لماذا يتقاتل اليمنيون؟

> فكرة كتابة هذا الموضوع الذي تقرأوه هو نتيجة مباشرة لقراءتي لنص المقابلة الصحفية التي أجرتها صحيفة "الشرق الأوسط" كتابيًا مع السيد ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في اليمن.

فعلى الرغم من أن الأسئلة جاءت بصورة عناوين فرعية للمواضيع أو الأسئلة العريضة التي أثارتها الصحيفة معه، وعلى الرغم من أنه قد حاول أن يجيب عليها بمقاربات من موقعه، إلا أنني اعتقد أن السيد الممثل في مقارباته قد تشابهت لديه البقر (الأطراف المحلية والإقليمية والدولية) مع كثرتها، مما أدى به للعدول عن تسمية مشروعه من (مسودة اتفاقية للسلام في اليمن) كما كانت التسمية لدى مُعدّها الأسبق (السعودية) الذي لم يتمكن من تمريرها على كل الأطراف اليمنية لأسباب لن نتطرق إليها هنا في هذه العجالة، ففضّلت أن تحولها الأخيرة إلى الأمم المتحدة ربما لكي تقوم الأمم بتنقيحها وترتيشها وإعادة تسويقها على الأطراف في اليمن بقوة الأمم المتحدة التي ليست متحدة.

المبعوث الأممي وبمعرفته وجد أن هذه الاتفاقية تحمل من المثالب الحقيقية ما لا يسمح بأن تكون اتفاقية سلام، وبالكاد يمكن جعلها مجموعة من العناوين الجامعة أو توخّى أن تكون جامعة للأغلبية من الأطراف اليمنية، مع إمكانية تسمح بإضافة من لم (يذكرهم السعودي) من تلك الأطراف، في مراحل لاحقة، وِفق سيناريو لاحق، ستعمل الأمم والسعودية وآخرون على إعداده.

لنقُل أن تسمية هذه المواضيع الجامعة قد قُدِّرَ لها أن تحمل تسمية (خارطة طريق لإحلال السلام في اليمن). بعد ذلك تواترت الأحداث وسُرّعت إلى درجة أن سرت تسريبات حددت تاريخ معين لتوقيع تلك الخارطة مطلع العام هذا في الأيام الأوائل منه. سُرِبت كذلك بعض المضامين في تلك الخارطة التي استفزت الشعب في الجنوب لترحيلها حل القضية إلى مراحل لاحقة فكانت مناسبة طيبة للجنوبيين في أن يعيدوا النظر في أداء قيادات الانتقالي السياسية وتعاملهم مع القضية الجنوبية الأم. ليسفر كل ذلك عن حراك سياسي أظهر تعدد رؤى في الجناح الجنوبي من الأزمة اليمنية.

وتسارعت أيضًا أحداث البحر الأحمر وباب المندب ومهاجمة الحوثيين للسفن المملوكة والمتجهة إلى إسرائيل وردود الأفعال الغربية تجاه اليمن فزادت درجة تعقيد الأزمة وأُدْخِلت عوامل جديدة في المعادلة السياسية للأحداث في اليمن.

كان لا بد من هذه المقدمة للوصول إلى جوهر ما نريد قوله وهو: سؤالي الموجه لأخينا جروند برج ممثل الأمين العام للأمم المتحدة. وهو المتمثل في: لماذا يتقاتل اليمنيون منذ تسع سنوات؟؟؟ لقد ذهبت في مقابلتك مع الشرق الأوسط إلى كل الجهات الأربع وقلت أشياء كثيرة تتحدث عن توصيف أحوال لما يحدث في اليمن.

تحدثت عن رغبات غير اليمنيين للحل، وكيف يمكن تحويل تلك الرغبات إلى واقع يعيشه الناس في هذا اليمن الذي ما عاد سعيدًا بالمطلق والذي لم تفده رسالتك الموجهة لليمنيين واليمنيات عشية احتفال البشرية بالعام الجديد.

لكنك لم تذكر سببًا واحدًا من أسباب الأزمة التي أوصلت البلاد إلى هذه الحالة.

سيد جروندبرج أنت أذكى من أن أخبرك بحقيقة أن من أساء التشخيص للداء قد يوصف للمريض سمًّا قاتلًا يظنه دواء. ولكي لا يحدث ذلك دعني أتمنى عليك أن تعيد النظر في دراساتك عن اليمن وأن تجيب (بصدق) على السؤال: لماذا يتقاتل اليمنيون؟، وأتمنى عليك - أيضًا - لكي تنجح في مهمتك أن تبحث في وعن مصالح هذا الشعب العظيم الذي لا يستحق هذا الكم من المعاناة التي أوصلته قياداته ولا أقول أبنائه(!!!) إلى ما هو عليه كما ترى من فقر وجوع وعوز وغلاء وانعدام أمن... وإلى أن تجد الجواب الصحيح للسؤال أتمنى لكم التوفيق والسداد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى