باب المندب.. المنافع والأضرار

> موقع اليمن الجغرافي ومن ضمنه وجود باب المندب واحد من أهم المزايا النسبية التنافسية التي تمتلكها البلاد، ويمكن أن تعزز من التنمية الاقتصادية وتحسين مستوى معيشة السكان، إذا ما تم استغلالها بشكل صحيح وفاعل، بعيدًا عن التجاذبات والصراعات الدولية.
  • الموقع
يفصل باب المندب البحر الأحمر عن خليج عدن والمحيط الهندي كما يفصل قارتي أفريقيا وآسيا، وتحده من الجانب الأفريقي جيبوتي وإريتيريا ومن الجانب الآسيوي اليمن.

عرض المضيق نحو 30 كيلومترًا وتقسمه جزيرة ميون اليمنية، والتي توجد في شرقه ومساحتها كيلومتران مربعان، تقسمه إلى قناتين الأولى وهي القناة الشرقية وتعرف باسم "باب إسكندر" وعرضها ثلاث كيلومترات وعمقها 30 مترًا، والثانية هي القناة الغربية واسمها "دقة المايون"، وعرضها نحو 25 كيلومترًا وعمقها 310 أمتار.
  • الأهمية
ظلت أهمية المضيق محدودة في التجارة والملاحة الدولية قبل عام 1869م.

زادت أهمية مضيق باب المندب بعد افتتاح قناة السويس في عام 1869 والتي ربطت البحر الأحمر بالبحر الأبيض المتوسط، وزاد مرور السفن والتجارة عبر المضيق.

تحول مضيق باب المندب واحة للملاحة والتجارة وواحد من أهم ممرات النقل والمعابر على الطرق التجارية بين أوروبا والبحر المتوسط، وعالم المحيط الهندي وشرق آسيا.

يختصر مضيق باب المندب رحلات السفن مدة 14 يومًا بالمتوسط مقارنة بالمرور برأس الرجاء الصالح.

زادت أهمية المضيق بعد اكتشاف النفط في معظم بلدان منطقة الشرق الأوسط، ولقربه من مضيق هرمز الذي تمر عبره سفن نقل النفط الخام إلى دول العالم.

يمر عبر مضيق باب المندب حوالي 25 ألف سفينة سنويًا تمثل 7 ٪ من الملاحة العالمية.

يمر عبر المضيق حسب بعض التقديرات بين 5-6 ٪ من إنتاج النفط العالمي، أي حوالي 4 ملايين برميل يوميًا.

تمثل التجارة العابرة عبر مضيق باب المندب حوالي 10 ٪ من المنتوج الإجمالي العالمي.

تزداد أهمية المضيق في أوقات الحروب والأزمات في الشرق الأوسط.
  • الفوائد الممكنة
تعزيز العلاقات السياسية والدبلوماسية لليمن مع بقية دول العالم، من خلال دورها في تأمين الممر أمام الملاحة والتجارة الدوليين.

تجارة الواردات والصادرات وإعادة الصادرات مع القرن الأفريقي وبقية دول العالم.

استغلال الثروات في منطقة باب المندب ومنها الأسماك والثروات الباطنية أو في الشواطئ.

تنشيط الموانئ على امتداد السواحل اليمنية، وتقديم الخدمات للسفن، وتطوير قطاع النقل البحري، وإقامة مشروعات بناء السفن، وإنشاء شركات النقل والشحن والتأمين البحري.

إقامة مشروعات سياحية في السواحل والجزر المتاخمة.

إقامة علاقات تجارية ومشروعات مشتركة مع شرق أفريقيا، بما فيها إقامة جسر بحري ومدن ومناطق صناعية مشتركة.
  • خسائر الاضطرابات في باب المندب
جذب مزيد من القوى الدولية والإقليمية في المنطقة، وزيادة نفوذها وتدخلها في الشأن اليمني وتأخير إحلال السلام.

إلغاء شحنات استيراد السلع الغذائية، الأمر الذي سيؤدي إلى الأضرار بسلاسل الإمداد من السلع الغذائية والمواد الخام ومعدات صناعية، الأمر الذي سيؤثر على مشروعات الاستثمار.

رفع الأسعار وتأخير إنجاز مشروعات تنموية.

التأثير السلبي على المعونات والمساعدات الإنسانية، وارتفاع معدلات الفقر والمجاعة، ومزيد من تدهور الوضع الإنساني.
  • المأزق الحالي
إن وقف مرور السفن المتجهة إلى إسرائيل من قبل حكومة صنعاء، موقف شجار ويخدم فك الحصار على غزة.

إن موقف حكومة صنعاء ليس موقفًا لدولة اليمن، فالبلد ممزق ومتنازع على حكمه، ولا يعبر عن موقف وطني خالص.

إن قرار حكومة صنعاء يخدم أجندات خارجية، وهذا يقلل من قيمته ويزيد من إثارة السلبية على اليمن.

إن حكومة صنعاء ستستخدم هذه الأعمال لصالح توسيع نفوذها في حكم اليمن وتحقيق مكاسب تفاوضية مع السعودية وحكومة عدن.

سيزداد تصنيف باب المندب واليمن عمومًا كبلد وممر غير آمن، ويزيد من متاعبه الاقتصادية والإنسانية.

وأخيرًا فإن البلد بحاجة ماسة لوقف الحرب وتحقيق سلام دائم يحقق طموحات كل القوى، وتجنب إدخال البلد في صراعات جديدة ذات أبعاد إقليمية ودولية خطيرة، مع أهمية تلبية أي أجندات لمصالح البلد المتفق عليها.

* رئيس مؤسسة الرابطة الاقتصادية

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى