سلام المرجعيات.. المنفذ منه والمنتظر

>
في مقعد الانتظار وحشد الطاقات، تتجه الأنظار وتترقب النتائج التي تتجهز لها الأطراف (الفاعلة في اليمن)، فاعلة أنها حاضرة ويمكن لها الاستناد إلى مرجعياتها في تحريك ملفات عدة أهمها، الملف الاقتصادي الذي يعاني ركودًا وعجزًا في كثير من النواحي وانتشاله من الوضع المعيشي الصعب الذي تتحكم فيه العمليات الحربية برًا وبحرًا وجوًا.

ثانيهما وهو متصل بالأول بشكل كبير لتغطية عملية صرف الرواتب لموظفي الدولة، ككل، من الخزينة العامة لها التي تسكنها في العاصمة عدن ممثلًا بالبنك المركزي. ثالثهما، وهي الأهم وترتبط هي الأخرى بمرجعيات سلام شامل في اليمن ضمن العملية السياسية والاقتصادية التي حددتها الأمم المتحدة عبر مبعوثها الأممي والأمريكي عبر فتح مطار صنعاء أمام الرحلات الدولية.

كل ذلك، وشطر اليمن في الشمال كما يحلو للبعض التحدث عنه، هو المتحكم الفاعل والأصلي في كامل المشهد ويتغير بحسب ما تتجه له الأحوال في المنطقة ويعمل على تكييفها بكل الطرق الممكنة والمؤدية إلى طريق واحد وهو الجنوب.

ذلك هو المشهد على الأرض، حقيقة لا يمكن نكرانها أو التنصل من التزاماتها، ونحن نعلم أن اتفاق استوكهولهم لم يرق إلى درجة الإلزام، لأي طرف فيه، فهناك بند خاص فيه يمنح الحرية لأي طرف في التخلف عنه في أي وقت. وهو ما حصل فعلا.

لقد فعل الحوثيون وهم يسيطرون على كامل المشهد في اليمن بأنهم متفوقون على الأطراف الأخرى غير الفاعلة في عملية السلام التي ترتبط وتشترك فيها مرجعيات السلام الثلاث وتلتصق بها مع حركة أنصار الله الحوثية، ولو ظهر إلينا خلاف ذلك من حيث تصميم شكل الجملة والعبارة التي تظهر على وسائل الإعلام التابعة له ويروج لها، بأن لديه هو أيضًا مرجعياته وأنه غير ملزم بالتوافق على مرجعيات السلام والمبادرة الخليجية وآليتها (المزمنة) التي تم فرضها من قبل طرفيها (شمالا) على (الجنوب) على الرغم من فشل الحوار في صنعاء والخروج عنه من قبل الحوثيين وتفجر الصراع الذي تم من خلاله إحكام السيطرة الفعلية على صنعاء والمحافظات الشمالية التي لم يغلب فيها الحوثي من السيطرة عليها بالسرعة المطلوبة.

وبالعودة إلى مجمل الاتفاقات التي خاضها الحوثيون والشرعية منفصلين بأنفسهم عن أي مضامين ذلك الحوار في صنعاء ومخرجاته، لكن ظل الجنوبيون في خانة التحكم من قبلهما تدار وفقا لمبادئهما وشرعيتهما التي تتوافق على رفض وعدم التنازل عن الجنوب مهما كانت حالة الانفصام السياسي والاقتتال الذي رمى بكل ثقله على الجنوب أرضًا وإنسانًا. لقد استغل ملف الجنوب ليكون الممر الآمن لإنهاء وجوده وحضوره عن قصد وفقًا للإخراج والسيناريو الذي يتم رسمه، وهي نقيصة سياسية تم التعامل معها من قبل الفاعلين في الشمال بحق الجنوب.

فحرب الشمال بين أطرافه سيدفع من حساب الجنوب العام منه والخاص، ولن يكترث العالم لمطالب الجنوب و(تطلعاته) التي تحتمل الخسران في جانبها الأكبر، فالصراع على الجنوب مؤاده هو، لا يمكن لعملية السلام أن تنجح وتعبر إلا من خلال تلك المرجعيات الثلاث والمقابلة لها. ولا حوار سيطغى عليها غير مخرجات الحوار في صنعاء.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى