خطابنا.. إعلامنا .. هل من بصيرة؟

> مع كل خطاب مسؤول ترتفع الهمم وتغدو الرؤية معها أفضل مادامت أنها قادرة على قراءة الأفكار واستقراء الواقع بشكل مدروس.. في الجنوب عشنا مرحلتين عصيتين مختلفتين عملتا على تحجيم وتقزيم كل رؤية وهاجمت كل رأي وعززت من بوليسية مرحلتها.. مرحلتان أذكتا وللأسف الشديد صوت واحد ونهج واحد ومنعت الآخرين من التكلم والتحدث إلا وفقًا لمنهجية الطرف الحاكم الذي يسيطر على كافة مفاصل السلطة. لم يكن يدرك أصحاب المراحل تلك، ألا شيء ثابت، فكل شيء قابل التغيير.

لذلك، لم يكونوا على درجة كافية من الوعي والإدراك بأن المستقبل قادم والتغيير آت لا محالة وأن صناعة الأحداث ليسوا هم طرفًا فيها وهكذا.. تبدلت الأحوال وتسارعت الأحداث وظل هؤلاء منكفئين بين الحجرات محتضنين أدواتهم القديمة ومساطرهم وأقلامهم متعثرين بين ماضيهم وحاضرهم. لست معنيًا بأحد ولست طرفًا في ذلك السواد الذي تسبب بكل ما نعانيه بعد كل تلك السنوات التي نأمل الخروج منها بأقل أفدح الخسائر.

شتان بين من يدعو الحرية وبين من يعمل على تكريس أدوات التخييم وزرع طبائع الاستبداد والعودة بنا أزمانًا كرست لغة الهيمنة عبر تلك الأدوات التي مازالت تبحث وتريد التخلف عن الركب وتحميلنا ودائع سياساتها الفاشلة ودمجها بالمستقبل.

المجلس الانتقالي الجنوبي، أؤمن شخصيًا بأنه الأفضل للمرحلة التي تلي تلك الحقب السيئة المملوءة بالصلف والعنجهية والترف وهم يعملون على تكديس وبناء خرباتهم على ضفاف شواطئنا وسواحلنا. ليس علينا أبدًا أن نخضع في تفكيرنا ورؤيتنا ومبادراتنا لأحد وليس من المفترض أن يشير البعض في الداخل بمثل هذه الأمور.

فالرسالة التي يحملها ويجب أن يحملها المجلس الانتقالي الجنوبي وقيادته، هو دعم حق الحياة والكرامة والأمان والاستقرار وفتح المجال لكل الإعلام الحر كل بحسب رؤيته التي يراها مناسبة دون النيل من القضية الأم وهي الأساس الذي يستوجب أن نكون معه أكثر حكمة وأوسع رؤية ونبتعد عن الإقفال والانغلاق مع كل مؤسسة إعلامية رصينة وأن نستعد لأن نكون بحق أصحاب المرحلة الانتقالية السياسية الجنوبية بجدارة.

الحوار قيمة حضارية واستيعاب الآراء والبناء عليها ليست طغمة وليست زمرة.. هي الجنوب. ولابد أن يكون الجنوب حاملا لأشرعته كلها لتبحر به شعبًا وقيادةً على السواء. البناء لن يكون أبدًا من الخارج.

البناء يبدأ من الأساس من الأرض التي نقف عليها جميعًا جميعًا جميعًا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى