الاتحاد الأوروبي، وانتشار الجريمة المنظمة والتسابق على وجهات محددة في العالم، حيث تتركز مناطق النفط ومصادر الطاقة والمتجددة منها، كل ذلك يشكل دوافع سياسية وراء تحجيم الآخرين، ونحن نرى ونسمع العديد من اللقاءات والمشاورات والمؤتمرات الدولية والإقليمية بهذا الشأن، فالتعدد في المحاور ولعبة الاستقطابات الجارية هي التي تحدد شكل ومصير النظام العالمي الجديد.

حرب غزة لوحدها شكلت فارقًا في معطيات جديدة تعمل على تطوير النظريات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، لأن ذلك هو ما يرتكز عليه في اللعبة الدولية. لذلك، نرى كيف يمكن للدول الكبرى وهيمنتها، ومتى تتشابك مصالحها، ومتى يمكن لها أن تختلف! فالواقع على الأرض هو ما يحدد ويقرر مصير هذه البقعة أو تلك من العالم، كما أن سياسة التوازنات التي تتبع في النظام العالمي هي ما تحدد المسارات الثلاث (سياسيًا، اقتصاديًا، اجتماعيًا) ورسم العلاقات مع الآخر. فبين التقرير والاختيار يقع المصير.

هذا ما سيكون عليه العالم وبالذات منطقتنا العربية. الحلول الوسط قد تغيب، وفي المقابل سيحل محلها رؤية تصاعدية ثابتة، ومن ثم القبول النهائي.

أما البحر الأحمر وتهديد الأمن والسلامة للملاحة الدولية فيه، فهو منطقة التقاء دولي،لا عاصم فيه لأحد إلا عبر تعزيز دور الشراكة والحماية والتأمين. ومحاولة التغيير في أنماطه ومساراته تلك، أو محاولة الخدش فيه هو خطوة نحو الانتحار. التموضع في ممر مائي بقصد الإضرار بمصالح دولية متعددة الجنسيات، تحت شعارات دينية أو عرقية أو استغلال العاطفة الجياشة، لن تكون الستار أو الجدار الحامي، ولن تعفي صاحبها من أن يقبل في نهاية المطاف بما يملى عليه من الإقليم أو خارج حدوده.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى