علي السقاف.. صوت من لا صوت له

> مساء السادس من يناير الحالي غيَّب الموت المفاجئ الإعلامي المخضرم علي عبدالله جعفر السقاف المذيع بإذاعة عدن في برنامجه الشهير (هنا عدن)، فلله ما قدَّر ولله ما شاء.

وبرنامجه هذا وغيرها من البرنامج التي عكف على إعدادها وتقديمها مباشرة للمواطنين تتناول قضاياهم مع المسؤولين لحلها أو على الأقل لفضح المسؤولين الفاشلين، ولذا كانت وفاته فاجعة وصدمة كبيرة ليس لأهله وأسرته وأصدقائه وزملائه فحسب وإنما أيضًا للجمهور العريض من مستمعيه ومتابعيه من المواطنين قاطبة.

كان الفقيد - رحمه الله - يعمل جاهدًا لإنجاح برنامجه الصباحي (هنا عدن) بكل كفاءة واقتدار وكان جهده وعمله مثمرًا بمستوى استقطابه للمستمعين على طول وعرض الوطن، وإن كان ذلك يتم على حساب صحته وراحته وأسرته أيضًا، فلا يهمه سوى نجاح برامجه وتقصي الحقيقة وتعرية مكامن الفساد في إدارات ووزارات الدولة وهي خدمة إعلامية مباشرة للمواطن البسيط الذي لا يستطيع أن يرفع صوته ليصل إلى مسامع المسؤولين فكان علي السقاف - بحق - صوت من لا صوت له.

وعلي؛ بتلك الكاريزما الإعلامية على مدى زمني أكثر من ثلاثين سنة، أثر في جيل من الإعلاميين الشباب ممن زرع فيهم الجد والاجتهاد والمثابرة لبلوغ درجة النجاح في أعمالهم.

لقد توفي علي السقاف خالي الوفاض من متاع الدنيا لا يملك مالًا ولا سلطة سوى سلطة الكلمة الحرة المنحازة دائمًا للمواطنين.

وعلى الرغم من عطاءاته الكثيرة وعمله المتواصل على حساب صحته حينما كان يعمل في كل الظروف حتى أثناء مرضه متمسكًا بمبادئه الوطنية ومنتصرًا لقضايا الناس، غير شاكٍ أو مستجدٍ للمسؤولين حتى مات واقفًا وهو يؤدي عمله وواجبه، ولذا فإننا نتمنى من أصحاب القرار في بلادنا تكريمه بتكريم أسرته ورعايتها وتقديم كل ما يلزم لعيشة كريمة لها، ردًّا للجميل على الأقل، وصرف رواتبه دون انقطاع أو مماطلة، كنوع من الوفاء لمن أفنى حياته في خدمة الإعلام.

رحم الله فقيدنا الغالي علي عبدالله جعفر السقاف بواسع رحمته.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى