معركة أقاليم في اليمن: إقليم المهرة - سقطرى لمواجهة الإقليم الشرقي

> "الأيام" العرب:

> ​أصبحت الدعوة إلى إنشاء الأقاليم في اليمن، في قلب معركة سياسية ذات صلة وثيقة باستعدادات القوى المختلفة لترتيب أوضاعها استعدادا لما قد تؤول إليه جهود السلام التي بدت أكثر جدّية من أي وقت مضى بفعل ما أظهرته القوى ذات الصلة بالملف اليمني، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية، من حرص على طي ملف الصراع اليمني سلميا.

وتدور المعركة بشكل أساسي بين القوى المطالبة باستعادة دولة الجنوب المستقلة ممثّلة بالمجلس الانتقالي الجنوبي، وبين قوى مضادّة مطالبة بالحفاظ على يمن اتّحادي يحفظ لها مصالحها، وتتمثّل خصوصا في حزب التجمّع اليمني للإصلاح الذي قاد بشكل رئيسي مشروع إقامة إقليم شرقي لينتزع من الانتقالي أهم رقعة أرضية يطمح إلى إقامة الدولة المستقلة عليها وتتمثّل في محافظات شبوة وحضرموت والمهرة وسقطرى.

وفي ردّ فوري على ذلك المسعى الذي جمع بين الإخوان في اليمن ممثلين بحزب الإصلاح وقيادات من المؤتمر الشعبي العام حزب الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، رفعت شخصيات جنوبية ورقة إنشاء إقليم المهرة – سقطرى كجزء من دولة الجنوب الفيدرالية المستقلة التي تتبنى تلك الشخصيات مشروع إقامتها.

وقال راجح باكريت عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي إنّ “إقليم المهرة – سقطرى في إطار دولة الجنوب الفيدرالية مطلب لكافة أبناء المحافظتين”. وأوضح في تدوينة نشرها عبر حسابه في منصة إكس أنّ “ما يخص مجلس صلاح باتيس عبارة عن حنين وذكريات من حوار صنعاء”.

وباتيس قيادي بارز في حزب الإصلاح فرع جماعة الإخوان في اليمن، وكان من أوائل من نادوا بإنشاء الإقليم الشرقي. وشارك قبل أيام بفاعلية في أولى خطوات إنشاء الإقليم المنشود متمثلة في إنشاء لجنة تحضيرية لإشهار المجلس الموحد للمحافظات الأربع المشكّلة له.

وجاء الإعلان عن اللجنة في اجتماع انعقد في سيئون مركز منطقة وادي حضرموت، وذلك بعد مرور أيام قليلة على إصدار أكثر من مئتين وثلاثين شخصية من السياسيين ورجال القبائل أطلقوا على أنفسهم تسمية “أبناء الإقليم الشرقي” بيانا خاطبوا فيه سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية والمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندنبرغ لضمان “حضور متوازن وعادل وندي لأبناء الإقليم الشرقي”، ضمن مسار السلام الجاري العمل على إطلاقه في اليمن.

وكان باتيس من ضمن الموقّعين على البيان.

وأثار وجود محافظة المهرة ضمن مكونات الإقليم المذكور حفيظة شخصيات بارزة في المحافظة. وقال عبدالله بن عيسى آل عفرار رئيس المجلس العام لأبناء محافظتي المهرة وسقطرى إنّ أبناء المحافظتين “تعرّضوا للظلم والإقصاء والتهميش. ولا سبيل للتخلص من ذلك إلا بحصولهم على خيارهم المجمع عليه والمتمثل في إقليم المهرة – سقطرى”.

وعبر منصة إكس طلب من “القيادة السياسية ودول التحالف العربي ودول الجوار والمجتمع  الدولي احترام إرادة أبناء المحافظتين وخيارهم والحفاظ على خصوصيتهم اللغوية وهويتهم التاريخية”.

ولا تتناقض الدعوة إلى إنشاء إقليم المهرة – سقطرى مع مساعي إقامة دولة الجنوب المستقلة التي أعلن المجلس الانتقالي مؤخرا بمناسبة عقده أول اجتماع لمجلس العموم أنّها ستكون دولة فيدرالية، في خطوة اعتبرها مراقبون تنطوي على مرونة إزاء ما برز مؤخّرا من توجّهات داخل المحافظات لإرساء نوع من الحكم المحلّي.

كما أثار وجود شخصيات من محافظات الجنوب ضمن المطالبين بإنشاء الإقليم الشرقي غضبا استثنائيا لدى المدافعين عن فكرة الدولة الجنوبية المستقلة. 

ووصف الناشط السياسي حسين لقور هؤلاء بـ”الناعقين بتقسيم الجنوب العربي”، معتبرا أن دعوتهم “صدى لارتباطاتهم الإخوانية أو الحوثية”.

وقال في تدوينة عبر منصّة إكس “هؤلاء جميعا قبل غيرهم من سيكونون في النهاية ضحية لارتباطاتهم لأن من سخّرهم لهذا العمل لا يرى فيهم إلا أدوات قابلة للاستبدال”.

وانتقد القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي أحمد عمر بن فريد من جهته موجة “الأقلمة” وإحياء الهويات المناطقية التي أطلقتها جماعة الإخوان في اليمن.

وقال عبر منصّة إكس إنّ “للجنوب قضية واحدة متماسكة لا تقبل القسمة على اثنين؛ قضية دولة عربية مستقلة، وهي ليست قضية أقليات ولا هويات محلية”.

وأضاف في تدوينته قائلا “الهويات المحلية هي جزء من هوية الدولة. ومن مصلحة الجميع أن تبقى هذه القضية كما هي، ومحاولة تفتيتها إلى قضايا متعددة هي ضرب للمصلحة الوطنية للجنوب وللجميع بلا استثناء”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى