زمن عدن وطاسة ودن

> هذه مقولة قديمة كان يرددها الناس (جاء من عدن جاب طاسة ودن) وربما هو دلالة لأسواق عدن وازدهارها آنذاك، إنما هل مازالت قصة الطاسة والدن كما هي بمرور السنين وما صارت عليه عدن من تدهور أمني واختطاف وجنرالات شوارع ومداهمات وأشكال من الفرق والمسلحين حكوميين وقطاع خاص وتابعين لمن وإلى من...

ولكن نقيض هذا كله أن الأموال والنقود زادت في جيوب وأيادي بعض من الناس والعساكر المدججين الجوالين بالأطقم المستعجلة على المنافذ والطرقات، فيما يلعب الفقر والجوع والعوز وتأخر الرواتب الضئيلة دورًا بارزًا في حياة سكان عدن من دون تحسن مأمول قريب أو بعيد.

إنما ما يلفت النظر أن كل من عزم إلى عدن وحضر جمعًا أو لقاءً أو محفلًا سياسيًّا عاد مكشكشًا ومريشًا والجيب معمورًا بالسعودي، وتسمع ضحكته عن بُعد. وكل من سألنا عنه الناس، قالوا: في عدن حراكي، أو فصيل سياسي أو من أصحاب المكونات، ودون مبالغة نحن نحكي واقعًا وتحس أن هناك تحسنًا في ظروفه وشوية شوية قد السيارة تحت البيت والولد بسيكل ويأتي من يهمس لك أو يدلك على العمارة الجديدة والله يبارك.. ما قلنا شيئا.. من رزقه ربه يهنا له، وكأنما ذلك اليافعي على حق (حينما دعا ولده أن ينال الرزق الحلال، رد أبوه.. وابني قهو رزق حلال أو حرام).

ولم تعد مقولة الطاسة والدن هدية عدن صالحة في هذا الزمن، هناك خليط من التمازج الغريب، فمن أين لعدن التي حسب الوصف تئن من العوز، بل بها جراح وألآم من شدة الفاقة والبطالة والتسكع والحوادث المفجعة، هل تهطل هذه الريالات الثقيلة الوزن وغالية الصرف من سماء غير سماء عدن؟ فكل من ذهب عاد مسرورًا ومنتعشًا وسعيدًا، وحين تلتقيه تجد أنه منشغلًا وينادي بالهاتف أسماءً وأناسًا ما كان يعرفهم ولن يعرفهم إلا من زيارته الأخيرة لعدن، وهذا من أسرار عدن اليوم.

ما الذي تخفيه عدن وأي وجه يظهر منها للفقراء والمحتاجين غير وجه السياسيين وأقنعتهم المتعددة، عدن صارت غريبة وعجيبة فقيرة وغنية وعصا سحرية لكن لمن!؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى