​إيكونوميست: الحرب في غزة جرّت 10 دول لنزاع يتوسع في الشرق الأوسط

> «الأيام» غرفة الأخبار:

>
نشرت مجلة “إيكونوميست” تقريرا قالت فيه إن الحرب في الشرق الأوسط تتوسع في كل يوم وتورطت فيها حتى الآن 10 دول. وأكدت أن ما بدأ في تشرين الأول/أكتوبر كحرب بين إسرائيل وحماس جر إليه الآن ميليشيات من أربع دول عربية، وفي هذا الشهر، قصفت إسرائيل والأردن وإيران سوريا، وقصفت إيران بشكل غير متوقع باكستان التي ربما تساءلت عن سبب جرها لهذه الفوضى.

وأضافت “ستدخل الحرب في غزة شهرها الخامس، رغم الشعور المتزايد في إسرائيل أن القتال تحول إلى مستنقع. ولم يعثر الجيش الإسرائيلي على قادة حماس أو الرهائن الذين يحتفظون بهم. ويخشى المسؤولون الإسرائيليون بأن أي مقايضة قد تقوض المكاسب العسكرية التي حققوها.

وتؤكد المجلة أن أقوى ثلاث دول في الشرق الأوسط، ومنذ 7 أكتوبر أعادت تقييم عقيدتها الأمنية، فقد اهتز التفوق الإسرائيلي وتحولت الجماعات الوكيلة لراعيتها إيران وجرت الولايات المتحدة مرة أخرى إلى المنطقة وهي راغبة بالخروج ولا أحد يعرف كيف ستمضي.

ومع استمرار الحرب في غزة تتوسع النزاعات الفوضوية بالمنطقة. ففي 20 يناير أطلقت الميليشيات وابلا من الصواريخ ضد القوات الأمريكية في قاعدة عين الأسد في العراق، وقد اعترضت بطاريات باتريوت معظمهما إلا أن بعضها أصاب جنودا أمريكيين وعراقيين. وجاءت الهجمات بعد قصف إيراني بالمنطقة، ضد إرهابيين مزعومين في سوريا وباكستان وضد موقع مفترض أنه وكر للجواسيس الإسرائيليين في كردستان العراق. وأدت الغارات الإيرانية ضد باكستان لهجمات انتقامية قبل أن تستقر وتعود الأمور لطبيعتها بين البلدين. وتعكس الغارات عدم ارتياح إيراني، حيث تقوم إسرائيل باغتيال قادة الحرس الثوري في سوريا وقادة حزب الله في لبنان. وتعرضت إيران لسلسلة من العمليات الإرهابية أدى أحدها لمقتل حوالي 100 شخص في كرمان مدينة الجنرال قاسم سليماني الذي اغتالته أمريكا عام 2020.

وتعلق المجلة أن إيران رعت ميليشيات عسكرية في المنطقة وأنها تقوم باستعراض القوة فيها، إلا أنها تكافح اليوم من أجل السيطرة عليها بدون الانجرار للنزاع. ويبدو أن حماس لم تبلغ إيران بهجماتها ضد إسرائيل. وطهران لا تريد إطلاق العنان لحزب الله، خشية ألا تستهدفها إسرائيل والولايات المتحدة مباشرة. وأدت هجمات الحوثيين ضد السفن التجارية بالبحر الأحمر إلى عودة الأمريكيين وتوجيه ضربات ضد الحوثيين، حلفاء إيران في اليمن.

وبحسب المجلة، ترغب إيران في إجبار إسرائيل على وقف إطلاق النار وإخراج الأمريكيين من المنطقة، إلا أن عمليات حلفائها وميليشياتها الوكيلة أدت للعكس. ومع ذلك يحاول الأمريكيون العثور على توازن، وأبدى الرئيس جو بايدن حذرا، فهو لا يريد الانجرار إلى حرب جديدة في الشرق الأوسط، وبالتأكيد في عام انتخابي. وترد القوات الأمريكية في العراق وسوريا أكثر مما تهاجم، ولم تمض واشنطن في ضرباتها ضد الحوثيين إلا بعد تحذيرات لهم وقرار من مجلس الأمن الدولي شجب الهجمات على الملاحة البحرية. واعترف بايدن أن الضربات لم تمنع الحوثيين من مواصلة ضرب السفن التجارية، لكنه أكد أنها ستستمر.

وفق المجلة، يراهن بايدن على تخفيض إسرائيل وتيرة الحرب في غزة وهو ما يطالب به الكثير من حلفائه منذ عدة أشهر. والتقى الوزير في الخارجية الإسرائيلية يسرائيل كاتز، مع المسؤولين الأوروبيين في 22 يناير لمناقشة ماذا سيحدث بعد الحرب. وبحث الطرفان ما يريده الأوروبيون بشأن من سيدير غزة وكيفية متابعة حل الدولتين بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وقام كاتز بعرض فكرته المفضلة عن جزيرة اصطناعية بعيدا عن شاطئ غزة تكون ميناء وهي الفكرة التي يروج لها عندما كان وزيرا للنقل عام 2017، مما أثار دهشة محاوريه، حيث علق مسؤول السياسات الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل “هذا لا علاقة له بما كنا نناقشه”.

وفي المقابل، تقدمت الدول العربية بمبادرتها الخاصة والتي تقوم على التطبيع مع السعودية مقابل دولة فلسطينية. وتخشى الدول الخليجية أن تتحمل فاتورة إعمار غزة، مع أنها مستعدة لدعم السلطة الوطنية لو عادت لحكم غزة. لكن الفكرة ليست قابلة للتحقيق في ظل رفض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو فكرة الدولة الفلسطينية، إلا أن الرئيس بايدن اقترح بعد محادثة له مع نتنياهو هذا الشهر أنه قد يقبل بدولة فلسطينية منزوعة السلاح. وقال بايدن “أعتقد أننا سنكون قادرين على عمل شيء ما”، لكن نتنياهو ناقضه سريعا وأصر على سيطرة إسرائيل على كل شيء غرب نهر الأردن.

وسحبت إسرائيل معظم قواتها وتركت فرقة للبحث عن أنفاق حماس ومنع عودتها وثانية بين شمال ووسط غزة وثالثة حاصرت خان يونس التي تشهد معارك شرسة في الأيام الأخيرة. وزادت حصيلة الضحايا الفلسطينيين عن 25 ألفا معظمهم من النساء والأطفال، وهناك آلاف في عداد المفقودين. وتقول الأمم المتحدة إن خمس الأطفال ممن هم تحت سن الخامسة يعانون من الإسهال.

وتضيف المجلة: لكن نتنياهو الذي يقاتل من أجل نجاته هو من يملي استراتيجية المعركة وتحرير الرهائن، فقد تم تبادل 111 في شهر نوفمبر وبقي 139 يعتقد أن 29 منهم في عداد القتلى. وتقود مصر الآن دفعة دبلوماسية من أجل مصالحها الاقتصادية على ما يبدو. و بحسبها تسببت الفوضى في البحر الأحمر، لضرر متواضع على الاقتصاد الإسرائيلي لأن معظم تجارتها تمر عبر البحر المتوسط، لكن مصر هي التي دفعت الثمن الباهظ، فقد انخفضت وارادت قناة السويس بنسبة 40%، وقاد إلى مخاوف من تخفيض قيمة العملة المصرية في بلد يحاول تأمين الدولارات وديون متراكمة على الحكومة، وتمثل 93% من الناتج المحلي العام. وتشكك مصر من إمكانية ردع الهجمات التي تقودها الولايات المتحدة الحوثيين عن ضرب السفن. وبالنسبة للرئيس عبد الفتاح السيسي، فالطريق لفتح قناة السويس مجددا للملاحة البحرية هي وقف إطلاق النار.

وتقول المجلة إنه لتحقيق هذا تقود مصر قناة غير مباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين مع أن القناة القطرية لا تزال مفتوحة. وتقوم الصفقة التي تقودها مصر على مرحلتين، الأولى، هي تحرير “إنساني” للرهائن مقابل هدنة قد تستمر أسابيع وربما شهرا والإفراج عن سجناء فلسطينيين. أما المرحلة الثانية، سيتم تحرير الجنود الإسرائيليين مقابل وقف إطلاق النار الشامل وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة والإفراج عن السجناء الفلسطينيين، بالآلاف على الأرجح. وأدت الشروط المعروضة لانقسام داخل الحكومة حيث يدعم الطرف البراغماتي بقيادة بيني غانتس وقف إطلاق النار مقابل الإفراج عن الرهائن. أما نتنياهو وحلفاؤه من المتشددين فيرفضون وقف إطلاق النار. ووفق المجلة يراوح نتنياهو بين الطرفين، فهو يحاول إبقاء الجميع إلى جانبه، فمن جهة وعد المتطرفين بأنه لن يتوقف إلا بعد تحقيق النصر، ومن جهة ثانية، سمح لممثليه بمواصلة المفاوضات لتحرير الرهائن، ذلك أن خسارته المتطرفين تعني انتخابات جديدة، ولم يصل إلى الحكم بدونهم في ديسمبر عام 2022.

وتزعم المجلة أن حماس منقسمة فيما بينها، فجناحها السياسي يتنقل ما بين الدوحة والقاهرة وهو مع المرحلة الأولى من الصفقة ويشعر قادته بالخوف من الضرر الناجم عن استمرار احتجاز الرهائن على قضية حماس. أما الجناح في غزة فهو يريد انسحابا إسرائيليا والإفراج عن المقاتلين الذين شاركوا في هجمات تشرين الأول/أكتوبر. وربما اضطر نتنياهو لاتخاذ قرار في القريب العاجل، حيث بات حلفاؤه في حكومة الحرب يطالبون بانتخابات ويشككون في تحقيق أهداف الحرب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى