​رحل شيخ القصة القصيرة في اليمن أحمد محفوظ عمر

>
بصمت وحزن جليل يليق بالكُتَّاب الكبار أمثاله رحل شيخ القصة القصيرة في اليمن أحمد محفوظ عمر عن 87 عامًا قضى أكثرها في الكتابة القصصية التي أخلص لها كما لم يخلص لها أحد منذ مجموعته الأولى التي أصدرها عام 1960م في عدن منارة العلم والثقافة والصحافة والتنوير، ومنذ ذلك الحين أصدر مجموعاته القصصية: الأجراس الصامتة، يا أهل هذا الجبل، الإنذار الممزق، الناب الأزرق، قطرات من حبر ملون، وله مجموعة تحت الطبع بعنوان أبيع الفل ياشاري، وروايتان لم يطل به العمر حتى يراها تصدر في كتب في حياته.

عمل الفقيد الكبير في الجيش في قطاع التعليم قبل استقلال عدن والجنوب معلمًا في مدارسه، وكان من تلاميذه الرئيس عبدربه منصور هادي، والشهيد أحمد صالح حسني الذي قال عنه: قلما يوجد مثله في مدرسة أبناء الجيش ودرَّس المئات من الطلاب وكان يحظى باحترامهم واحترام آبائهم واحترام ضباط القوات المسلحة. ثم انتقل إلى القطاع المدني في التربية والتعليم عام 1971م وعمل معلمًا في مدارس ابتدائية وثانوية في العاصمة عدن لكنه ظل مخلصًا لكتابة القصة القصيرة حتى أصبح علمًا من أعلامها الكبار ليس في اليمن بل في الوطن العربي، وتبوأ مكانة رفيعة فيها، ونظير دوره الكبير في إثراء المشهد الأدبي والثقافي في الوطن منحته عام 1979م وسام الآداب والفنون في عيد العلم الذي كرمنا فيه العديد من المبدعين والمتفوقين في كافة المجالات، وهي مناسبة أرسيناها في اليمن الديمقراطية احتفاءً بالعلم وأرباب الأدب والثقافة والفن.

وكان الفقيد الكبير أحمد محفوظ عمر من الرعيل الأول الذين أسسوا مع الراحل الوطني والوحدوي العظيم عمر الجاوي أول اتحاد للأدباء والكُتَّاب اليمنيين على مستوى اليمن كلها في ظل التشطير ووجود دولتين في الشمال والجنوب، فكان مع الأدباء والكُتَّاب اليمنيين في طليعة الذين مهدوا الطريق الصعب لوحدة اليمن سنة 1990م على الرغم من الانتكاسة التي أصابت هذا الإنجاز التاريخي العظيم بعد ذلك في مراحل لاحقة من قبل الموقعين عليها.

وقد التقيت معه أكثر من مرة في عدن. رحم الله فقيد الوطن الكبير شيخ القصة القصيرة، أعزي نفسي وأسرة الفقيد أحمد محفوظ عمر وأسرة الأدباء والكتاب اليمنيين وخاصة قبيلة القصة القصيرة الذين كانوا يعتبرون الفقيد شيخهم..
إنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى