"الأيام" تلتقي عميد المعهد العالي للقضاء في العاصمة عدن وعددا من أعضاء مجلس القضاء الأعلى

> يسرى طه سيف

> إن القضاء عمل جليل وعظيم، وقد يكون الحكم بين غني وفقير وبين بريء ومذنب بين حق لحي وآخر لميت ولكل حكم رهبة ومسؤولية كبيرة والحيرة في اتخاذ الحكم يصاحبها شعور بالأرق لكونه قد يكون ظلم دون علم، للقضاء شأن كبير وعظيم وكذلك حمل ثقيل.


قال الله تعالى: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ} صدق الله العظيم (الحديد:25).

وقال عز وجل: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ} صدق الله العظيم (النحل:90).

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن عز وجل، وكلتا يديه يمين، الذين يعدلون في حُكمهم وأهليهم وما وُلُّوا). رواه مسلم.

وعن بريدة بن الحصيب الأسلمي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال [القضاة ثلاثةٌ قاضيانِ في النارِ وقاضٍ في الجنةِ فأما الذي في الجنةِ فرجلٌ عرفَ الحقّ فقضَى بهِ فهو فِي الجنةِ ورجلٌ عرفَ الحقَ فلم يقضِ به وجارَ في الحُكمِ فهو في النارِ ورجل لم يَعرِفِ الحق فقضَى للناسِ على جهلٍ فهو للنارِ]. رواه أبي داؤود وصححه الألباني.

وفي هذا الصدد شاركت "الأيام" حفل تخرج الدفعة الثالثة والعشرين (دفعة فقيد الوطن القاضي جمال محمد عمر) واستقبال الدفعة الرابعة والعشرين - المعهد العالي للقضاء.

"الأيام" التقت القاضي الدكتور نضال شيخ عبيد عميد المعهد العالي للقضاء والذي بدوره قال "تم نقل المعهد بناءً على قرار مجلس القضاء الأعلى الصادر في 4 مايو 2018م بعد الانقلاب الحوثي وسيطرت ميلشياته على مدخلات ومخرجات المعهد.  
نضال شيخ عبيد
نضال شيخ عبيد


وتم قبول الدفعة 23 دراسات تخصصية عليا بعدد 300 طالب وطالبة.

حيث تخرج من هذه الدفعة 286 وصدر بهم قرار رئاسي بمنحهم الدرجة القضائية وكلاء نيابة (ب).

وسيتم توزيعهم بمشيئة الله بناءً على قرار مجلس القضاء الأعلى على النيابات في المحافظات والمناطق المحررة.

واستطعنا بفضل الله ثم بمساندة مجلس القضاء الأعلى ووزارة العدل أن تتخرج هذه الدفعة بعد دراسة استمرت نحو ثلاث سنوات دراسية، حيث منح الخريجون درجة الماجستير في العلوم الشرعية والقانونية، وفي ظل ظروف استثنائية يعيشها وطننا الحبيب وبفضل من الله استطاع الجميع التغلب عليها وتجاوزها وكل ما نشاهده اليوم هو خير دليل على ذلك.

وها نحن قد استقبلنا الدفعة 24 وبناءً على قرار مجلس القضاء الأعلى بأن تكون هذه الدفعة استثنائية وتكون مقاعدها مخصصة لأبناء المناطق المحررة والمحرومة والنائية والنازحين إلى المناطق المحررة، بحيث تم تخصيص مقاعد لأبناء المناطق المحرومة وأغلبها مديريات في المناطق الجنوبية حرم أبنائها من الدراسة في المعهد في الفترات السابقة، إضافة إلى أن ذلك القرار سيساعد على تغطية بعض العجز الحاصل في النيابات والمحاكم في تلك المناطق حيث يعزف بعض القضاة في ظل هذه الظروف عن العمل بتلك المناطق النائية.

وما زال المعهد العالي للقضاء بحاجة إلى الدعم خاصة فيما يتعلق بعدم وجود مبنى دراسي والاعتماد منذ أن تم نقل المعهد إلى العاصمة عدن على استئجار مباني لإدارة المعهد وقاعات دراسية، وهو الأمر الذي يسبب إرباك لإدارة المعهد والطلبة وعدم توفر كثير من المتطلبات في تلك المباني المستأجرة".

وأردف القاضي محمد علي كديش عضو مجلس القضاء الأعلى قائلًا "اليوم استقبلنا الدفعة الرابعة والعشرين وعددهم ما يقارب الـ 307 طالب وطالبة ونأمل إن شاء الله أن نرفد القضاء بمئة كادر من الخريجين سنويًا لأن الفترة الماضية أي خلال 3 سنوات تأخر استقبال الدفعة الجديدة فما بين الدفعة الثالثة والعشرين والدفعة الرابعة والعشرين ثلاث أو أربع سنوات بسبب ما مرت به بلادنا من مرض كوفيد19 وغيرها من الظروف".

وأشار القاضي جمال أحمد محمد سعيد نائب عميد المعهد العالي للقضاء إلى أن عدد الدفعة الجديدة بلغ نحو 307 طالب وطالبة بينما عدد الدفعة المتخرجة 284 طالب وطالبة، وسيتم رفد المحاكم بهذه الكوادر المؤهلة إن شاء الله.
جمال أحمد محمد
جمال أحمد محمد


وكشف نائب عميد المعهد العالي للقضاء عن بناء معهد جديد في العاصمة عدن بحيث يكون مبنى خاص للقضاء وتطوير المعهد من جهة الأقسام وتوزيع التخصصات، مضيفًا أن كثرة عدد الطلاب والطالبات جعلنا نواجه صعوبات كثيرة فمثلا تقدم نحو 1700 طالب وطالبة وعملنا على فرزهم، وفحص ملفاتهم، وكذا الفحوصات الطبية وأمور أخرى كثيرة.

ولفت القاضي عبدالكريم أحمد باعباد وكيل وزارة العدل لقطاع المحاكم والتوثيق هذه أول دفعة تتخرج من المعهد العالي للقضاء في العاصمة عدن بعد أن تم نقله من صنعاء إلى عدن، وهي باكورة خريجي المعهد العالي للقضاء ونتمنى أن تكون هذه الدفعة رافداً للنيابة وللقضاء في الميدان ولا شك أن المعهد استقبل دفعة جديدة أيضًا تقدر بأكثر من ثلاث مئة طالب وطالبة سوف يلتحقون بالمعهد العالي للقضاء وسيدرسون خلال المدة المقررة قانونًا، علمًا بأنهم بدأوا تدشين العام الدراسي الجديد ونسأل الله أن يوفق الجميع لما فيه الخير. 
عبدالكريم أحمد باعباد
عبدالكريم أحمد باعباد


ويقول رئيس الشعبة المدنية في محكمة استئناف محافظة أبين القاضي محمد عبدالله خميس أمان "يشرفني أن أكون أحد هيئة التدريس إضافة إلى عملي كقاضي فأنا مدرس في القانون التجاري وهؤلاء الدفعة الثالثة والعشرين هم دفعة متميزة وقضاة المستقبل وسيذهبون قريبا إلى الميدان ليكونوا زملاء لنا"، موضحًا أن هذه الدفعة هي دفعة خريجي معهد قضاء عدن ونتشرف بأننا درسنا طلاب من كافة محافظات الجمهورية.

مردفًا أن هذه الدفعة أُطلق عليها اسم الفقيد القاضي جمال محمد عمر رحمه الله وهو وزير العدل السابق وقد كانت له لمسات في تأسيس هذا الصرح العلمي.

وأوضح نائب رئيس المحكمة العليا القاضي حيدان جمعان حيدان أن الدفعة 23 ستكون اللبنة الأولى لخريجي المعهد العالي للقضاء، ونأمل أن تكون هذه الدفعة الخريجة عاملًا مساعدًا للسلطة القضائية ولا يفصلهم عن ميدان العمل غير أيام معدودة بعد نيلهم القرار الخاص من رئيس مجلس القيادة الرئاسي لمنحهم درجة وكيل نيابة ونوصيهم بأن يكونوا خير مثال للسلطة القضائية والقضاء وكلنا فخورون بمن تخرج وبمن التحق بالمعهد ونشكر كل من نظم الحفل ونخص بالذكر مجلس القضاء الأعلى. 
حيدان جمعان حيدان
حيدان جمعان حيدان


واعتبر رئيس هيئة التفتيش القضائي عضو مجلس القضاء الأعلى القاضي ناظم حسين باوزير دفعة الفقيد القاضي جمال محمد عمر البذرة الأولى للعمل القضائي في إطار المحافظات المحررة وإن شاء الله تكون لبِنة للمحافظات اليمنية كاملة بعد تحرير المحافظات من الانقلاب القائم في اليمن وطبعاً هذه الدفعة ستوزع على النيابات بمثابة تدريب على اعتبار أنها بوابة المعهد العالي للقضاء والنيابة هي محطة التدريب لأعضاء السلطة القضائية ونتمنى أن نغطي احتياجات المحافظات المحررة من العمل القضائي في إطار النيابات ثم يتم تأهيلهم للعمل في إطار المحاكم بإذن الله.  
ناظم حسين باوزير
ناظم حسين باوزير

محمد صالح محسن
محمد صالح محسن

من جانبه، أشار الدكتور محمد صالح محسن عميد كلية الحقوق في جامعة عدن وعضو مجلس المعهد العالي للقضاء إلى أن تخرج القضاة الجدد من المعهد سيملأ الشواغر الكثيرة نتيجة لوجود نقص كبير جداً في القضاء بالذات في المحافظات الجنوبية التي ظُـلِـمت بشكل كبير في عهد النظام السابق في مجال القضاء، مضيفًا أن القضاء يعاني من نقص كبير سواء أكان في المحاكم أو النيابات وهذه الدفعة التي تخرجت ستضيف للنيابات أكثر من 280 عضو نيابة وبإذن الله الدفعة القادمة سترفد القضاء بأكثر من 300 عضو وبالطبع كلية الحقوق كان لها دورًا كبيرًا جدًا في نقل المعهد العالي للقضاء من صنعاء إلى العاصمة عدن ووفرت لطلبة المعهد القاعات الدراسية والمدرسين والمكاتب والمكتبة وبشكل مجاني حرصًا من عمادة كلية الحقوق ورئاسة جامعة عدن لنقل المعهد من صنعاء كون القضاء هو ركن من أركان الدولة. 

خاص لـ"الأيام"

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى