مجلس العموم في عدن والحموم في المكلا
> أعجبتني اللفظة الجديدة أو مصطلح مجلس عموم أطلقها المجلس السياسي الانتقالي في عدن على نفسه، أراد أن يتشبه بما هو الحال عليه في دول ذات حكم ملكي أو وراثي، وهو لم يبتعد من حيث التسمية وإطلاقها في فضاء عدن، إذا عرفت عدن مجلس عموم عدني سابق منذ خمسينات القرن الماضي، وعاصره وجلس على مقاعده رجال عدنيون بارزون، وأهل فطنة وذوو رجاحة قبضوا على جمر الزمن، وإن رحلوا بعد تاريخ مشهود ومكتوب على جبال عدن وطينها.
حضرموت والحموم وعدن والعموم هما رهانا سباق، من يصل الأول، هناك تسمية متاح سرقتها، لأنها وهي إن لم تكن في عدن فقد سبقت في نيروبي، والجامع وبعد أن كوي بانشقاق قادة الانتقالي منذ فترة، ولكنه تشافى وعاد أكثر حدة وصراحة، ويبدو أن للحموم الحضارم كلمة حانت ونضجت، إن حضرموت لم تعد رضيعة تحتاج من يعتني بها.وإذا أرادت عدن العموم، فالمكلا لديها الحموم.
ومسألة العمومية هذه الحقيقة هي بمثابة بحث عن إطلاق مقدمات لظهور الدولة التي ينشدها الانتقالي، ويطالب بها في الجنوب منذ نشأ، مكملًا مع غيره جهد ونضال وكفاح وأمل أهل الجنوب وتضحياته.
إنما هل كل الساحة تتسع لهذا العموم، الأمر هنا ليس هبيش وسمر يراد منه إظهار الفرح والسرور عقب نجاح مأمول، بقدر ما هو حالة أقرب للعرض السينمائي بكل ما تعنيه الكلمة، والعذر هنا هو أن المحاربين في خنادق الاستحقاق لمطالبهم لا وقت لديهم إذ أن الحراك كله أصبح يستعد لدور قادم ما بعد كل هذه الأحداث وخصوصًا غزة وباب المندب والحلول المرتقبة، مازالت المسافة تحتاج ركض و لا وعد في الأفق يلوح غير تقوية جبهة الداخل أو العموم كما أطلق وسمي.
وليس بعيدًا عن عدن، هناك حضرموت كلها أو ماذا يرى الحموم الذي يحكم زعيمهم قبضته على مكون كبير وقوي بأنصاره هو مؤتمر حضرموت الجامع، ويترأسه منذ ظهوره زعيم الحموم عمرو بن حبريش، وله قيادة وقد احتفل بذكراه قبل أيام، وجرت فعاليات واسعة توجت بخطاب حضرمي صريح، أن حضرموت لن تخضع لأحد ولن تنقاد، وأنها صاحبة قرارها وهي تنظر إلى كل ما يدور بحذر شديد، ورد هذا في خطاب حنان طنان قاله المقدم ورئيس الجامع الحضرمي، وفيه رسالة واضحة، وهي خلاصة تجاذبات ما بين الجامع والانتقالي، وكذا الجامع الحضرمي ومشروع المجلس الوطني الحضرمي، الذي يطبخ في الرياض وتحت عباءات كثيرة، وقد نأ عمرو بن حبريش بنفسه عن قيادته أو أعلن نفيه كما نشر.