تعرف على سجن مات به 13 ألف أميركي بسبب المرض والجوع

> «الأيام» العربية.نت:

> عقب إعلان انفصال الولايات الجنوبية عن الولايات المتحدة الأميركية على إثر انتخاب أبراهام لنكولن رئيسا للبلاد، عاش الأميركيون على وقع أحداث الحرب الأهلية التي اندلعت بشكل رسمي عقب قصف شنه الكونفدراليون على فورت سمتر (Fort Sumter) خلال شهر أبريل 1861. وقد استمرت هذه الحرب لنحو 4 سنوات وانتهت بانتصار الاتحاد، كما أسفرت في الآن ذاته عن مقتل أكثر من 600 ألف أميركي لتصنف بذلك كأكبر نزاع دموي بتاريخ الولايات المتحدة الأميركية.

وقبل ظهور قوانين دولية واضحة حول أسرى الحرب، عومل الأسرى بالحرب الأهلية الأميركية معاملة قاسية حيث تعرضوا بمناسبات عديدة للضرب والقتل خاصة على يد الكونفدراليين.

الظروف داخل معتقل أندرسونفيل


وخلال العام الأخير من الحرب، سجلت منطقة أندرسونفيل (Andersonville)، بمقاطعة سمتر، التابعة لولاية جورجيا ظهور معسكر اعتقال أثار اسمه الرعب في صفوف أسرى الحرب المنتمين للاتحاد. فخلال شهر فبراير 1864، افتتح معتقل أندرسونفيل الذي قدرت مساحته حينها بحوالي 67 ألف متر مربع. ومع تواصل تدفق أسرى الإتحاد، لم يتردد الكونفدراليون بحلول شهر حزيران/يونيو من العام نفسه في توسيع هذا المعسكر الذي تجاوزت مساحته 107 آلاف متر مربع تزامنا مع انتهاء الأشغال.

إلى ذلك، عاش معتقل أندرسونفيل على وقع ظروف صعبة بسبب تقدم الحرب، التي بلغت عامها الأخير، ومعاناة الكونفدراليين من نقص حاد بالغذاء والعتاد.


وأمام هذا الوضع، لم يتمكن القائمون على المعتقل من توفير كميات كافية من الغذاء للمعتقلين الذين توافدوا بكثافة على أندرسونفيل. فضلا عن ذلك، كانت أغلب المواد الغذائية التي قدمت للأسرى متعفنة ومطبوخة بشكل سيئ. وبحلول صيف 1864، عانى أسرى الحرب الاتحاديون بأندرسونفيل من المجاعة التي تفشت في صفوفهم. وبسبب سوء التغذية وظروف الاعتقال الرديئة، شهد معتقل أندرسونفيل تفشي أمراض مميتة كالإسقربوط والزحار. وحسب تقارير تلك الفترة، فارق ثلث المعتقلين الحياة بسبب هذه الأمراض ودفنوا بمقابر جماعية داخل المعتقل.

من جهة ثانية، عاش أسرى الحرب الاتحاديون بأندرسونفيل داخل خيام بالية كانوا قد صنعوها غالبا من بقايا الثياب الممزقة. وقد اضطر المعتقلون حينها للاعتماد على هذه الخيام للاحتماء من حرارة الصيف وبرد الشتاء.

وفيما يخص النظافة الجسدية، اضطر المعتقلون للاعتماد على مجرى ماء مر بمعتقل أندرسونفيل للاستحمام وقضاء حاجاتهم. وبسبب ذلك، تراكمت كميات هامة من الأوساخ بهذا المجرى الذي أصبح ملوثا وساهم في تفشي مزيد من الأمراض.

إلى ذلك، استقبل معتقل أندرسونفيل طيلة فترة عمله التي استمرت لنحو عام ما يزيد عن 40 ألف معتقل. وحسب مصادر تلك الفترة، توفي 13 ألفا من هؤلاء المعتقلين إما بسبب المرض أو الجوع أو المعاملة السيئة.

إعدام هنري ويرز


خلال شهر تموز/يوليو 1864، عرض الكونفدراليون على الاتحاديين تبادلا للأسرى. وبسبب سوء التنسيق، فشلت عملية التبادل ليظل بذلك هؤلاء الأسرى متواجدين بأندرسونفيل لحين تحريرهم تزامنا مع نهاية الحرب خلال شهر أبريل 1865.

خلال شهر أيار/مايو 1865، اعتقل مدير معتقل أندرسونفيل هنري ويرز (Henry Wirz) على يد أحد فيالق الفرسان التابع للاتحاديين. وما بين شهري آب/أغسطس وتشرين الأول/أكتوبر 1865، مثل هنري ويرز أمام القضاء الأميركي بتهمة التآمر والقتل.

وأثناء جلسات المحاكمة، حضر العديد من الأسرى السابقين بأندرسونفيل وتحدثوا عن ظروف اعتقالهم والمعاملة القاسية التي تعرضوا لها على يد هنري ويرز وجنوده كما أكدوا في الآن ذاته على قيام الأخير بإعدام العديد من الأسرى. من جهة ثانية، حاول المتهم الدفاع عن نفسه وتحدث للقضاة عن محاولته تحسين ظروف إقامة المعتقلين مؤكدا على مراسلته بأكثر من مناسبة للمسؤولين الكونفدراليين لحثهم على إرسال مزيد من الغذاء لأندرسونفيل.


لاحقا، أصدر القضاء الأميركي حكما بالإعدام شنقا بحق هنري ويرز. ويوم 10 تشرين الثاني/نوفمبر 1865، نفذ الحكم بحق هنري ويرز. وبتلك الفترة، حظيت عملية إعدامه بتغطية إعلامية هامة بسبب قلة عدد الكونفدراليين الذين دِينوا عقب الحرب الأهلية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى