هل يتحول البحر الأحمر إلى مستنقع لأمريكا وحلفائها؟

> تخطط الولايات المتحدة وحلفائها لإنشاء ممر آمن للشحن التجاري في البحر الأحمر، الخطة الأمريكية تقضي بأن تقوم سفن الناتو بتوفير الحماية للشحن التجاري من الهجمات التي يشنها الحوثيون من اليمن وخسرت بسببها شركات الشحن البحري نحو 35 مليار دولار وقررت أكبر شركات الشحن في العالم إعادة توجيه سفنها إلى طرق أطول حول أفريقيا، كما أن المخاوف بشأن انقطاع الإمدادات رفعت أسعار خام برنت لدرجة أن بعض الشركات بدأت أيضًا في التفكير في طرق السكك الحديدية والجوية بدلًا من الطرق البحرية.

الولايات المتحدة ترغب بـ "عسكرة " البحر الأحمر من أجل تواجد عسكري دائم في المنطقة لكنها لا ترغب في دخول حرب، كون الحرب ستكون مكلفة لها في منطقة وبيئة شعوبها كارهة لسياسة الولايات المتحدة وحلفائها والتي زادت بعد حرب إسرائيل على غزة وزادت معها هجمات حلفاء إيران في العراق وسوريا على قواعد أمريكا وباعتراف البنتاجون.

إن منطقة البحر الأحمر منطقة مغلقة بين ضفتين، أفريقيا في الغرب التي تتواجد فيها روسيا "مجموعة فاغنر سابقًا" والموالين الأفارقة لها أضف إلى ذلك الجماعات الراديكالية في الصومال ولغز جيبوتي التي لم تدين عمليات "الحوثيين" لأنها تعتبرها إغاثة حق للفلسطينيين، كذلك السودان التي تستضيف قاعدة عسكرية ومركز لوجستي روسي قادر على تنفيذ عمليات عسكرية بالقرب من أضيق النقاط على هذا الكوكب من مضيق باب المندب وقناة السويس.

أما في الضفة الشرقية فهناك " اليمن" الحديدة على البحر الأحمر التي يسيطر عليها الحوثيون وبأشراف عسكري إيراني، كما تتواجد في هذه المنطقة بعض الجماعات الدينية الراديكالية اليمنية المناهضة لسياسة الولايات المتحدة وحلفائها، كذلك لا يخفى على أحد كراهية المواطن اليمني في الشمال والجنوب لتلك السياسة وليس في اليمن فقط بل وتمتد تلك الكراهية الصامتة في منطقة من قناة السويس في الشمال حتى باب المندب في الجنوب.

اليوم تهدد الولايات المتحدة وحلفائها بتنفيذ عملية عسكرية في البحر الأحمر ضد الحوثيين اسمتها حارس الازدهار وفي اعتقادي هذا التصعيد في اللهجة لا يعني بأنهم ذاهبون إلى الحرب لأن الولايات المتحدة وحلفائها في الناتو يدركون بأن روسيا وإيران تحاول جرهم إلى حرب شاملة مع شبه جيش وجماعات مسلحة على غرار العراق وأفغانستان.

لقد سجل الجيش الأمريكي لأول مرة استخدام الحوثيين للصواريخ الباليستية لمهاجمة السفن التجارية في 15 ديسمبر وأصاب أحد هذه الصواريخ سفينة الحاويات "بلاتيوم 3"، ويعتبر الحادث هو أول حالة ناجحة لاستخدام صاروخ باليستي ضد سفينة متحركة ولم يكن من المعروف في السابق أن حركة أنصار الله تمتلك مثل هذه التكنولوجيا المتقدمة وإذا كان هذا هو الحال بالفعل، فإن العمل العسكري الأمريكي المحتمل ضد الحوثيين تحت غطاء العملية التي تحضر لها واشنطن لضمان حرية الملاحة في البحر الأحمر قد يفشل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى