​لماذا ترحب صنعاء بصراع مع الولايات المتحدة؟

> «الأيام» سي إن إن:

>
عُلّق ملصق عملاق يظهر زعيم أنصار الله (الحوثيين) عبدالملك الحوثي، على أسوار القسطنطينية القديمة في إسطنبول الأسبوع الماضي، بعد أيام فقط من تصنيف الولايات المتحدة جماعته كجماعة إرهابية.

كان يُنظر إلى جماعة الحوثي ذات يوم في الشرق الأوسط على أنها وكيل إيراني خطير تسبب في إحداث فوضى في أفقر دولة في العالم العربي من خلال الإطاحة بالحكومة المعترف بها دوليًا، والتسبب في تدخل عسكري بقيادة السعودية، وقد تغيرت حظوظ جماعة الحوثي منذ أن شنت إسرائيل حربها المدمرة على غزة.

يُنظر الآن إلى الحوثيين الشيعة، المعروفين أيضًا باسم "أنصار الله"، في أجزاء من العالم الإسلامي ذي الأغلبية السنية وخارجه على أنهم أبطال القضية الفلسطينية، ويدافعون عن شعب غزة ضد إسرائيل، بل ويواجهون حليف الدولة اليهودية القوي في القتال.

يهاجم المتمردون منذ منتصف نوفمبر السفن التجارية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب. ويعد البحر الأحمر ممرًا مائيًا حيويًا يتصل بقناة السويس، ويمر من خلالها ما بين 10 إلى 15 % من التجارة العالمية. وقد أدت أنشطة الجماعة فعليًا إلى إغلاق الطريق التجاري أمام معظم سفن الحاويات، حيث ابتعدت السفن عن الممر المائي وسط الهجمات.

قال مسؤولون أمريكيون لشبكة CNN إنهم يعتقدون بأن القيادة الإيرانية تشعر بالتوتر بشأن بعض تصرفات الجماعات الوكيلة لها في الشرق الأوسط مع تصاعد المخاوف من مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة. وتشير الاستخبارات الأمريكية إلى أن إيران تشعر بالقلق من أن هجمات الحوثيين على السفن التجارية في البحر الأحمر يمكن أن تزعزع المصالح الاقتصادية لكل من الصين والهند، الحليفين الرئيسيين لطهران.

هذا الأسبوع كان هناك دلائل على أن إيران تحاول كبح جماح وكلائها، حيث قالت كتائب حزب الله، وهي ميليشيا في العراق، إنها ستعلق عملياتها ضد أهداف أمريكية في أعقاب الضربة التي أسفرت عن مقتل ثلاثة عسكريين أمريكيين في الأردن. لكن يبدو أن سيطرة إيران على الحوثيين أقل، حيث واصلت الجماعة المتمردة اليمنية استهداف السفن.

يقول الحوثيون إن الهجمات في البحر الأحمر تهدف إلى الضغط على إسرائيل وحلفائها لوقف الحرب في غزة. وقالت الجماعة مرارًا وتكرارًا إن عملياتها في البحر الأحمر ستتوقف بمجرد أن توقف إسرائيل الحرب وترفع حصارها عن المنطقة.
لكن الخبراء يقولون إنه رغم أن القضية الفلسطينية كانت دائمًا محورية في أيديولوجية الحوثيين، إلا أن أفعالهم في البحر الأحمر تأتي مع فوائد أخرى.

ويقولون إن جماعة الحوثي، في قتالها، صرفت الانتباه عن الأزمة الإنسانية في اليمن، وحشدت الدعم المحلي والدولي، وجعلت اسمها معروفًا بين أولئك الذين لا يعرفون سوى القليل أو لا يعرفون شيئًا عن الحركة.

يقدم الحوثيون أنفسهم بعد أن سيطروا على معظم شمال اليمن - بما فيها العاصمة صنعاء - على أنهم الحكام الشرعيين للبلاد. وقد صاغت الجماعة المتمردة عملياتها في البحر الأحمر على أنها تتم من قبل "القوات المسلحة اليمنية". وقد سيطرت هذه الرواية على أولئك الذين يعارضون حرب غزة في جميع أنحاء العالم. وفي الوقت نفسه، تتمركز الحكومة المعترف بها دوليًا على بعد حوالي 230 ميلًا في مدينة عدن الجنوبية، ويُنظر إليها على أنها ضعيفة.

ورغم تشكيل الولايات المتحدة تحالفًا متعدد الجنسيات يهدف إلى حماية التجارة في البحر الأحمر. لم تظهر جماعة الحوثي أي علامات على التراجع، وهو ما يقول الخبراء إنه يساعدهم على تأمين انتصارات لسمعتهم في الخارج وكذلك خارج قاعدة دعمهم التقليدية في الداخل.

وقال أحمد ناجي، أحد كبار المحللين اليمنيين في مجموعة الأزمات الدولية، وهي مؤسسة بحثية مقرها بروكسل: "على المستوى المحلي، زادت شعبيتهم في بعض المناطق".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى