​حمل اللقب العلمي ظاهرة أم ضرورة؟

> سيتساءل البعض من قراء الصحف عن سبب عنوان هذا المقال وموضوعه الذي سأتناوله، وهل أصبح حمل اللقب العلمي شرطًا أساسيًا للعمل أو الترقي حتى يتم استيعاب صاحبه ؟! فمن الملاحظ في واقعنا المعاصر، أن هناك العديد من الهيئات والمؤسسات والمراكز الحكومية أو غيرها أو حتى من مختلف الكيانات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، تبحث عن من يحمل لقبًا علميًا يميزه عن أقرانه أو غيرهم من المعينين أو بسبب ارتباطات معينة لتجميل الصورة أمام الغير.

نعم تنص تشريعات الخدمة المدنية في أي مكان من العالم على بيان مستويات ودرجات شغل الوظيفة العمومية أو الخاصة أو استقطاب أصحاب وحملة تلك الألقاب في تخصصاتهم، التي قد كانوا تحصلوا عليها سواء من جامعات وطنية عامة تتبع الدولة، أو من خلال جامعات خاصة وما أكثرها في عالمنا المعاصر.

المشاهد، أن الطلب على من يوصفون بحملة اللقب العلمي هم كثيرون في زمن العولمة، و تحديات العصر. لذلك  عمدت العديد من الجهات المعنية إلى استقطابهم وترقيتهم ومنحهم العديد من المزايا لسبب أو لآخر، بل وتمييزهم بشكل كبير، بحيث أننا أصبحنا نواجه مفهومًا أو مصطلحًا ليس جديدًا، بل هو من النظريات السياسية التي عرف بها عدد من الفلاسفة أصحاب تلك النظريات السياسية. ما يهمنا هنا، أن في مجتمعاتنا أصبح حمل اللقب العلمي مسألة وقت لا أكثر.

مادام التحصيل المادي موجودًا، والمنفعة من تقديم منهجية البحث لا تعتبر سوى وسيلة لتمرير النهج والحصول على اللقب الذي سيتوج صاحبه إلى مرافئ أخرى، و يمنحه التفضيل لمجرد ذلك! لست من حاملي الألقاب بل أمتهن مهنة المحاماة بين أوساط مجتمعي العريق، ولست فعليًا من رواد الأعمال. إننا نواجه مفهومًا غريبًا يعمل على رفع البعض وخفض الآخرين، لمجرد أنه يحمل درجة دكتوراه أو أستاذية أو غير ذلك!! ما أكثر أصحاب العقول والباحثين والإداريين الذين كانوا أكثر مقدرة وكفاءة من غيرهم. لست بصدد التعرض لأحد بقدر من هذا الأمر، أصبح ظاهرة ومتلازمة وعادة تكاد تكون عقيدة لا يمكن الحياد عنها.

نعم هناك متطلبات لذلك والاستعانة بحملة هذه الألقاب العلمية ودرجاتها، لكنها لم تعد كذلك في حياتنا اليومية والمعاصرة، فهي عجز وترويع أكثر منه تقبل وإدراك. وهناك خبرات وتجارب يكتسبها المرء من خلالها ويكون فاعلًا ومتخصصًا ومدركًا وله بصمات في تغيير واقعه المحيط به. المسألة ليست شكلية ولا تمييز بين من يحملون ومن لا يحملون لقبًا علميًا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى